بيروت:«الخليج»، وكالات خرج اللبنانيون مجدداً، أمس الثلاثاء، إلى الشوارع لليوم السادس على التوالي، غير آبهين بإجراءات إصلاحية جذرية اتخذتها الحكومة في محاولة لامتصاص نقمة المتظاهرين المُصرّين على التمسك بمطلب رحيل الطبقة السياسية بأكملها. واستمرت الاعتصامات في ساحات بيروت، ومعظم مراكز المحافظات، بالتزامن مع قطع بعض الطرقات الدولية والداخلية، في وقت تمت إقالة مديرة الوكالة الوطنية (الرسمية) للأنباء، وتحدث مستشار الحكومة اللبنانية عن إمكانية إجراء تعديل وزاري خلال أيام. وبات الكثير من المتظاهرين، ليلة أمس الأول، في أماكن اعتصامهم في بيروت، وتحديداً في ساحتي رياض الصلح والشهداء، على الرغم من تعرضهم لتظاهرة مضادة بالدراجات النارية؛ حيث إن الجيش تصدى لها وفرقها، في وقت نفى «حزب الله» و«حركة أمل» علاقتهما بهذه التظاهرة، فيما أعلنت قيادة الجيش أن مديرية المخابرات أوقفت محمد علي ترشيشي؛ لانتحاله صفة رجل دين، وقيامه بتوزيع أموال مجهولة المصدر على المتظاهرين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وقد بوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص.وتوافدت جموع المحتجين منذ الصباح الباكر إلى مراكز الاعتصام من معظم المناطق ما عدا الضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق الجنوبية والبقاعية المحسوبة في معظمها على «حركة أمل» و«حزب الله»، وكذلك المناطق الجبلية والساحلية في الشوف المحسوبة على الحزب «التقدمي الاشتراكي» والتيار «الوطني الحر»، لاسيما بعد فتح الطريق البحري في الناعمة، في وقت لا تزال المؤسسات العامة مقفلة لليوم الخامس، إضافة إلى المدارس والجامعات الرسمية والخاصة والمعاهد، وكذلك المصارف والإدارات وحتى بعض المؤسسات التجارية الخاصة، في وقت دعا وزير التربية أكرم شهيب كلّ المدارس والثانويات والمعاهد الرسميّة والخاصة والجامعات، إلى استئناف التدريس، صباح اليوم الأربعاء، وكذلك أعلن رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب فتح أبواب الجامعة اليوم أمام الطلاب؛ لكن الطلاب المتظاهرين أعلنوا رفضهم لهذا القرار، وسط استبعاد المتابعين فتح المدارس والجامعات اليوم، فيما أعلنت جمعيّة المصارف في بيان عن استمرار إقفال المصارف اليوم؛ وذلك خشية تعرض الموظفين لأي اعتداء عليهم وعلى المصارف وفروعها... وفي قرار مفاجئ، أصدر وزير الإعلام اللبناني، جمال جراح، التابع لتيار المستقبل مرسوماً أقال فيه مديرة الوكالة الوطنية الرسمية للأنباء، لور سليمان، وقام بتعيين شخص آخر مكانها تابع للتيار الوطني الحر يدعى زياد حرفوش. وقالت لور سليمان: إن «القرار مفاجئ وسياسي»، مضيفة: «أتفاجئ كيف تتم إقالة شخص كفؤ في منصبه يعمل على مدار الساعة».وعمد المعتصمون إلى قطع طرق دولية وداخلية بدءاً من بيروت؛ حيث افترشوا الأرض أمام مصرف لبنان قبالة وزارة الداخلية، وهتفوا «يسقط يسقط حكم المصرف»، «ضرايب مش رح ندفع خلي المصارف تدفع»، وامتلأت بهم ساحتا رياض الصلح والشهداء، فيما تواصلت الاعتصامات في صور وطرابلس وجونية وصيدا وغيرها من المناطق. وقال مصدر أمني، أمس، إن القوى الأمنية تحاول إقناع المحتجين بإعادة فتح الطرق في مختلف أنحاء البلاد بالوسائل السلمية؛ لكنها لن تستخدم القوة إذا ما رفضوا ذلك في الوقت.من جهة أخرى، قال نديم المنلا مستشار الحكومة اللبنانية، أمس، إن بعض الجماعات السياسية اقترحت إجراء تعديل وزاري، وأن مثل هذه المسألة ستُحسم خلال أيام؛ لكنها لم تصل بعد إلى حد النقاش الجاد، ولم تصدر عن رئيس الوزراء سعد الحريري، بينما لا تزال البلاد تعاني حالة من الشلل؛ بفعل التظاهرات المناهضة للحكومة. وتوقع مستشار الحكومة اللبنانية أن يكون رد فعل المانحين الأجانب على الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة «إيجابياً للغاية»، مضيفاً: إنها تبعث برسالة واضحة أن البلاد تتعامل مع عجز الموازنة. وأكد نديم المنلا أن حمَلة السندات اللبنانية لن يتأثروا بالإصلاحات التي تشمل خفض خدمة الدين، مضيفاً أنه من المتوقع أن يصل النمو الاقتصادي إلى صفر في المئة في 2020.
مشاركة :