إبداع «الخط العربي» في مخطوطات ومسكوكات مكتبة «المؤسس»

  • 1/1/2021
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة التي تشكل ذاكرة فنية نوعية متميزة للخط العربي بمختلف أشكاله ورؤاه الفنية والحروفية، ويأتي هذا الاقتناء المتميز إسهامًا من المكتبة في تعزيز حضور هذا الفن العربي والإسلامي الأصيل في المشهد الثقافي، ومشاركة ضمنية من المكتبة في المناسبات الوطنية والثقافية المتعددة، خاصة في عام 2020 الذي أعلنته وزارة الثقافة عامًا للخط العربي، حيث أقامت المكتبة مسابقة في فنون الخط العربي، وأعلنت أسماء الفائزين بها يوم 18 ديسمبر الماضي.آلاف المقتنياتوتقتني المكتبة آلاف المخطوطات والمسكوكات والمقتنيات المعدنية التي سُجِّلت عليها نوادر من الخطوط العربية، خاصة من النَّسْخ، والتعليق الدقيق، والتمبكتي، نسبة إلى بلدة «تمبكت»، ويُكتب بعدة طرق، ويسمى أيضًا «السوداني» أو «السوسي»، وهو خط منتشر من السنغال إلى السودان، وأيضًا هناك مخطوطات بالديواني، والنسخ التدويني، والتعليق الفارسي.النسخ التدوينيومن الخطوط العربية الزاهية التي تمثلها مخطوطة «أُنس المنقطعين» للمعافى بن إسماعيل بن سنان، خط النسخ التدويني، وكُتبت عام 870هـ - 1465م، واستُخدم المداد الأسود في كتابة النص، والمداد الأحمر في كتابة بعض الكلمات المفتاحية، أما مخطوطة «الكوكب الساطع في شرح نظم جمع الجوامع» فتندرج في سياق خط النسخ التدويني أيضًا، وكتبت في 19 شوال 895هـ - 14 أكتوبر 1490م، ونسخها محمد الأشموني، وهي من تأليف جلال الدين السيوطي.التعليق الفارسيومن الخطوط الفارسية التي تضمها المكتبة مخطوطة «الفتاوى الأمينية لما فيها من الودائع اليقينية»، تأليف أمين المؤمنبادي، وهي من خط «التعليق الفارسي»، وكتبها بالمدادين الأسود والأحمر، امير صالح بخاري عام 942هـ - 1535م.حياة الحيوانومن مخطوطات الخط المغربي التي تقتنيها المكتبة، مخطوطة بعنوان «حياة الحيوان» لمحمد الدميري، نسخها محمد بن سالم بن موسى عام 1040هـ - 1630م، بالمدادين الأسود والأحمر.مشهد فنيولا تتوقف جماليات الخطوط وأنواعها على الكتابة على الورق فحسب، بل هناك مقتنيات متنوعة لدى المكتبة من المعادن والرق، وعلى المسكوكات من عملات مسكوكة في العصور الإسلامية المختلفة، وأيضًا تبرز في المشغولات المعدنية من الفضة والنحاس والذهب، وتشكل مشهدًا فنيًّا متنوعًا له أساليبه وطرزه المتعددة.مكان الصدارةوتضم الخطوط التي ظهرت في شبه الجزيرة العربية: المسند، والزبور، والثمودي، والداداني، واللحياني، والصفوي، والآرامي، والنبطي، وحظي الخط العربي في الإسلام بعناية خاصة، وتطور على امتداد 15 قرنًا إلى فن جميل له تشكيلاته وأنماطه، وأصبح يحتل مكان الصدارة بين الفنون الإسلامية، وساعد على ذلك ما تتحلى به طبيعة الخطوط العربية وأشكال حروفها من حيوية وانسياب ومرونة، بما بها من وصل وفصل، ما جعلها تتطور إلى أشكال متعددة وأساليب شتى.أشهر الخطاطينومن أشهر الخطاطين العرب على امتداد التاريخ الإسلامي بوجه عام: قطبة المحرر، وإسحاق بن حماد الكاتب، والخليل بن أحمد الفراهيدي المشهور بعلم العروض، وابن مقلة، وعلي البغدادي، وياقوت المستعصمي، وحمد الله الأماسي، والحافظ عثمان، وعزيز أفندي، ومحمد الرفاعي، والصالح الخماسي، وممدوح الشريف، وطاهر الكردي، وسيد إبراهيم، وحامد الآمدي.كتابات ونقوشويبرز الخط العربي بكل تنوعاته في المصاحف، والكتابات المنقوشة على المباني أو النصب التذكارية أو الجدران والمنابر، والكتابات التي ظهرت على المسكوكات من النقود، وعلى الأقمشة والطرز، والفخار، والأطباق، والسرج والأواني والأختام والموازين والزجاج والأخشاب والأواني النحاسية، والسيوف والكتب، والرسائل المؤلَّفة عن الخط العربي وقواعده الفنية.

مشاركة :