عادت الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثامنة للعام 2015 إلى الروائي التونسي شكري المبخوت عن روايته "الطلياني" التي تحكي عن حقبة مهمة في تاريخ تونس المعاصر من خلال شخصية البطل عبد الناصر الذي استخدم الروائي تاريخه في النضال السياسي ومغامراته العاطفية كخلفية لتأمل ما يحدث في تونس اليوم. فاز الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الثامنة عن روايته الطلياني التي اختيرت من بين 180 عملا روائيا نشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية ويمثلون 15 بلدا عربيا. الطلياني التي تعد أول تجربة روائية للكاتب ورئيس جامعة منوبة شكري المبخوت، لاقت إجماعا وسط النقاد والأدباء العرب الذين شكلوا لجنة التحكيم على تميزها في السرد الروائي وموضوعها المختار بتسليطها الضوء على يوميات الفرد العربي إبان وبعد ثورات الربيع، مع تكريم خاص للمرأة التونسية التي يقول الروائي بأن فعلا كان البطل الرئيسي رجل لكن البطلات الحقيقيات كن النساء الكثيرات الحاضرات بقوة في الرواية اللواتي صنعنه ليصبح كذلك. وتأخذنا الرواية الفائزة الصادرة عن دار التنوير بين فصولها الـ12 وصفحاتها الـ344 إلى قصة الشاب التونسي عبد الناصر، والذي لوسامته يلقب بـالطلياني (الإيطالي) لنغوص في نضاله السياسي ومغامراته العاطفية في لحظات تأمل وتفكير لتاريخ تونس الحديث وخاصة فترة الانقلاب الذي قام به زين العابدين بن علي على نظام الحبيب بورقيبه في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. وقام الروائي بإسقاط أحداث وشخصيات الرواية بمخاوفها وتقلباتها في فترة سابقة على ما يحدث من تغييرات وتجاذبات بالمجتمع التونسي اليوم، بعدما هبت به رياح الربيع العربي على غرار الكثير من بلدان المنطقة. وضمت القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية 2015 خمس روايات أخرى بالإضافة إلى الرواية الفائزة وهي حياة معلقة للفلسطيني عاطف أبو سيف، رواية طابق 99 للبنانية جنى فواز الحسن، وألماس ونساء للروائية السورية الشابة لينا هويان الحسن، شوق الدراويش للروائي السوداني حمور زيادة، وممر الصفصاف للمغربي أحمد المديني. وعادت جائزة الرواية العربية العام الماضي للروائي والشاعر العراقي أحمد السعداوي عن روايته فرانكشتاين في بغداد التي عرت يوميات الحرب المؤلمة في بغداد من خلال قصة بائع قام بتلصيق بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات في ربيع 2005 ليخيطها على شكل جسد جديد تحل فيه روح تنتقم من كل من ساهم في قتل أجزائها المكونة. ويذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية تأتي بدعم من مؤسسة جائزة بوكر في لندن، بينما تقوم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليا، ويحصل الفائز بها على 50 ألف دولار، وترجمة عمله للغة الإنكليزية. مليكة كركود نشرت في : 06/05/2015
مشاركة :