اتفاق روسي تركي على تسيير دوريات مشتركة في شمال سوريا

  • 10/23/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

سوتشي - الوكالات: اتفقت تركيا وروسيا أمس على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية أكثر من 30 كيلومترا من الحدود التركية على أن تقوم بعدها قوات الجانبين بدوريات مشتركة في قطاع ضيق من الأرض في «منطقة آمنة» تسعى أنقرة منذ فترة طويلة لإقامتها في شمال سوريا. واعتبارا من ظهر اليوم الاربعاء (09:00 بتوقيت جرينتش) ستدخل قوات من الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السورية لتسهيل نقل أعضاء وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم إلى ما وراء المنطقة في مهمة تستغرق نحو ستة أيام بموجب الاتفاق. وأشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالاتفاق ووصفه بأنه سينهي إراقة الدماء في المنطقة في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوجان إن تركيا ليست لديها أي أهداف بشأن الأراضي السورية مع مواصلتها دفع وحدات حماية الشعب جنوبا. ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت سنوات إلى جانب القوات الأمريكية ضد الدولة الإسلامية (داعش). ومن المقرر أن تنسحب وحدات حماية الشعب أيضا من مدينتي تل رفعت ومنبج بموجب الاتفاق الذي أبرم بين أردوغان والرئيس فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود. وقال أردوجان في مؤتمر صحفي مع بوتين «الهدف الأساسي من العملية هو إخراج تنظيمين إرهابيين (حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية) من المنطقة ولتسهيل عودة اللاجئين السوريين». وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية بسبب علاقاتها مع حزب العمال الكردستاني المحظور والذي يشن عمليات مسلحة في جنوب شرق تركيا. وأضاف أردوجان: «هذه العملية ستضمن أيضا وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية... لم يكن لدينا أبدا أي مصلحة في أراضي سوريا وسيادتها». وينص الاتفاق على أنه فور انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية ستقوم قوات تركية وروسية بدوريات مشتركة في شمال سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود. وأضاف أردوجان أن أنقرة ستعمل أيضا مع موسكو من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا. وفي واشنطن أعلن مسؤول أمريكي أمس أن بلاده سترفع العقوبات المفروضة على تركيا في حال التزمت باتفاق وقف اطلاق النار في شمال سوريا بعد انقضاء مهلة الأيام الخمسة التي كان تم الاتفاق عليها بين أنقرة وواشنطن. وقال هذا المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه «إنه التزام نتقيد به» من دون أن يحدد أي موعد لاحتمال رفع العقوبات. وتابع هذا المسؤول «أي عملية عسكرية تجري في نهاية فترة الـ120 ساعة (خمسة أيام) عندما سيتوجب عليهم (الاتراك) التقيد بوقف لإطلاق النار أكثر صرامة ستدفعنا إلى القول بأن الأتراك خرقوا اتفاقنا مع كل ما سينتج عن ذلك من عقوبات أكيدة». من جانبه أكد الرئيس بشار الأسد أمس دعمه للمقاتلين الأكراد في التصدي للهجوم التركي، في موقف جاء بعد اتفاق بدأ بموجبه نشر جيشه في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية. وقال الأسد في تصريحات أدلى بها خلال زيارته خطوط الجبهة الأمامية ضد الفصائل الجهادية في محافظة إدلب (شمال غرب) «نحن مستعدون لأن ندعم أي مجموعة تقوم بمقاومة شعبية ضد العدوان التركي». وأضاف «طبعا، هذا ليس قرارا سياسيا. نحن لا نأخذ الآن أي قرار سياسي، هذا واجب دستوري وهذا واجب وطني لسنا بحاجة إلى مناقشته».

مشاركة :