تواصلت الاحتجاجات لليوم السابع على التوالي في مناطق لبنانية مختلفة، اليوم الأربعاء، وذلك رغم الإصلاحات الاقتصادية غير المسبوقة التي أقرتها الحكومة. وقطع محتجون طرقاً رئيسة في مناطق بالعاصمة بيروت وغيرها لمنع المواطنين من التوجه لأعمالهم ومنع الطلاب من الانضمام إلى جامعاتهم وفرض إضراب عام. وتسبب هذا في تكدسات مرورية، بينما يحاول الجيش اللبناني فتح الطرقات. وأقفلت المدارس والجامعات والمصارف أبوابها، كما أقفلت المحال التجارية والشركات في بعض المناطق وفتحت في أخرى. وكانت الاحتجاجات قد عمت مختلف المناطق اللبنانية خلال الأيام الستة الماضية، وشارك فيها مئات الآلاف من المواطنين. ودعا المتظاهرون الشعب اللبناني كافة للمشاركة في الإضراب العام، اليوم، غير آبهين بإجراءات إصلاحية جذرية اتخذتها الحكومة في محاولة لامتصاص نقمة المتحجين المصرّين على التمسك بمطلب رحيل رموز السلطة في البلاد. وفي ساحة الشهداء في بيروت، ردّد المتظاهرون شعاراً جديداً "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام"، ما يعكس إصرارهم على مواصلة تحركهم حتى تحقيق هدفهم بإسقاط الطبقة السياسية الحاكمة. وكان مجلس الوزراء اللبناني قد وافق، الاثنين، على حزمة إصلاحات طارئة، في مسعى لنزع فتيل أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ عقود، والإفراج عن مليارات جرى التعهد بها في باريس العام الماضي. إلا أن حزمة المقترحات الإصلاحية التي أعلن عنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لقيت معارضة من المحتجين الذين أبدوا رفضهم لها، وواصلوا ترديد هتافاتهم الداعية إلى رحيل جميع رموز السلطة الحالية.
مشاركة :