التنوع والثراء الفني والفكري الذي يعبر عن معتقدات الناس عبر العصور، يظهر في قطع المجموعة الدائمة في متحف اللوفر أبوظبي، تحديداً في قاعة العرض 4 المعنونة بـ«الأديان العالمية» وتحتوي القاعة على العديد من النصوص المقدسة، التي يقصد بها مجموعة النصوص التي قامت عليها الأديان السماوية مثل الإسلام والمسيحية واليهودية، وكذلك غير السماوية مثل الهندوسية أو البوذية، وتشترك هذه النصوص القائمة على تقاليد متنوعة من حيث المضامين واللغات والدعم المادي والتعبير في البحث عن السمو فوق الوجود المادي الشائع لدى الأديان العالمية. ومن بينها مخطوطة الجزء الأخير لـ«جزء عم» التي تعبر عن إبداع المماليك في الخط والزخرفة. إرث إنساني قالت فاخرة أحمد مبارك الكندي أمين متحف مساعد في اللوفر أبوظبي: تُعد هذه المخطوطة لجزء عمّ، وهو الجزء الأخير من المصحف، خير مثال على إنتاج المماليك في ميادين الخط والزخرفة والتذهيب. وأضافت: عند النظر في جودة المخطوطة يمكننا أن ننسبها إلى شخصية بارزة في ذلك الوقت. فصناعة مثل هذه المصاحف أو المخطوطات عامة كانت تشكّل فرصة لفناني التذهيب والخط لإطلاق العنان لمواهبهم الاستثنائية. وأوضحت الكندي: تتميّز هذه المخطوطة المكتوبة بخط المحقق الأنيق، بمستوى رائع من الجمال والمهارة. إذ خُطّت البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) بأحرف مذهبة فيما كُتبت أسماء السور باللون الأزرق داخل أُطر مزخرفة ذات جمال أخاذ. وذكرت: تشير التعليقات المكتوبة بخط النقش على صفحات المصحف إلى أنه استُخدم للدراسة والتدريس. وقالت الكندي: من مسؤولية المتاحف عرض الإرث الإنساني وفي نفس الوقت حفظه للأجيال القادمة. وأضافت: لذا، ومن أجل المحافظة على الفنون الورقية، تُعرض جميع المخطوطات في المتحف ثلاثة أشهر، وتحفظ بعد ذلك في الظلام ثلاثة أعوام. كما نصحت بعدم تضييع فرصة مشاهدتها. بقولها: لا تفوتوا فرصة الاطلاع على هذه المخطوطة الرائعة، في قاعة العرض الرابعة من المتحف بعنوان «الأديان العالمية». قيم التسامح طلب نبلاء مماليك من القاهرة ودمشق عدداً من المصاحف الكبيرة لإهدائها إلى المؤسسات الدينية، ومنها هذا الجزء من القرآن الكريم، الذي كُتب بخط محقق أنيق وقد كتبت البسملة التي تفتتح كل سورة بحروف ذهبية، وجاءت كتابة عناوين السور فقد كتبت باللون الأزرق. وإلى جانب «جزء عم» تضم قاعة العرض 4 من اللوفر أبوظبي، العديد من النصوص المقدسة ومنها «صورة الخلق» من الكتاب المقدس، و«المصحف الأزرق» و«موعظة بوذا» و«كتاب بوذي باللغة السنسكريتية» وغير ذلك من قطع تبين من جديد أن اللوفر أبوظبي يعزز قيم التسامح التي تنتهجها دولة الإمارات. جزء عم يعود مخطوطة «جزء عم» وهو الجزء 30 من القرآن الكريم إلى ما بين 1250 و1300 ميلادي، وهو من سوريا ــ دمشق، يبلغ عرضه 47 وارتفاعه 62 سم، واستخدم في كتابته الحبر والألوان والذهب على ورق.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :