يسعى القائمون على المهرجان الدولي للشعر بتوزر (450 كلم جنوب العاصمة تونس) ليكون الأدب في خدمة السياحة، حيث يعمل المنظمون في كل دورة على برمجة أكثر من رحلة سياحية تقود الضيوف من تونسيين وعرب وأجانب إلى الواحات الفاتنة وإلى عمق الصحراء التونسية حيث الجمال الطبيعي الذي لم يُدنّسه التلوّث البيئي ومازال على هيئته الأولى. وفي دورة هذا العام التي تنطلق الخميس، سيكون ضيوف المهرجان من شعراء ونقّاد وفنانين على موعدين متتاليين مع الواحة والصحراء، سيما أنّ المنظّمين اختاروا أن يكون محور هذه الدورة “الشعر الصوفي والفنون المجاورة” بمشاركة نقاد من تونس ودول عربية وأفريقية بغاية الانفتاح على التجربة الأفريقية شعرا ونقدا. أربع قارات أكد الشاعر التونسي عادل بوعقّة مدير المهرجان الدّولي للشعـر بتوزر أنّ الدورة التاسعة والثلاثين حظيت بدعم من وزارة الشؤون الثقافية التونسية والمندوبية الجهوية للثقافة ومحافظة توزر وبلدية توزر. وأضاف “تنتظم الدورة الجديدة تحت عنوان الشعر الصوفي والفنون المجاورة بمشاركة شعراء ونقّاد من تونس وعدد من الدول العربية والأجنبية أتت من أربع قارات، لنمثّل كلا من: المغرب والجزائر وفلسطين وسوريا ولبنان ومصر والأردن والعراق ومالي ونيجيريا وإسبانيا وإيطاليا وبولونيا وألبانيا والأرجنتين وفنزويلا”. ومن أبرز الأسماء العربية المشاركة في النسخة الحالية: خالد الشومري وناصر قواسمي من فلسطين وبشير غريب من الجزائر ونادر عبدالخالق من مصر وأحلام غانم من سوريا وجومانة نجار من لبنان. وأشار بوعقّة إلى أنّ “الدورة التاسعة والثلاثين ستحظى بالعديد من الفقرات التي تتوزّع بين الشعر والموسيقى والعروض الفرجوية فضلا عن الزيارات السياحية، علاوة على تكريم الشاعر الفلسطيني أحمد الشاعر الفائز بجائزة لجنة التحكيم لجائزة القدس خلال الدورة الماضية”. وعلى هامش الدورة الحالية وفي دار الشباب توزر تنتظم ورشة للكتابة الشعرية والقصصيّة لليافعين تحت إشراف عبدالرزاق ساسي وأمينة الزاوي وبسمة بوعبيدي، فضلا عن ورشات مع الطلبة والتلاميذ والمبدعين يقوم بها أعوان المؤسّسة التونسيّة لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة. فعاليات متنوعة تنطلق فعاليات الدورة الجديدة مساء الخميس باستقبال الضيوف بنزل الإقامة، وتنظيم سهرة تنشيطية للتعارف وتقديم البرنامج. يليه، الجمعة، الانطلاق الفعلي للأنشطة الثقافية بزيارة معرض الكتاب ومعرض أدباء الجريد الحائطي ومعرض الفنون التشكيليّة ليكون الافتتاح الرّسمي للمهرجان صبيحة الجمعة بكلمة المهرجان وكلمة المندوب الجهوي للثقافة بتوزر، ثمّ كلمة رئيس اتحاد الكتّاب التونسيّين ورئيس اتّحاد المغرب العربي فكلمة محافظة توزر. كما ينتظم عرض افتتاحي للفنان الفلسطيني ناصر قواسمي بمصاحبة الفنانة هدى بكّاري وعرض الفنان والشاعر الإيطالي سلفاتور دي نابا مع عرض لفرقة صوفية، تلي ذلك قراءات شعريّة لبعض الضيوف. وفي الفترة المسائية ينظّم المهرجان زيارة إلى روضة الشاعر أبي القاسم الشابي لوضع باقة زهور على ضريحه، تليها أمسية شعرية بمنتزه جنّة عدن بتوزر في الواحة القديمة تتخللها وصلات موسيقية وغنائية، كما تكون السهرة شعرية وموسيقية.