«الطلياني» لشكري المبخوت تفوز بالبوكر

  • 5/9/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حاز الروائي والباحث التونسي شكري المبخوت على الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، في دورتها الثامنة عن روايته الطلياني التي اختيرت من بين مائة وثمانين عملاً روائياً نشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية، ويمثلون خمسة عشر بلدا عربيا، حيثُ جاء إعلان فوز الرواية خلال حفل أقيم الأربعاء (6 مايو)، عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وكشف مريد البرغوثي، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، عن اسم الفائز الذي يحصل على مبلغ نقدي قيمته خمسين آلف دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية.وتدور أحداث رواية الطلياني في تونس، وهي عبارة عن قصة شخص اسمه عبد الناصر، ويلقب بالطلياني لوسامته، إلا أن الرواية ليست فقط قصة لهذا الشخص، إذ يستخدم المبخوت تاريخ بطله في النضال السياسي ومغامراته العاطفية كخلفية لتأمل تاريخ تونس الحديث بكل تعقيداته، خاصة فترة الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن علي على نظام الحبيب بورقيبه في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، بالإضافة لكون فكرتها جاءته من أحداث ثورات الربيع العربي: بعد سنتين من الثورة تقريبا، استعدت مرحلة قريبة من تاريخ تونس شبيهة بمخاوفها وتقلّباتها وصراعاتها بما كنت أشاهد وأعايش؛ إنّها فترة الانتقال من عهد الزعيم بورقيبة إلى عهد الرئيس بن عليّ إثر انقلاب 1987. كما قال المبخوت في حوار أجري معه سابقاً. وتعقيباً على نيل المبخوت جائزة البوكر قال مريد البرغوثي بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية روايته ذاتها. مشهد افتتاحي يثير الحيرة والفضول، يسلمك عبر إضاءة تدريجية ماكرة وممتعة إلى كشف التاريخ المضطرب لأبطاله ولحقبة من تاريخ تونس. شخصية عبد الناصر بطل الرواية مركبة وغنية ومتعددة الأعماق، حتى الشخصيات الثانوية منها، مقنعة فيما تقول أو تفعل، وفيما ترفض أو تقول، لكن شخصية زينة تظل إنجازاً فنياً فريداً تمتزج فيها الثقة والارتباك والشراسة والشغف والتماسك والانهيار، وبهذا حظينا بشخصية لانمطية لأنها مكتوبة أثناء عملية الكتابة لا قبلها. رحلة في عوالم الجسد والبلد، الرغبة والمؤسسة، والانتهاك والانتهازية وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد. وفي كشفها الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي تباغت الرواية معظم القراء العرب بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضا. (الطلياني) عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير. من جانبه علق ياسر سلمان أستاذ كرسي الدراسات العربية بجامعة كمبريدج، ورئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، بقوله من مشهدها الافتتاحي إلى نهايتها تشدك رواية (الطلياني) لشكري المبخوت بحبكاتها المتداخلة وشخوصها المتنامية التي تتفاوض مع واقعها بانضباطية هلامية لا تتنكر لماضيها ولا تلتزم به كل الإلتزام. في الرواية محطات كثيرة جاذبة ومدهشة في ذبذباتها وتصويرها لمرحلة مهمة من تاريخ تونس في القرن العشرين. شكري المبخوت سارد متمكن من صنعة الكتابة الروائية، يكتب بإيقاع لغوي أخاذ، يطوع فيه العربية الفصيحة فيجعلها تعج بالحياة بكل أشكالها، لا يستعصي عليها شيء. هذا وقد ضمت القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية، لعام 2015 خمس روايات أخرى بالإضافة للرواية الفائزة وهي حياة معلقة للفلسطيني عاطف أبو سيف، ورواية طابق 99 للبنانية جنى فواز الحسن، وألماس ونساء للروائية السورية لينا هويان الحسن، وشوق الدراويش للروائي السوداني حمور زيادة، وممر الصفصاف للمغربي أحمد المديني. ويذكر أن شكري المبخوت ولد في تونس عام 1962 حيث يقيم، ويشغل منصب رئيس جامعة منّوبة. وعلى الرغم من أن الطلياني هي رواية المبخوت الأولى، إلا أنه أكاديمي وناقد معروف وله الكثير من الكتابات في النقد الأدبي. وقد تكونت لجنة تحكيم هذا العام من الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي، رئيساً، والشاعرة والناقدة والخبيرة الإعلامية البحرينية بروين حبيب، والأكاديمي المصري وأستاذ الأدب المقارن في جامعة لندن أيمن الدسوقي، والناقد والأكاديمي العراقي وأستاذ الأدب المقارن في جامعة بغداد نجم عبدالله كاظم، بالإضافة للأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموتو. وتأتي الجائزة بدعم من مؤسسة جائزة بوكر في لندن، فيما تقوم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليا. تدعم الجائزة مؤسسة جائزة بوكر في لندن، وتموّلها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة.

مشاركة :