وقّعت الكويت ومصر أمس، اتفاقيتين لتمويل المرحلة الثانية من تنمية سيناء بمليار دولار، ومذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمار، واتفاق استكمال مشروعات تمويل مشروع طريق النفق - شرم الشيخ بقيمة 86 مليون دولار، وذلك في أعقاب المحادثات الرسمية لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مع رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، والتي ختم بها سموه زيارته الرسمية إلى القاهرة.وقبيل المحادثات، تسلّم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، صباح أمس، رسالة خطية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، سلمها سمو الشيخ جابر المبارك، تضمنت سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.ونقل المبارك خلال استقبال السيسي له في قصر الاتحادية بالقاهرة، تحيات صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وتمنياتهما للشعب المصري بمزيد من التقدم والازدهار.وأشاد السيسي لدى استقباله المبارك، في قصر الاتحادية الرئاسي، وفق بيان للناطق الرئاسي السفير بسام راضي، بمتانة وقوة العلاقات المصرية - الكويتية، وما تتميز به من خصوصية، مؤكداً حرص مصر على تطوير التعاون الوثيق والمتميز بين البلدين على شتى الأصعدة، بما فيها تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الكويتية إلى مصر.وقال إن اللقاء شهد تباحثاً حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلاً عن التشاور إزاء المستجدات على الساحة الإقليمية، وأكد الرئيس في هذا الخصوص ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري، مشيداً بالدور المهم الذي تقوم به دولة الكويت في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية.من جانبه، أعرب المبارك عن سعادته بلقاء الرئيس السيسي، والاستماع إلى رؤيته تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية والجهود الديبلوماسية المبذولة، لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة العربية.وثمن دور مصر المحوري بالمنطقة باعتبارها ركيزة أساسية لأمن واستقرار الوطن العربي، مشيداً بحرص مصر على تعزيز التضامن بين الدول العربية والدفع قدما بالعمل العربي المشترك. إلى ذلك، عقد الشيخ جابر المبارك جلسة محادثات رسمية مع الدكتور مدبولي في المقر التاريخي للحكومة المصرية، بحضور وفدي البلدين، تناولت سبل دعم علاقات البلدين، والتشاور في العديد من الملفات.وشهد المبارك ومدبولي، بحضور وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الدكتورة سحر نصر، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الشيخ صباح الخالد، توقيع اتفاق إطاري لتمويل المرحلة الثانية من برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء، بقيمة مليار دولار على 3 سنوات حتى 2022، بعد نجاح المرحلة الأولى مع الصندوق التي بدأت في العام 2016، وتنتهي العام الحالي بقيمة تقترب من المليار دولار، وايضا اتفاق استكمال مشروعات البنية الأساسية والتي تتمثل في تمويل مشروع طريق النفق – شرم الشيخ بقيمة 86 مليون دولار، ضمن مشروعات المرحلة الثانية لبرنامج تنمية شبه جزيرة سيناء.كما وقّع وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان والدكتورة نصر، مذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت.وأكد الشيخ صباح الخالد، حرص الصندوق على زيادة الشراكة مع مصر، ولا سيما في برنامج تنمية سيناء في ظل النجاح الذي حققه هذا البرنامج في مرحلته الأولى، مشيرا، إلى أنه بعد الاتفاقيتين، ارتفعت محفظة التعاون بين مصر والصندوق الكويتي إلى 3.682 مليار دولار، ساهم الصندوق من خلالها في تمويل 52 مشروعا في قطاعات الزراعة والكهرباء والنقل والصناعة ومياه الشرب والصرف الصحي.ودعت نصر المستثمرين الكويتيين إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر، بعد أن وصلت الاستثمارات الكويتية إلى نحو 5.1 مليار دولار، في ظل وجود 1305 شركات كويتية في مصر تعمل في قطاعات الصناعة والمالية والعقارات والسياحة والخدمات والزراعة.وفي سياق زيارته الرسمية، وجه المبارك جزيل الشكر والتقدير لرئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبدالعال، على حفاوة الاستقبال التي لقيها الوفد.وعقد المبارك وعبدالعال اجتماعاً في مقر مجلس النواب المصري، بحثا خلاله العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين في المجالات كافة، والتي تعبر عنها المواقف التاريخية للبلدين.وقال المبارك في تصريح عقب اللقاء إنه بحث مع عبدالعال، سبل دعم العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.وأكد سموه حرص البلدين على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين، لتشمل المجالات كافة، التي تخدم المصالح المشتركة وتحقق طموحات وتطلعات الشعبين.ورحب عبدالعال بسمو الشيخ جابر المبارك والوفد المرافق له، مشيدا بالعلاقات الأخوية بين البلدين، مؤكدا تقدير مصر، حكومة وشعبا، لصاحب السمو الأمير، لدوره الداعم والبناء الذي يقوم به تجاه مصر وقضايا الأمة العربية.
مشاركة :