سجلت أسعار النفط انخفاضا طفيفا بنسبة 0.39 % ليصل سعر البرميل إلى 59.4 دولار أمس الأربعاء، إضافة إلى انخفاض العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي للتسليم في ديسمبر، وهو العقد الجديد لشهر أقرب استحقاق، 32 سنتا أو 0.59 % إلى 54.16 دولار للبرميل، بالتزامن مع ما أظهرته بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت بواقع 4.5 مليون برميل إلى 437 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر مقارنة مع توقعات محللين بزيادة 2.2 مليون برميل.وكشف مختصان نفطيان خلال حديثهما لـ«اليوم» عن 4 عوامل أدت إلى انخفاض طفيف في أسعار النفط، وهي: استعادة المملكة لطاقتها الإنتاجية للنفط بأسرع مما كان متوقعا، وقضايا تتصل بالتجارة العالمية وتأثيرها على مستقبل نمو الطلب على النفط، وتباطؤ في اقتصاديات كبرى دول العالم، وتوقع إدارة معلومات الطاقة بنمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام، مبينين أن أسواق النفط باتت أكثر تحصنا وتوازنا من السابق بعد نجاح الدول النفطية الملتزمة باتفاقية تقليص إمدادات النفط في كبح الانخفاضات الكارثية في أسعار النفط.وقال الخبير النفطي فهد التركي: إن منظمة أوبك خفضت تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط عام 2019 بنسبة 4 % على أساس شهري، ليصبح أقل بقليل من مليون برميل يوميا، وذلك في أحدث تقرير شهري لها عن النفط، فيما خفضت تقديراتها للنمو عام 2019 إلى 1.08 مليون برميل، ووفقا لأوبك، فإن خفضها للتقديرات يعكس تدهور النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي، مبينا أنه من حيث العرض بلغ إنتاج النفط من أوبك 29.3 مليون برميل يوميا في الربع الثالث لعام 2019، وهو أدنى مستوى من الإنتاج منذ عام 2011، وبانخفاض كبير وصل إلى 3.7 مليون برميل يوميا بنسبة تصل إلى 11 % عن مستوى الإنتاج في أكتوبر2018.وأضاف: إن تراجع أسعار خام برنت بنسبة 11 % على أساس ربعي، في الربع الثالث لهذا العام إلى متوسط 62 دولارا للبرميل، رغم ارتفاعها الحاد بعد الهجمات على معمل التكرير في بقيق وحقل خريص في منتصف سبتمبر، إلا أنه منذ ذلك الارتفاع، بدأت أسعار خام برنت في التراجع؛ وذلك لاستعادة المملكة لطاقتها الإنتاجية للنفط بأسرع مما كان متوقعا، وثانيا بسبب قضايا تتصل بالتجارة العالمية وإلى أي مدى ستلقي تلك القضايا بظلالها على مستقبل نمو الطلب على النفط، وثالثا تباطؤ في اقتصاديات كبرى دول العالم، ورابعا توقع إدارة معلومات الطاقة بنمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام واستمراره ليصل إلى 13.1 مليون برميل يوميا في عام 2020، مبينا على الرغم من أن تواصل وتفاقم التوترات الجيوسياسية في المنطقة ربما يسهم في ارتفاع أسعار النفط، إلا أن ضعف التوقعات بشأن الطلب، وزيادة مستويات المخزونات التجارية ، تبقى هي العوامل الرئيسية التي تحدد الأسعار في المستقبل.وأكد الخبير النفطي الدكتور وحيد أبو شنب أن ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة أدى إلى انخفاض في أسعار النفط، مشيرا إلى أن نجاح اتفاق أوبك في تخفيض الإنتاج بما يتلاءم مع الطلب ساهم بشكل كبير في جعل أسواق النفط أكثر توازنا حتى في ظل الانخفاضات النسبية.
مشاركة :