احتفت الهيئة العامة للطيران المدني باليوم العالمي للمراقب الجوي، حيث شاركت الهيئة الاحتفال بهذا اليوم الذي يوافق 20 أكتوبر من كل عام في مختلف مراكز ووحدات المراقبة الجوية في المملكة، وذلك استشعاراً منها بأهمية هذا الحدث العالمي ومشاركة دول العالم في الاحتفاء بهذه المهنة والتعريف بها وبدور المراقب الجوي في حفظ وسلامة الأجواء. وتعتز المملكة العربية السعودية بقدرات ومهارات المراقبين الجويين لديها، حيث وصلت نسبة توطين مهنة المراقبة الجوية في المملكة إلى 100%، رغم النمو المضطرد التي تشهده الحركة الجوية في مطارات وأجواء المملكة عام بعد عام، وتستهدف الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع شركة خدمات الملاحة الجوية تطوير منظومة العمل ورفع الكفاءة التشغيلية وتحقيق الجودة النوعية للخدمات التي تقدم في مجال الملاحة الجوية. وقد بدأت نشأة المراقبة الجوية في المملكة العربية السعودية عام 1945، مع تأسيس أول مطار رسمي بجدة وكانت حينها الخدمة المقدمة عبارة عن مركز تمرير معلومات ملاحية (FIC)، وحظي قطاع الطيران المدني بدعم كبير ومتواصل من أولي الأمر في المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- وحتى وقتنا الحاضر، لقناعة القيادة الرشيدة بأهمية صناعة النقل الجوي، كعنصر هام وأساسي لمستلزمات النهضة في بلد تزيد مساحته عن مليوني كيلومتر مربع، حيث قامت المملكة منذ وقت مبكر بإرسال البعثات لدراسة الحركة الجوية وتم ابتعاث أول طلبة إلى القاهرة عام 1950، ليتم بعدها في العام 1962 بإنشاء معهد التدريب الفني للملاحة الجوية في مدينة جدة، وفي العام 2014 انتقلت إدارة الحركة الجوية لكامل أجواء المملكة إلى المراقبين الجويين السعوديين، وخلال العام 2018 وصلت المملكة في مجال المراقبة الجوية إلى سعودة مهنة المراقبة الجوية بنسبة 100%، بينما شهد عام 2019 حدثاً بارزاُ بتعيين أول دفعة من المراقبات الجويات السعوديات أيماناً من الهيئة بدور المرأة السعودية ومشاركتها في منظومة الطيران المدني للدفع بعجلة النمو إلى آفاق المستقبل الذي رسمته رؤية المملكة 2030. وتتكون المراقبة الجوية من ثلاثة مهام رئيسية (مراقبة الاقتراب، وبرج المراقبة الجوية، ومراقبة منطقة)، وتتولى مراقبة الاقتراب مسؤولية إدارة الحركة الجوية في نطاق (60) ميل وارتفاع 15 ألف قدم تقريباً حول المطار للرحلات المغادرة والقادمة، بينما تكون مسؤولية برج المراقبة الجوية إدارة الحركة الجوية بالمنطقة المحيطة بالمطار وعمليات الإقلاع والهبوط والحركة الأرضية، كما تقع مسؤولية إدارة الحركة الجوية على الارتفاعات الأعلى والتعامل مع السرعات العالية على مراقبة المنطقة. ويعّد التركيز العالي وسرعة البديهة لاتخاذ القرار الصائب في لحظات من أهم المهارات الأساسية للمراقب الجوي، وتبرز أهمية هذه المهنة في مدى تأثيرها على سلامة وكفاءة وانتظام الملاحة الجوية وما يقع على عاتقها من مسؤوليات ومهام لا تتحمل الخطأ، حيث تم تصنيف مهنة المراقب الجوي من أصعب المهن عالمياً ما يجعلها ذات أهمية عالية على المستوى الدولي، ويأتي تخصيص يوم عالمي للاحتفال بهذه المهنة وأبطالها الذين يعملون ليل نهار على مدار الساعة وأعينهم على السماء حريصين على سلامة الارواح والممتلكات، كتقدير واحترام دولي للمراقبين الجويين، كما تتميز المراقبة الجوية في المملكة العربية السعودية بوجود نخبة من شباب الوطن الذين يتمتعون بمهارات عديدة وتركيز عال وسرعة اتخاذ القرار والتعامل السريع مع أصعب المواقف واحلك الظروف الجوية. تجدر الإشارة إلى أن منظومة الطيران المدني في المملكة تحظى بدعم سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وتحرص الهيئة العامة للطيران المدني على تحقيق أجواء آمنة وفق أدق معايير السلامة العالمية، وبناء منظومة حديثة بخدمات عصرية متقدمة في مجال النقل الجوي، وقد بلغ عدد المراقبين الجويين في المملكة أكثر من (700) مراقب جوي سعودي بينهم (11) مراقبة جوية سعودية تلقوا تعليمهم وتدريبهم في أكاديمية الطيران المدني السعودي وهي إحدى الأكاديميات المتخصصة في هذا المجال وحاصلة على العديد من الاعتمادات الدولية.
مشاركة :