ولاء فاضل: أرصد الصوت الداخلي والظواهر المجتمعية

  • 5/8/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من الجامعة حيث كانت طالبة تضطر للظهور كل يوم بملابس مختلفة ومتميزة، إلى صاحبة أول مشروع تجاري للرسم اليدوي على الملابس . هكذا بدأت السعودية ولاء فاضل "اختصاصية مختبر طبي"، باستثمار موهبتها في الرسم لصالح أناقتها أولاً، لتبدو متميزة أمام صديقاتها كل يوم، ما لفت انتباههن وجعلهن يطلبن منها الرسم على ملابسهن، فيبدأ مشروعها بالتطور معتمداً على رؤياها في المزج ما بين الفن والفكرة لتعلن ولادة لون جديد في فن التعبير عن الذات من خلال الملابس . * حدثينا عن ولادة فكرة الرسم على الملابس؟ - كانت ميزانيتي محدودة كطالبة جامعية، ومع وجودي اليومي بين صديقاتي لا بدّ أن أبدو بمظهر جميل كل يوم، قررت أن أبدأ بالرسم على ملابسي التي أملّ منها لأمنحها فرصة أخرى، وشكلاً جديداً وفنياً، ثم بدأت صديقاتي يطلبن مني أن أرسم لهنّ على قمصانهنّ القطنية "التي شيرت"، ومع الوقت صرت أعرض أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، زاد الطلب عليها وصرت أتلقى يومياً عشرات الطلبات للرسم، حينها أدركت أن الفكرة جديرة بالتوثيق كمشروع رسمي وانتقلت للعمل على ذلك، أسست اسماً خاصاً بي واخترت "جيميني" وتعني الجوزاء، وأصبحت أقدم أفكاري على مواقع التواصل الاجتماعي حتى انتشرت وكتبت عن أعمالي صحف في مختلف دول العالم، وأنا اليوم فخورة بأن تمكنت من جذب الأجانب غير العرب لارتداء ملابس مكتوباً عليها باللغة العربية . * كيف تختارين العبارات التي تكتبينها على الملابس؟ - وجدت أغلب الناس يرغبون في ارتداء ملابس تمثلهم، تمثل صوتهم الداخلي ومواقفهم الاجتماعية، لذلك بدأت أكتب ما يحبه الناس، اعتنيت بالشعر، وخصوصاً قصائد محمود درويش الذي استوحيت من حبه للقهوة مجموعة تعبرعن احتياجات الانسان الحياتية من الهواء والماء والقهوة والسفر، وخططت على الملابس مقتطفات من شعر نزار قباني، ومقولات جلال الدين الرومي . كما أنني ذهبت لفكرة الدمج بين الرسم والكتابة، إلى جانب رصد الظواهر الاجتماعية بأسلوب ساخر أحياناً، وهو الأكثر جذباً للشباب على وجه الخصوص، حيث صممت "تي شيرت" مستوحى من عبارة لسيدة مصرية على إحدى الفضائيات قالت فيه "شت أب يور ماوس أوباما" وكتبت الجملة مع رسم فأرة مكان كلمة "ماوس"، هذه "التيشيرت" حققت أعلى نسبة طلب "لتيشيرت" على الإنترنت، وظهرت حتى في التلفزيونات نظراً لطرافة الفكرة ولحجم انتشارها . * تؤمنين أن الملابس ثقافة بحد ذاتها، وتعبرين عن هذا بطريقتك الخاصة، هل تخبريننا عن هذا الجانب؟ - نحن نحتاج بشكل ما لعرض هويتنا في ملابسنا، إن أغلب ما نلبسه منذ سنوات يحمل شعارات وكلمات أجنبية، لست ضد ذلك لكن بطريقة ما يجب ارتداء ما يمثلنا أيضاً، حين راقبت السوق الأجنبية لاحظت أن الأجانب ينحازون لكل ما هو مبتكر وغير تقليدي، يعشقون الثقافة الشرقية وكل ما يتعلق بها، يتعاملون مع الخط العربي على أنه قطعة فنية، واليوم 30% من الطلبات التي أنفذها تذهب لغير العرب الذين يطلبون "تي شيرت" بكلمات عربية بعد أن يسألوا عن معانيها، ويحبون طلب أسمائهم بالعربية، ويسعدني أن ما أقدمه يتعامل معه الأجانب كقطع فنية جديرة بالتباهي، خصوصاً أنها تعكس هوية شعب وثقافة أدبية واجتماعية . * عملت على تكريم عمالقة الفن العربي من خلال مجموعة تحمل صورهم مع عبارات من أغنياتهم لتعريف الجيل الجديد بها، أي الأسماء كانت الأكثر طلباً لدى الشباب؟ - حققت فيروز أعلى نسبة طلب من مختلف الجنسيات العربية مثل مصر ودول الخليج كافة والمغرب وسوريا وتحديداً صورتها المرافقة لعبارة "كبر البحر بحبك"، تلاها السيدة أم كلثوم بعبارة "إنت فين والحب فين"، ثم الفنان السعودي عبادي الجوهر والنجم المصري الراحل سعيد صالح بمقتطفات من مسرحياته . * الأفكار المبتكرة لا بد أن تتعرض للسرقة والتقليد، هل تحدثيننا عن هذا الجانب؟ - للأسف كل يوم أجد من يقلد رسومي وأفكاري، لكن الفرق أنهم يطبعونها طباعة بينما أنا أرسم يدوياً، أي أن الفكرة كما لو أن الشخص يرسم لوحات لكن بدلاً من تعليقها على جدار أو عرضها في معرض، يضعها على صدره وملابسه، بالطبع يمكنني مقاضاتهم رسمياً، لكنني حتى الآن لم أفعل، لكن أغرب موقف حصل معي في هذا الصدد كان أن طلبت عرض منتجاتي في متجر للقطع المنتقاة في دبي، فرفض ذلك خشية أنني أقلد المنتج المعروض لديه، رغم أنه يعرض النسخة المقلدة مني، وذلك واضح كون تصاميمي مرخصة ومرسومة بجودة عالية ومختلفة . * هناك إقبال من المشاهير على ارتداء تصاميمك المبتكرة، هل تذكرين لنا أسماء النجوم الذين يفضلون تصاميمك الفنية؟ - ارتدت من تصاميمي نجمات كثيرات منهن ديانا حداد وشذا حسون والإعلامية سارة دندراوي، وأحب أن أوضح أن ما أقوم به ليس عملاً سهلاً، إنه فن قائم بحد ذاته، وحين أقدمه لأي نجم فأنا على ثقة بأنني أهديه عملاً فريداً ومشغولاً بحب وجهد يدوي وفردي . * كيف وصلت تصاميمك إلى هؤلاء النجوم؟ - بعضهم أنا توجهت إليه، وشجع مشروعي وفكرتي مقدراً الفن الذي أقدمه، مثل النجمة ديانا حداد والإعلامية سارة دندراوي، ومنهم من توجه إلي بالطلب مباشرة، ومنهم من اشتروا من خلال أقاربهم وفوجئت بهم يرتدونها وكنت سعيدة بذلك . * هل هناك أسماء مشهورة تحلمين بارتدائهم تصاميمك أيضاً؟ - شخصيات كثيرة أتمنى أن يلبسوا من تصاميمي منهم السيدة فيروز، لأن "التيشيرت" الذي صممته وعليه صورتها حقق أكثر نسبة انتشار عربياً، كما أنني أكن لها محبة كبيرة وبالتأكيد الكاتبة التي نشأت على كتاباتها أحلام مستغانمي . * ما أبرز التحديات التي واجهتك في هذا المشروع المختلف والمبتكر؟ - كثيرة، وأبرزها مادية، فأنا لا أمتلك محالّ تجارية ولا ثروة استثمارية، أمتلك موهبة فنية ومهارة، لذا انطلقت بمشروعي من جهد شخصي وفردي وبدعم من زوجي فقط، واعتمدت على موهبتي ومواقع التواصل الاجتماعي، لكنني مصممة على التقدم وتحقيق ما يليق بموهبتي . * ما خطتك لتطوير مشروعك الفني الخاص؟ - هذا الفن ما زال جديداً على العالم العربي، رغم انتشار الطباعة على الملابس لكن ما أقدمه مختلف تماماً، فأنا أرصد الظواهر الاجتماعية، وأستقي تصاميمي من الشباب ولغتهم وأفكارهم، أحب أن أتوجه للعالم بثقافة بلدي ومجتمعي أولاً، فمشروعي ليس مجرد فكرة تصميم ورسم على الملابس، إنه ينتمي للفن والثقافة ويوثق شكلاً اجتماعياً جديداً من التعبير عن الرأي والذات . * ماذا عن أحلامك على المستوى الشخصي؟ - خبرتي طبية وليست في الموضة، ولا أنوي دراسة شيء يتعلق بالأزياء لأنني أعتبر نفسي فنانة أكثر من كوني مصممة أزياء، لا سيما أن أفكاري تنفذ على قطع مصممة مسبقاً والفارق فيها هو ما أرسمه بيدي وبعضها يستغرق معي ساعات طويلة أو أياماً كأي لوحة فنية، أو أكتبه من عبارات إن كان مستوحى من خيالي أو من اقتباسات أدبية أو اجتماعية، وأكتفي في عملي بما أملك من ثقافة واطلاع على عالم الموضة والأزياء .

مشاركة :