العرب فقراء وبيدهم ثــروات هـــائــلـة

  • 10/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الأديب والشاعر الفرنسي فكتور هوغو «الناس يولدون من بطون أمهاتهم أحرارا متساوين في الحقوق، ولكن عندما يخوضون معترك الحياة لا يعودون متساوين في الحقوق، فمنهم من تسلب حريته ومنهم من يعاني الفقر أو المرض أو الجوع، وقلة من الناس من يهتمون بهم». يبدو أن فكتور كان يتحدث عن الوضع السائد في أغلب المجتمعات العربية والنامية، فهو يصف حالات الجهل والتخلف والفساد ومسبباتها وكيف أن مثل هذه الحالات تكون سببًا للفقر المدقع والجوع والهيجان الشعبي. من الواضح أن الفقر في العالم العربي قد بلغ حدا لا يطاق وتحول إلى مأساة حقيقية. فالعرب اليوم مشغولون بثورات الجياع التي تنوعت وتعددت أماكنها وأخذت اتجاها خطيرا قد تؤدي إلى فوضى اجتماعية سياسية ونتائج تغير النسيج الاجتماعي وتفرز نظامًا جديدًا لحياة جديدة. إن تفشي الفقر في العالم العربي هو السبب الجوهري وراء الاحتجاجات الشعبية التي تضرب بعض البلدان العربية مثل العراق ولبنان وقبلها السودان والجزائر وعدد من الدول العربية. النبي محمد (ص) نبهنا قبل 1400 سنة الى أن الفقر قرين الكفر، ويخبرنا التاريخ بأن الإنسان إذا جاع ظلمًا ينفجر غضبًا ويفعل أي شيء للحصول على قوت يومه فغضبه يكون مدمرا للمجتمع ولنفسه، فالذي لا يملك شيئا لا يخاف على فقدان أي شيء. فلماذ يفتقر العرب؟ العرب أغنياء بثرواتهم ومواردهم الطبيعية والبشرية الهائلة التي بإمكانها إن تم توظيفها أن توفر حياة كريمة تليق بالإنسان وتحقق الحلم العربي القديم الجديد بأن تستغل هذه الموارد في مشاريع تنموية مستدامة ليعيش الإنسان العربي مستقرًا مزدهرا متطورًا مبدعًا وقادرًا على القضاء على الفقر المزمن الذي حصد الأرواح وشتت الملايين من العرب في بقاع الأرض بحثًا عن رزق يسدون به جوعهم. تشير أرقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) إلى أنه على الرغم من أن الجهود العالمية في مكافحة الفقر المدقع قد تكللت بالنجاح إلا أنه لا يزال العالم العربي متأخرًا في جهوده لمكافحة الفقر. فعلى المستوى العالمي انخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع في العالم إلى أكثر من النصف، أي من أكثر من 1.9 مليار شخص في العام 1990 إلى أقل من 836 مليون شخص في هذا العام. بينما الفقر في الوطن العربي استمر في الارتفاع وأصبح يمثل تهديدا لاستقرار ونمو الإنسان العربي. ففي مصر مثلا، يصل عدد السكان القابعين تحت خط الفقر إلى 26.1 مليونا، بنسبة تصل إلى 27.8% من عدد السكان، في جيبوتي تصل النسبة إلى 21.1%، في العراق 18.9%، في الأردن 14.4%، في المغرب 60%، في ليبيا النفطية 45%، وفي لبنان 30%. وتشير هذه الأرقام إلى أن أي موجة من الاحتجاجات التي ستقوم في المستقبل ستكون «ثورة الجياع»، التي من المرجح أن تكون أعنف بكثير من موجات الاحتجاجات السابقة. فما هي أسباب فقر العرب؟ حسب الدراسات الدولية وتقارير الأمم المتحدة فإن هناك عدة أسباب للفقر في البلدان العربية من أهمها: ‭{‬ تفشي ظاهرة الفساد الإداري والاقتصادي الذي أصبح مصدرا مهمًا لفقر المجتمع العربي. ‭{‬ غياب المحاسبة والمراقبة ‭{‬ النزاعات المسلحة في بعض البلدان ‭{‬ عدم الاستقرار السياسي لدى البعض من البلدان العربية ‭{‬ غياب العدالة في توزيع الثروات ‭{‬ سوء استخدام الموارد الطبيعية ‭{‬ غياب التنمية المستدامة والمشاريع التنموية طويلة الأجل ‭{‬ كثير من الدول العربية تفتقر إلى نهضة صناعية حقيقية ‭{‬ تخلف المناهج والنظم التعليمية

مشاركة :