قال الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، إن بعض رجال الأعمال يحاولون مع عدد من أعضاء الحزب إثارة مشكلات داخل حزب الوفد، من أجل تفكيكه، قبل الانتخابات البرلمانية لحساب مرشحي الحزب الوطني المنحل والتيار السلفي، إلا أنه قلل من قدرتهم على تحقيق أهدافهم، مشيراً إلى أن الأزمة المثارة بشأن وجود خلافات داخل الوفد، هي إعلامية أكثر من كونها أزمة قادرة على النيل من الحزب. وأكد البدوي، في حوار أجرته معه الخليج أنه لا يجرؤ أي أحد في مصر، بمن فيهم رئيس الدولة على طرح المصالحة مع جماعة الإخوان في الوقت الحالي، لأن الخصومة بين الجماعة ليست خصومة مع الرئيس أو الحكومة أو الأحزاب، ولكنها خصومة مع الشعب المصري كله. وبشأن الأزمة الداخلية في حزب الوفد، وماذا يحدث بالضبط، خاصة أن البعض يطالب بسحب الثقة منه، أكد البدوي أن ما يحدث داخل حزب الوفد ليس صراعاً، ولكن هناك ثمانية أشخاص من الحزب خالفوا اللائحة، وتمت إحالتهم للتحقيق، وهذا التصعيد سببه الإعلام الذي يتناول أحياناً الأمور بصورة غير صحيحة،مشيراً إلى أن أعضاء الوفد الثمانية الذين تم تجميد عضويتهم خرجوا عن كل ثوابت ولوائح الحزب، ولجأوا لتصرفات صبيانية، لإحداث بلبلة أمام الرأي العام، بأن هناك أزمة داخل الحزب. وقال البدوي إن سبب الأزمة هو فؤاد بدراوي سكرتير الحزب السابق، والذي يحاول منذ وقت خسارته لرئاسة الحزب، قبل عام، أن يحدث فرقعات إعلامية يومية، وكأنه يحاول أن يجعل من تلك الهزيمة الشخصية الخاصة به، إلى كارثة للحزب كله، إضافة إلى بعض قيادات الهيئة العليا المؤيدين لرئيس الحزب السابق محمد أباظة. وأكد أن هذه الأزمة ستؤثر على الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولكننا نسعى في الوقت الراهن إلى حلها، من أجل تلافي تأثيرها السلبي على الحزب في الانتخابات، حيث من المقرر أن تجرى انتخابات الهيئة العليا للحزب يوم 15 مايو أيار من الشهر الجاري، لاختيار أعضاء جدد قادرين على قيادة الوفد الفترة المقبلة، في مرحلةغاية في الخطورة، فنحن أمام انتخابات برلمانية مهمة، سينافس فيها بقوة رجال الأعمال من الحزب الوطني المنحل، وأنصار التيار السلفي. واتهم البدوي البعض بالدفع للإطاحة به من الوفد للسيطرة على الحزب، من أجل مصالح شخصية، مؤكداً أن إثارة الأزمة في هذا التوقيت هدفها إضعاف الحزب، وتفكيكه لصالح بعض القوى السياسية الأخرى، بدعم من بعض رجال الأعمال. وفي تقييمه للمشهد السياسي الراهن في مصر، أكد البدوي أن المشهد المصري ينقسم إلى قسمين الأول على المستوى الدولي، فمصر حققت نجاحات كبيرة على المستوى العربي والإفريقي، وعادت الدولة لريادتها العربية، وزعامتها الإفريقية، كما عادت اللحمة والقومية العربية ومشاعر الوحدة العربية التي افتقدناها منذ سنوات. أما داخليا، فهناك بعض الارتباك، وسببه وجود جماعة الإخوان الإرهابية، التي تحاول إعاقة تقدم الدولة المصرية بكل الوسائل. وأشار إلى أن أعضاء الإخوان، لا يستحقون شرف المواطنة في مصر، ولا بد من سحب الجنسية من كل من يرتكب جريمة في حق أبناء وطنه، أو يقتلهم قتلاً عشوائياً، أو يسكت عن هذه الجريمة، وهذا ينطبق على أعضاء الجماعة. وبالنسبة إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية، أكد أن المواطن المصري غير مهتم بتشكيل مجلس النواب، وإجراء الانتخابات البرلمانية، ولكن ما يشغله الآن هو الحفاظ على استقرار وأمن الدولة، ونحن كأحزاب سياسية لدينا حرص شديد على الانتهاء من تنفيذ خريطة الطريق، وتبقى الخطوة الأخيرة والمهمة في تشكيل مجلس النواب، الذي كان في طريقه إلى التكوين، بعد أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشح رسمياً، ولكن صدر حكم من المحكمة الدستورية العليا ببطلان قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. وأشار إلى أن الوفد سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة منفرداً على المقاعد الفردية، وسينسق مع بعض الأحزاب التي كانت مشكلة لـ تحالف الوفد المصري في بعض الدوائر الانتخابية. من جانب آخر، اعتبر البدوي أن النظام الانتخابي الأمثل لمصر في الفترة الحالية هو نظام القوائم النسبية المفتوحة، وهذا ما حدث في كل دول العالم في أوروبا الشرقية وفي جنوب إفريقيا، ولكن للأسف لدينا فزاعة قائمة منذ أكثر من 60 عاماً، وهي جماعة الإخوان، مؤكداً أنه طالب في لجنة الخمسين بإجراء الانتخابات على الأقل بالنظام المختلط (50% فرد ـــــ 50% للقائمة)، ودعا إلى ضرورة أن يعدل مجلس النواب المقبل قوانين الانتخابات حتى نقضي على ظاهرة المال السياسي المشبوه، الذي يحاول اختطاف الوطن مرة أخرى وتحويل البرلمان إلى مجلس موجه. وتوقع البدوي أن تكون الأغلبية في البرلمان المقبل للمستقلين من الحزب الوطني المنحل، وسيكون للأحزاب السياسية تواجد داخل المجلس، ولكن لن يكون لها أغلبية حتى لو شكلت تحالفات وائتلافات، ولن تكون هناك أغلبية لأي حزب سياسي، ولو اجتمعت الأحزاب جميعا لن تشكل أغلبية داخل المجلس المقبل. أما عن فرص تيار الإسلام السياسي وبخاصة حزب النور وأنصار الإخوان، فأكد أن هذه التيارات ستكون ممثلة في البرلمان المقبل، وسيكون هناك تمثيل لعناصر جماعة الإخوان بأشخاص لا نعلمهم، وهم الخلايا النائمة التابعة للجماعة، وحزب النور سيكون متواجداً أيضا، ولكن ليس بشكل كبير كما يصور البعض. وعن احتمالات المصالحة مع جماعة الإخوان، أكد السيد البدوي أنه لا يجرؤ أي أحد في مصر، بمن فيهم رئيس الدولة على طرح هذا الأمر، لسبب بسيط هو أن الخصومة بين جماعة الإخوان، ليست خصومة مع الرئيس أو الحكومة أو الأحزاب السياسية، ولكنها خصومة مع 90 مليون مصري، وبالتالي فإن صاحب القرار الوحيد للمصالحة مع الجماعة هو الشعب المصري، ولا أعتقد نهائياً أن الشعب في هذه الفترة يتجه للمصالحة مع الإخوان، ولا بد أن تكون الدولة حاسمة في مواجهة أعضاء الجماعة. أما عن تقييمه لحكومة إبراهيم محلب، أكد البدوي أنها حكومة تسيير أعمال وليست حكومة إنجازات، وبالرغم من ذلك فقد حققت تقدماً في بعض الملفات، وإذا توافر لها الدعم اللازم ستكون مصر من أفضل بلاد العالم، كما أن الحفاظ على الوضع كما هو عليه دون تدهور يُعد نجاحاً للحكومة في حد ذاته.
مشاركة :