الولايات المتحدة ترفض الاستيطان الإسرائيلي وأوروبا تدعو لاستئناف المفاوضات

  • 5/9/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعربت الإدارة الأمريكية عن خيبة أملها تجاه موافقة إسرائيل الأخيرة على بناء تسعمائة وحدة استيطانية في الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة، وسط قلق أممي، فيما طالب الاتحاد الاوروبي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالعمل في أسرع وقت على استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وقال المتحدث باسم الإدارة الأمريكية جيف راثكي في مؤتمر صحفي: إن الولايات المتحدة تجدد رفضها بشدة الخطوات التي يتخذها المسؤولون الإسرائيليون بخصوص الاستمرار في أعمال البناء في القدس الشرقية. وأضاف: «نحن نشعر بقلق بالغ حيال هذه الخطوة التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية وتسببت في خيبة أمل»، وأكد قائلًا: «سنواصل قول رؤيتنا بشكل واضح حول عدم مشروعية هذه الوحدات السكنية». ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى العمل في أسرع وقت على استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وأكدت موغيريني في بيانها أن الاتحاد الأوروبي «سيواصل العمل مع إسرائيل في إطار علاقة ثنائية تعود بالمنفعة على الطرفين، وكذلك في المسائل الإقليمية والدولية الهامة ذات الاهتمام المشترك». واعتبر البيان أن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة «سيتيح أيضًا استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في أسرع وقت ممكن بهدف التوصل الى اتفاق شامل يؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية وقابلة للحياة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمان». من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو فور توليه الحكومة الجديدة خيارات «واقعية» للعودة إلى مفاوضات السلام بشأن حل الدولتين. وقال ستيفان دوغريك المتحدث باسم بان: إن الأخير أعرب عن القلق الشديد بشأن الخطط الاستيطانية الجديدة في القدس المحتلة. وفي شأن الحكومة الاسرائيلية، قالت صحيفة هارتس الاسرائيلية: إن الحكومة التي ينوي بنيامين نتنياهو عرضها الأسبوع القادم ستكون من أسوأ وأخطر الحكومات في إسرائيل. وقالت هيئة تحرير الصحيفة امس في مقال افتتاحي لها: إن المنتصر الأكبر في المفاوضات الائتلافية هو كتلة «البيت اليهودي»، حيث إن هذه الكتلة استغلت ضائقة نتنياهو، ورغم فشلها في الانتخابات تمكنت من التموضع مرة ثانية على طاولة الحكومة وعلى رئاسة لجان في الكنيست. واعتبرت أن تعيين شاكيد وزيرة القضاء يبعث على القلق بوجه خاص، وذلك بسبب مطالبها بإضعاف استقلال المحكمة العليا، وحماسها لـ«قانون القومية العنصري» (يهودية الدولة)، ولملاحقة المهاجرين الأفارقة. وفي شأن خيارات القيادة الفلسطينية في الضفة وحركة حماس في غزة للتعامل مع حكومة نتنياهو أوضح الخبير والمحلل السياسيي ناجي شراب ان تشكيلة الحكومة الاسرائيلية رسالة واضحة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ولحركة حماس في قطاع غزة بأنها حكومة يمينية متشددة لا تؤمن بالسلام. ونقلت «دنيا الوطن» عن شراب قوله: «أعتقد أن من خلال قراءتنا لهذا الحكومة ان قضية السلام والمفاوضات قد أغلقت تمامًا معها». وأضاف: «هذه الحكومة بلا رئيس وزراء حيث إن الذي يتحكم فيها الاحزاب الصغيرة وعلى رأسها البيت اليهودي الذي يتزعمه نيفتالي بينت، وهذه الحكومة لم تعط لا للسلام ولا للمفاوضات أهمية، وترتكز على الاستيطان والتهويد، وسوف تفرض رؤيتها على الارض، فعلى الفلسطينيين أن يقرأوا تشكيلة هذه الحكومة بشكل دقيق وواضح بعيدًا عن المراهنات السياسية». وحول خيارات الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع القيادة الفلسطينية وقطاع غزة أوضح شراب أنها ستتعامل مع غزة بخيارين الأول العمل على الوصول الى هدنة شبه دائمة مع حركة حماس، مشيرًا الى ان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية يدرك أن حركة حماس بحاجة الى هذه الهدنة بسبب المعطيات الاقليمية والدولية مع انجاز صفقة جديدة لتحرير الاسرى، لافتًا الى انه اذا فشلت الحكومة الاسرائيلية في التوصل الى هدنة مع الفلسطينيين فإنها ستلجأ إلى الخيار الثاني وهو خيار الحرب الذي يحكم عقلية هذه الحكومة في التعامل مع قطاع غزة، على حد وصفه. وأكد شراب أن الخيارات الفلسطينية في التعامل مع هذه الحكومة تتمثل ثلاثة خيارات هي المصلحة الوطنية الفلسطينية وتحقيق المصالحة سواء لحماس أو السلطة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن مواجهة حكومة يمينية متطرفة ومتشددة إلا بوحدانية الحكومة الفلسطينية انهاء الانقسام، وتفعيل قرارات الشرعية الدولية، وفرض المزيد من العزلة و المقاطعة الدولية على الحكومة اليمينية المتشددة.

مشاركة :