دبي:«الخليج» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، افتتح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي، في مركز دبي التجاري العالمي أمس، أعمال القمة العالمية السادسة للاقتصاد الأخضر 2019 التي تستضيفها دبي، بمشاركة رؤساء دول وحكومات حاليين وسابقين ومنظمات دولية وإقليمية إلى جانب ممثلين عن قرابة ثمانين دولة حول العالم بما فيها دولة الإمارات.جاء في كلمة سموه خلال افتتاح القمة، التي يرأسها سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إن دولة الإمارات حققت إنجازاً مهماً في سبيل التحول نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، من أجل الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية لدولتنا في مجال الطاقة واستراتيجية دبي 2050 كذلك.وقال سموه: إن إمارتي أبوظبي ودبي حققتا تقدماً ملموساً في مشاريع التنمية المستدامة، ومشروعات الطاقة النظيفة وأهمها محطة نور أبوظبي ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي.ورحب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بضيوف الدولة، متمنياً لهم إقامة طيبة ونجاحاً باهراً في أعمال قمتهم التي تسهم في تعزيز ودعم التعاون بين المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية على مستوى القطاعين العام والخاص، وتستقطب هذا العام شخصيات وصناع قرار ومتخصصين في مختلف قطاعات الاستدامة والاقتصاد الأخضر من مختلف دول العالم.حضر افتتاح القمة غزالي عثمان رئيس جمهورية جزر القمر وسعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي ورئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، وبان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وفرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي السابق، وفيليبي كالديرون الرئيس المكسيكي السابق، وجوليا جيلارد رئيسة وزراء أستراليا السابقة، وعويس سرمد مساعد الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.كما حضر مراسم الافتتاح الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، ومطر حميد الطاير رئيس مجلس إدارة هيئة كهرباء ومياه دبي، وحميد القطامي المدير العام لهيئة الصحة في دبي، واللواء عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، والمهندس داود الهاجري مدير عام بلدية دبي، وهلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، والدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وأحمد بطي المحيربي الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي، والدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام مكتب دبي الذكية، وأحمد بن شعفار الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي (إمباور)، إلى جانب عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم.وفي كلمته الافتتاحية أشار سعيد محمد الطاير إلى أن الدورة السادسة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2019 تنظم في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتحت الرعاية الكريمة وتحقيقاً للتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله. انسجام مع توجيهات القيادة وقال «تحمل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر لهذا العام شعار (تقنيات مبتكرة لاقتصاد مستدام)، وتنسجم أجندتها مع التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي، واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية، وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، ومئوية الإمارات 2071، ورؤية الإمارات 2021، وأجندة الإمارات الخضراء 2030، وخطة دبي 2021، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، وضمن هذا الإطار تتوالى إنجازاتنا ومشاريعنا ومبادراتنا لتعزيز ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة على مستوى العالم».وأضاف أن دولة الإمارات نجحت في اتخاذ قرارات فعالة لمواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي، جرت ترجمتها إلى مشاريع رائدة للطاقة النظيفة وخاصة الطاقة الشمسية، حيث تم مؤخرا تدشين محطة نور أبوظبي أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل للطاقة في العالم بقدرة إنتاجية 1.177 ميجاواط في منطقة سويحان بإمارة أبوظبي، فيما تستكمل إمارة دبي وفي إطار «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050» بناء «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» الذي سيكون أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، حيث ستبلغ طاقته الإنتاجية 5000 ميجاواط بحلول عام 2030 باستخدام تقنيات الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة. 3 محاور أساسية وأوضح أن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر هذا العام ترتكز على ثلاثة محاور أساسية تشمل آليات تحقيق التنمية المستدامة وأهمية التعاون الدولي للوصول إلى اقتصاد أخضر عالمياً، وتبني الحلول الخضراء المبتكرة لمواجهة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، ونؤكد أننا وبتوجيهات القيادة الرشيدة لم ولن ندخر أي جهد في سبيل تحقيق هدفنا المتمثل في تعزيز مكانة دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة ونموذجاً عالمياً للطاقة النظيفة بالاعتماد على تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات الإحلالية المبتكرة.وقال «ولضمان توافر الطاقة الشمسية النظيفة على مدار الساعة نعمل على مواكبة النمو العالمي في مجال تخزين الطاقة، فبحسب تقرير (وود ماكنزي لتخزين الطاقة 2019)، فإن سوق تخزين الطاقة العالمي سينمو 13 مرة على مدار السنوات الست القادمة، حيث سيصل إلى 158 جيجاواط ساعة في عام 2024، وبدورها تدعم دبي هذا النهج الشامل من خلال مشروعات مبتكرة في الطاقة والاستدامة، ونعمل حالياً على بناء أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المركزة في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل ضمن مشاريع (مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية)، ويتميز المشروع بأعلى برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى 260 متراً وبأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، وهو ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة». استخدام الطاقة الشمسية وأشار الطاير إلى أن هيئة كهرباء ومياه دبي تعمل على بناء محطة للطاقة الكهرومائية في منطقة حتا بتقنية الضخ والتخزين باستخدام الطاقة الشمسية والاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي بقدرة تخزين تصل إلى 1500 ميجاواط / ساعة ومشروع «الهيدروجين الأخضر» الرائد لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة النظيفة، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيتم تخزين الهيدروجين الذي يجري إنتاجه ومن ثم استخدامه في مجالات متعددة.وقال «أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أكتوبر 2016، وذلك خلال الدورة الثالثة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي لتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ونشر مشروعاته على المستوى العالمي».وأضاف أن مسيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر طويلة ومستمرة، ونحن على ثقة تامة بأن الالتزام الراسخ للأفراد والمجتمع الأكاديمي والقطاعين العام والخاص ودعم القيادة الرشيدة كل ذلك سيمكننا من تحقيق الآمال المنشودة، ويسهم تنظيم المنتديات والمؤتمرات ذات الصلة مثل هذه القمة بشكل فعال في تنسيق الجهود، وتوفير الأدوات المناسبة لتحقيق الطموحات العالمية المشتركة بمستقبل أخضر إضافة إلى تسريع الاستجابة الفعالة لمكافحة ظاهرة التغير المناخي. معالجة الأزمات من جانبه، قال غزالي عثمان رئيس جمهورية جزر القمر: «لا يمكن معالجة الأزمات التي نواجهها جميعاً اليوم كلاً على حدة، نظراً لترابطها وتداخلها مع بعضها البعض، لذلك يجب علينا تطوير الحلول من خلال التعاون والتواصل في ما بيننا، ونحن في جمهورية جزر القمر ندرك أن حماية نظامنا الإيكولوجي المتنوع أمر أساسي لبقائنا ووسيلة فعالة لمعالجة قضايا الأمن الغذائي والمائي لشعبنا».وقال بان كي مون الأمين: في السنوات الخمس الماضية اجتمع قادة العالم لإيجاد حلول مناسبة ودائمة للتغير المناخي، وأتقدم بالشكر إلى قيادة دولة الإمارات والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر لعملها الدائم والهادف إلى تطوير تقنيات مبتكرة وتعزيز النمو الأخضر على الساحة الدولية.وخلال كلمته في القمة أعرب فرانسوا هولاند عن سعادته بالمشاركة للمرة الثانية في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر. وقال: لم يقتصر هدف اتفاقية باريس للمناخ على خلق الوعي حول آثار التغير المناخي فقط، ولكن كان بمثابة اتفاق لتأكيد التزام الحكومات بمكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري. الجفاف والبراكين من جانبه، أكد فيليبي كالديرون أن العالم شهد في السنوات الأخيرة العديد من الأزمات المختلفة واحدة تلو الأخرى مثل الجفاف والبراكين والفيضانات، والتي تسببت بمقتل الكثير من البشر، وأثرت في حياة مئات الآلاف من المزارعين في العديد من دول العالم، والتي بدورها أيضاً أثرت في الاقتصاد العالمي ككل، وإذا واصلنا توفير الفرص الجديدة لإحداث تغيير جذري في السنوات المقبلة، فمن الممكن حينئذ أن نتخذ بعض الخيارات الذكية والقرارات الشجاعة لإنتاج الطاقة بتقنيات نظيفة، وأن نستخدم تلك الطاقة بطريقة أكثر فاعلية، وأن نخلق فرص عمل ووظائف جديدة.وقال عويس سرمد: إن ما نهدف إليه الآن هو إحداث تغيير إيجابي في المناخ نظراً لتأثيره في الطريقة التي نعيش بها، وإن الآثار السلبية للتغير المناخي كفيلة بتدمير الحياة على الأرض، بل وتدمير المناطق التي نزرع فيها طعامنا.من جانبه، قال الدكتور الزيودي: إن دولة الإمارات تمتلك مسيرة طويلة مع مفاهيم ومنظومة الاقتصاد الأخضر بدأت مع تأسيسها مطلع سبعينيات القرن الماضي بجهود حماية البيئة ومواردها الطبيعية، وتطورت بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة على مدار العقود الماضية لتشمل تطبيق منظومة متكاملة من التشريعات والاستراتيجيات الداعمة للتحول نحو هذا النوع من الاقتصاد منخفض الكربون شملت اعتماد «أجندة الإمارات الخضراء 2030»، والخطة الوطنية للتغير المناخي 2050، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، إضافة إلى رؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071 لجعل الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في كافة القطاعات. التصدي للمشكلات البيئية وقال المهندس عويضة مرشد المرر: في خضم التوسع العمراني السريع والنمو السكاني المتزايد في الإمارات، وجهود تنويع مصادر الاقتصاد، أدركت الدولة مبكراً أن التصدي للمشكلات البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية شرط أساسي لتحقيق نمو مستدام وضمان ازدهار الحياة للأجيال القادمة.وشهد اليوم الافتتاحي للقمة حواراً شبابياً تحت عنوان «مساهمة الشباب في توطين أهداف التنمية المستدامة وتسخير التقنيات المبتكرة لتحقيقها»، وتختتم فعاليات القمة اليوم بإعلان دبي السادس.(وام)
مشاركة :