تبوّأت إمارة الشارقة مكانة عالمية رفيعة في الثقافة والمعرفة، وأصبحت «ثقافتها» قوة ناعمة، تدعم الإمارات ، بما يليق بها بين الأمم، واحتفت بها دول العالم ضيف شرف في معارضها الدولية للكتاب، فحلت قبل أيام، ضيف شرف فعاليات معرض «ليبر» الدولي للكتاب 2019، في العاصمة الإسبانية «مدريد»، بعد أن حلت ضيف شرف مميزاً على فعاليات معرض «موسكو» الدولي للكتاب، وقبلها ضيف شرف على معرض «تورينو» الدولي للكتاب 2019، في إيطاليا، من 9 إلى 13 مايو الماضي، بعد أن احتفى بها معرض «نيودلهي» الدولي للكتاب كضيف شرف لدورته السابعة والعشرين، من 5 إلى 13 يناير الماضي، وسبقه معرض «ساو باولو» الدولي للكتاب في البرازيل في دورته الـ 25 بالاحتفاء بالشارقة، ضيف الشرف الأول في تاريخ الحدث، وسط حشد من الشخصيات الدبلوماسية وممثلي المؤسسات والهيئات الثقافية البرازيلية والمثقفين والكتّاب، من 3 إلى 12 أغسطس 2018. كما احتفى بها معرض «باريس» الدولي للكتاب ضيفاً مميزاً، في دورته الثامنة والثلاثين، من 16 إلى 19 مارس الماضي، وستحل في عام 2020 أول ضيف شرف عربي على معرض «جوادالاهارا» الدولي للكتاب، بالمكسيك، في دورته الرابعة والثلاثين. العاصمة العالمية للكتاب وتوّجَت إمارة الشارقة بلقب «العاصمة العالمية للكتاب» لعام 2019، من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، تثميناً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة خياراً في حوار الحضارات الإنسانية، لتكون بذلك الشارقة أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وقال صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في كلمته التي ألقاها في احتفالات الإمارة بنيلها اللقب: «عملنا بصدق وإخلاص واستمرار طوال سنين عدّة، لتكون للشارقة، بكل مكوناتها، علاقة عشق وحب مع الكتاب والمعرفة، واليوم لا يمكنني أن أصف مدى سعادتي بالوقوف أمامكم في هذا الحفل الكبير للاحتفال بالشارقة عاصمة عالمية للكتاب». نتيجة طبيعية كل هذه النجاحات العالمية التي حققتها إمارة الشارقة في العلم والثقافة، ما هي إلا ثمرة ونتيجة طبيعية تحصدها للجهود الرائدة التي يبذلها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مشروعه الثقافي الذي أطلقه منذ توليه حكم الإمارة، حيث عمل على زرع حب الثقافة والمعرفة في نفوس أبنائه وبناته، مواطنين ومقيمين، بإطلاق الكثير من المبادرات، جميعها عملت بنجاح هدفها الوصول إلى هذا التفوق والتميز الثقافي الدولي. وأبرزها معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، وستنطلق فعاليات دورته الثامنة والثلاثين من 30 أكتوبر وحتى 9 نوفمبر 2019، وتحل المكسيك ضيف الشرف، وتشارك 2000 دار نشر من 81 دولة، من بينها 13 دولة تشارك للمرة الأولى، فضلاً عن 978 فعالية يشارك بها 273 كاتباً وروائياً من مختلف دول العالم. مهرجان الطفل وحرص صاحب السموّ حاكم الشارقة، على غرس حب القراءة والاطلاع في نفوس أبنائه منذ الطفولة، فأطلق لهم «مهرجان الشارقة القرائي للطفل» الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، وأقيمت بتوجيهات سموّه ورعاية قرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الدورة الحادية عشرة من المهرجان من 17 إلى 27 أبريل 2019، تحت شعار «استكشف المعرفة». معرض «ليبر» وأثبتت إمارة الشارقة الجدارة والتميز الثقافي، في مختلف المعارض الدولية للكتاب التي حلت ضيف شرف عليها، ففي معرض «ليبر» الدولي للكتاب الذي أقيم في أرض المعارض وسط العاصمة الإسبانية مدريد، من 9 إلى 11 أكتوبر 2019، ابتهج المعرض في حفل افتتاحه، بعدد من اللوحات الفنية الشعبية، قدمتها فرقة الشارقة الوطنية التابعة لمعهد الشارقة للتراث. اهتمام بالثقافة وقال إدوارد لوبيز بورتيز، المدير العام لهيئة أرض المعارض في مدريد، في كلمة ألقاها في حفل افتتاح المعرض: «إنه لشرف كبير أن نستضيف صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في افتتاح فعاليات معرض ليبر الدولي للكتاب، فهو الحاكم الذي يشكل نموذجاً في الاهتمام بالثقافة، ونأمل بأن يكون تتويج الشارقة ضيف شرف المعرض، فرصة مثالية لتعزيز فرص الارتقاء بقطاع النشر بين الكتاب العربي والكتاب الإسباني». وقال صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في حفل إطلاق سموّه عدداً من مؤلفاته التاريخية والأدبية، باللغة الإسبانية، وأقيم في دار الأوبرا بالعاصمة مدريد، وسط حضور رفيع: «لم يعد التعرف إلى الآخر، أو تعريفه بنا صعباً كالسابق، فكنت أعتقد بمسعاي هذا، أنني أركض خلف سراب، ولكن وجدت الآخر كذلك ينشد ودّنا، ويأمل بالتعرف إلينا. كنا بداية مع بريطانيا في التبادل الثقافي، ومن بعدها ألمانيا وفرنسا، حتى أتت إيطاليا تطلب ودنا، واليوم إسبانيا تخطب ودّنا لا تطلبه فقط، ولذلك سارعنا الخطى نحوكم». معرض «موسكو» وفي معرض «موسكو» الدولي للكتاب الذي أقيم في العاصمة الروسية من 4 وحتى 8 سبتمبر الماضي، عرفت الشارقة الزوار والنخب الثقافية الشرق أوروبية إلى الحضارة والتراث العربي والإماراتي، وقدمت الصورة الجوهرية للثقافة الإماراتية والعربية، أمام الحراك المعرفي الروسي، وبيّنت ركائز مشروع الإمارة الحضاري. معرض «تورينو» أما في معرض «تورينو» الدولي للكتاب 2019، في إيطاليا، من 9 إلى 13 مايو الماضي، فشاركت الإمارة ضمن جناح مخصص لهذا الغرض، بمشاركة وفد من أدباء الإمارات، ومثقفيها وفنانيها الذين نقلوا رسالة الأدب والثقافة الإماراتية والعربية إلى نظرائهم الأوروبيين، ونقلت صورة حضارية عن الثقافتين العربية والإماراتية، فضلاً عن إطلاق 57 كتاباً إماراتياً باللغة الإيطالية خلال المعرض. معرض «نيودلهي» وفي معرض «نيودلهي» الدولي للكتاب، من 5 إلى 13 يناير الماضي، حلت الشارقة ضيف الشرف، بوفد رفيع ترأسه الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وضم عدداً من المسؤولين ورؤساء المؤسسات الثقافية والأكاديمية والمعرفية في الشارقة. وشهد المعرض إطلاق النسخة الهندية من رواية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، «بيبي فاطمة وأبناء الملك»، الصادرة العام الماضي عن منشورات القاسمي باللغة العربية. معرض «ساو باولو» وفي معرض «ساو باولو» الدولي للكتاب في البرازيل، في دورته الخامسة والعشرين، من 3 إلى 12 أغسطس 2018، حظي سكان ساو باولو الذين يزيد عددهم على 21 مليون نسمة، بفرصة مشاهدة عروض التراث الإماراتي، وقدمتها فرقة الشارقة الوطنية عبر شوارع المدينة الكبيرة، خلال مشاركة الشارقة كضيف شرف المعرض. وقدمت الشارقة في المعرض أمسيات شعرية ومقطوعات موسيقية، وندوة عن «عام زايد»، قراءة في جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء الدولة وتكريس قيمها الحضارية وأسس بنائها ونهضتها. معرض «باريس» في معرض «باريس» الدولي للكتاب، من 16 إلى 19 مارس الماضي، تضمنت فعاليات الشارقة، ندوة «زايد الخير»، كما شاركت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة ورئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين في عدة ندوات. وفي كل مشاركاتها في معارض الكتب الدولية ومنها معرض فرانكفورت للكتاب ومعرض لندن الدولي للكتاب قدّرت الشارقة الكتاب والثقافة، فارتفع شأنها بين الأمم، بفضل رؤية حاكمها المثقف واهتمام سموّه بالإنسان قيماً وخلقاً قبل الثقافة، فكما قال سموه: «قبل البدء بتعزيز المعرفة والثقافة، علينا الرجوع إلى المجتمع في مكوناته الأساسية، فليس من الضروري أن يصبح كل فرد في المجتمع مثقفاً، ولكن من الضروري أن يكون ناشئاً تربى على القيم السليمة، وهذه هي مهمة الأب والأم». المكتبة العامة افتتح صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، «مكتبة الشارقة العامة»، في 19 مايو 2011، وتضمّ جميع فنون الأدب والمعرفة في العالم، وتقدم 3008 كتب إلكترونية وصوتية، وتضم الكثير من الكتب والمخطوطات النادرة، لتبقى مصدراً للمعرفة للأجيال المقبلة، مع إمكانية إتاحتها لجمهور المكتبة الحالي عبر «الإنترنت»، وترتبط المكتبة بنحو 38 ألف مكتبة ومدرسة منتشرة في جميع أنحاء العالم، ضمن شبكة «أوفردرايف»، وأطلقت المكتبة أبرز منصات القراءة الرقمية العالمية للمكتبات والمدارس.
مشاركة :