دارت معارك عنيفة، أمس، في مصفاة بيجي، كبرى مصافي النفط العراقية، بين القوات الأمنية وتنظيم داعش الذي شن هجوماً متجدداً على المصفاة التي يسيطر على أجزاء منها، بحسب مصادر عسكرية، فيما أعلنت الشرطة مقتل 21 مدنياً وعسكرياً وإصابة 24 آخرين، والعثور على ست جثث في مناطق تابعة لمدينة بعقوبة. وتأتي المعارك غداة تحذير الولايات المتحدة، التي تقود تحالفاً دولياً يشن ضربات جوية ضد التنظيم، من أن المصفاة تتعرض لتهديد متزايد من المتطرفين الذين يسيطرون على مساحات واسعة في العراق منذ أشهر. وأفاد ضابط في الجيش العراقي برتبة لواء عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية وعناصر داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) في مصفاة بيجي أمس. وأوضح أن المتطرفين شنوا هجوماً عنيفاً فجر اليوم على القطعات العسكرية الموجودة في المصفاة، والتي حاصرها التنظيم لأشهر منذ سيطرته على هجومه الكاسح في شمال العراق وغربه في يونيو. وأضاف أن معركة المصفاة اختبار حقيقي للقوات العراقية، بل هي من أعقد المعارك. وأعلن التنظيم المتطرف في نشرة إذاعة البيان التابعة له، أمس، عن تنفيذ مقاتليه عمليتين انتحاريتين، أول من أمس، إحداهما داخل المصفاة والأخرى إلى الجنوب الغربي منها. وقال اللواء في الجيش العراقي الإرهابيون الذين اقتحموا (المصفاة) منذ ثلاثة أسابيع يتحصنون في أبنية المصفاة، وهم انتحاريون لا يغادرونها إلا جثثاً، مشيراً إلى أن القوات العراقية تواجه صعوبة في ملاحقتهم، فهم ينتشرون في الابنية وقرب الأنابيب ويشعلون الخزانات. وأشار الضابط إلى وجود قوات من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب وفصائل شيعية مسلحة موالية للحكومة، داخل المصفاة ذات المساحة الشاسعة. وبحسب بيانات القيادة المشتركة للتحالف، نفذت مقاتلاته 22 غارة جوية منذ مطلع مايو في بيجي ومحيطها. وحذرت واشنطن، الأربعاء، من الخطر الذي يتهدد المصفاة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركي، ستيفين وارن، للصحافيين إن العدو دخل إلى مصفاة بيجي، ويسيطر على أجزاء منها، أضاف من الصعب القول كيف ستتطور الأمور ووصف القتال بأنه شرس.
مشاركة :