الكاتب العراقي كاصد محمد وهي واحدة من ثلاثية روائية تتناول موضوع المراهقة. وثلاثية باڨيزِه تضم "الصيف الجميل" 1940، ورواية "الشيطان على التلال" 1948، ورواية "بين نساء وحيدات" 1949، وذكر الناشر أن "كلّ من الروايات الثلاث تُشكل رواية منفصلة، وكُتبت بشكل مستقل، دون نيّة لكتابة ثلاثية روائية، لكن ارتباطها من حيث الموضوعة التي تتناولها وهو الانتقال من المراهقة للنضج جعلت من الناشر الأصلي وقتها، يقوم بجمعها ونشرها معاً على شكل ثلاثية، بالاتفاق مع الكاتب بالطبع. حصلت الثلاثية على جائزة ستريغا، أعرق وأرقى الجوائز الأدبية الإيطالية". ووفقا لمنشورات المتوسط قال الكاتب الايطالي إيتالو كالفينو عن صاحب الرواية: "باڨيزِه هو الكاتب الإيطالي الأهم، والأكثر عمقاً، والأشد تعقيداً في زماننا. وليس من صعاب تواجهنا إلا وحذونا حذوه". وقال أومبِرتو إكو: "كان باڨيزِه أحد الكتاب الأساسيين الذي قرأتهم في مرحلة الشباب، وقد أثر بي بلا شك، ربما ليس من ناحية الأسلوب، ولكن من ناحية المخيلة الأدبية". وتتناول "الصيف الجميل" حكاية فتاة ساذجة تدعى جينيا تعمل في محل خياطة، تجتاز ذات صيف فترة المراهقة وتدخل في مرحلة الشباب وصخبه وعوالمه المليئة بالمغامرات والأسرار. وتتعرف على أميليا التي تكبرها سنا وأوسع خبرة في العلاقات الاجتماعية، تعمل كموديل للرسامين. تصحب أميليا جينيا إلى عوالمها الخاصة، وهناك تقع جينيا في غرام غويدو الرسام الشاب. وتقدم الرواية كيف تتعامل جينيا مع غرائزها وجسدها المندفع للنضوج، والمقيد بخجلها وخوفها وكيف ترتب أفكارها وأحلامها وخيباتها في زوايا رأسها، وما هي المغامرات التي تواجهها جينيا المراهقة في رحلتها الصيفية نحو النضوج، وكيف سينتهي الصيف الجميل والمليء بالأحداث المثيرة، وإلى أين سيأخذ بتلك الفتاة البسيطة. ومن أجواء الرواية: فجأة دفعته جينيا بقوّة، فتحت الباب، وهربت راكضة، ولم تقف إلا عند محطة الترام. ذهبت بعد العشاء إلى السينما؛ لكي تتحاشى التفكير بعصر ذلك اليوم، ولكنها كلّما فكّرت بالأمر، أدركت أنها ستعود حتماً إلى الاستوديو، لذلك كانت تشعر بالقنوط؛ لأنها كانت تعرف أنها قامت بتصرّف تافه، لا يجب على امرأة بعمرها أن تقوم به. كانت تعرف أن غويدو قد شعر بالإهانة جراء تصرّفها، وأنه لن يحتضنها مجدداً. لو كان بوسعها للكمت نفسها، لأن غويدو كان يصيح خلفها، بينما هي تنزل السلّم ولم تسمع فيما إذا كان يطلب منها الرجوع. قضت المساء تحت ظلام السينما، وهي تفكر بحسرة بأن أي قرار ستتخذه الآن لن يثنيها عن العودة مرّة أخرى. أدركت أن رغبتها الجامحة في أن تراه، وتعتذر منه، وتقول له إنها تصرّفت بحماقة كانت ستجنّنها. لم ترجع جينيا في اليوم التالي، ولكنها غسلت إبطَيْها، وعطّرت جسمها بالكامل. وشعرت أن الذنب ذنبها؛ لأنها أثارت فيه الرغبة، ولكنها أحياناً تشعر أن تصرّفها كان شجاعاً؛ لأنها فهمت ما الذي يُثير رغبة الرجال. وتشيزَرِه باڨيزِه روائي وشاعر ومترجم وناقد أدبي إيطالي. ولد في العام 1908. بعد تخرجه من كلية الآداب اشتغل باڨيزِه بالتدريس لفترة قصيرة. كتب الشعر والقصة القصيرة واشتغل بترجمة الأدب الأميركي لصالح دار النشر "إيناودي"، الذي أصبح أحد أعمدتها لاحقاً، وترجم لهم الكثير من الكتاب الأميركيين غير المعروفين إلى الإيطالية. نشر الكثير من الروايات والمقالات الأدبية حول علاقة الأدب والمجتمع. ونال تقديرا واسعا من جمهور النقاد والقراء الإيطاليين. في ذروة نشاطه ونجاحه وبعد حصوله على جائزة "ستريغا" أعرق وأرقى الجوائز الأدبية الإيطالية عن ثلاثيته الروائية "الصيف الجميل"، وجد ميتاً في غرفة فندق في مدينة تورينو مع زجاجة حبوب منومة فارغة. وأما المترجم كاصد محمد فهو كاتب ومترجم عراقي ولد في مدينة بابل في العام 1979، تخرج من جامعة بغداد في اللغة والأدب الأيطاليين في العام 2006، ثم حصل على الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة بولونيا الإيطالية في العام 2015. يكتب وينشر باللغة الإيطالية، ونشر فيها العديد من القصص والقصائد والمقالات، ضمن أنتلوجيات مختلفة وفي مجلّات إيطالية ورقية وإلكترونية. وقد حاز على المركز الثالث في مسابقة القصة الإيطالية (إل راكونتو نيل كاسيتو).يعمل كأستاذ للغة العربية لغير الناطقين بها، في جامعتي بولونيا ومودنا.
مشاركة :