أضحت المملكة قبلة العالم، مركزا لصناعة القرار العالمي؛ إذ يتقاطر عليها قادة وزعماء العالم؛ للتشاور والتنسيق حيال إرساء الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط؛ وإيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية وتعزيز الأمن والسلم العالميين.وعندما يقوم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأسبوع القادم بزيارة الرياض؛ في أول زيارة رسمية للسعودية بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية لفترة ثانية؛ فإن هذه الزيارة تكتسب أهمية قصوى حيث تعتبر السعودية أحد أكبر شركاء الهند التجاريين، وتمدها بنحو 19% من وارداتها من النفط الخام.وعندما يلتقي رئيس الوزراء الهندي مودي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ فإن هذه اللقاءات التي ستناقش المستجدات في الشرق الأوسط وجنوب آسيا؛ ستعمل على إعطاء دفعة كبيرة للشراكة الإستراتيجية والتحالفات الاستثمارية بين الرياض ونيودلهي؛ إذ سيتم على هامش الزيارة التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية بين البلدين لتعزيز العلاقات في جميع الميادين.تعد المملكة أكبر مورد للنفط الخام للهند، وأحد أكبر مستهلكى النفط في العالم، كما تسعى المملكة للحفاظ على زيادة صادراتها النفطية، وتنويع اقتصادها وفق منطلقات الرؤية ٢٠٣٠.وأعلنت مجموعة «ريلاينس» إندستريز الهندية، أن الشركة بصدد بيع حصة نسبتها 20% في أنشطتها لتحويل النفط إلى كيماويات إلى أرامكو السعودية في إحدى أكبر عمليات الاستثمار الأجنبي في البلاد على الإطلاق تقدر بـ75 مليار دولار.واتفق البلدان على ضرورة تكثيف التعاون فى مجال الدفاع والتعاون الأمني والاستخباراتي ومكافحة الإرهاب فضلا عن رفضهما أي محاولات لربط هذه الظاهرة العالمية بعرق أو دين أو ثقافة معينة.وبحسب مصادر موثوقة فإن مودي سيصطحب وفدا هنديا رفيع المستوى يتكون من عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الهنود إلى جانب وفد من رجال الأعمال الهنود الذين سيلتقون نظراءهم السعوديين.وقد ارتفعت حصة الهند من الصادرات إلى السعودية منذ منتصف العقد الماضي، وازدهرت في السنوات الخمس الماضية.وبحسب التقارير الاقتصادية العالمية فإن اقتصاد الهند يعتبر من الاقتصادات المؤثرة في العالم وترغب في زيادة تأثيرها الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط للحصول على الطاقة، كما أن الشرق الأوسط أيضا يعتمد على الهند باعتبارها سوقا عالمية. ومن المرجح أن تتضمن أجندة الزيارة الهندية تنويع العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات البينية.عندما يزور مودي فإن الشراكة بين الرياض - نيودلهي، تحالفات أعمق من النفط تعانق السماء.
مشاركة :