إسطنبول/الأناضول اختتمت الاحتجاجات في لبنان، الخميس، يومها الثامن، وسط تطورات سياسية وميدانية ألقت بظلالها على المشهد، أبرزها خطاب للرئيس ميشال عون، أبدى فيه استعداده للقاء ممثلين عن المتظاهرين لسماع مطالبهم، ملمحا لإمكانية إجراء تعديل وزاري. وشهد اليوم الأول من الأسبوع الثاني للاحتجاجات تطوراً ميدانياً بارزاً تمثل في اقتحام شبان محسوبين على "حزب الله" ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت، ومحاولتهم السيطرة عليها ما قاد لمواجهات سرعان ما سيطرت عليها القوى الأمنية المتواجدة بالمكان. تطور بارز آخر هذه المرة في بوابة الجنوب "صيدا" معقل تيار "المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري، تمثل في إعلان الحراك الشعبي هناك رفضه لكلمة "عون" معلناً مطالب بينها تشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج أحزاب السلطة، ورفع الحصانة عن النواب والوزراء واستعادة الأموال المنهوبة. ويشهد لبنان مظاهرات احتجاجية حاشدة منذ الخميس الماضي تطالب برحيل رموز السلطة ومحاسبة الفاسدين واستعادة المال المنهوبة. كلمة عون وأعلن الرئيس ميشال عون، الخميس، في كلمة متلفزة وجهها للشعب، في أول تعليق له على الاحتجاجات استعداده للحوار مع المحتجين؛ لإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي، مشيرا أن الشعب اللبناني "ناجح لكن الطائفية حطمتنا والفساد نخرنا إلى العظم". وحذر عون المحتجين من أن النظام لن يتغير بالاحتشاد في الأماكن العامة وقال "لكن النظام، أيها الشباب، لا يتغير في الساحات". وأضاف الرئيس "لأن الإصلاح هو عمل سياسي بامتياز صار من الضروري إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي حتى تتمكن السلطة التنفيذية من متابعة مسؤولياتها وطبعا من خلال الأصول الدستورية المعمول فيها". في إشارة محتملة لتعديل وزاري. جنبلاط يعقب وعلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، على خطاب عون، معتبراً أن أفضل حلّ للأزمة يكمن في "الإسراع بتعديل حكومي، والدعوة لاحقا لانتخابات نيابية وفق قانون عصري لا طائفي". وأضاف عبر حساباته بمواقع التواصل "نحن في نفس هذا المركب الذي يغرق ونشاطره (عون) الخوف من الانهيار الاقتصادي". "الراعي" يدعو لحكومة إنقاذ من جهته أعلن البطريرك الماروني في لبنان، مار بشارة بطرس الراعي، تأييده لكلام الرئيس عون، حول "ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الأصول الدستورية المعمول بها". ودعا "الراعي" في بيان إلى تشكيل "حكومة مصغرة حيادية كفوءة، تنقذ لبنان وتولّد الثقة لدى المواطنين". ورأى أن "الحركة الشعبية ومطالبها المحقّة بدأت تعطي ثمارها". أنصار "حزب الله" وفي تطور لافت، اقتحم مناصرون لـ "حزب الله"، ساحة رياض الصلح، وسط بيروت، محاولين السيطرة عليها، ما أدى لاندلاع مواجهات مع المتظاهرين أفضت إلى إصابة أحدهم. وأفادت قناة "أم تي في" اللبنانية، أن مناصري "حزب الله"، أحد أركان حكومة سعد الحريري، اعتدوا على الإعلاميّين والمتظاهرين في ساحة رياض الصلح، وحاولوا السيطرة عليها، كما عملوا على منع المتظاهرين من التعبير عن آرائهم أمام الكاميرات. وأصيب أحد المتظاهرين جراء المواجهات، بجروح طفيفة في الرأس، قبل أن تتدخل القوى الأمنية التي تتمرس أمام السراي الحكومي وتعمل على الفصل بين مناصري "حزب الله" والمتظاهرين. "حراك صيدا" وإلى الجنوب دعا الحراك الشعبي في صيدا، الخميس، في بيان إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج أحزاب السلطة ورفع الحصانة عن النواب والوزراء واستعادة الأموال المنهوبة. كما طالب الحراك بـ "تشكيل هيئة قضائية مستقلة لمحاسبة الفاسدين وإجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس نظام انتخابي عادل خارج القيد الطائفي"، مشددا على "الاستمرار في الانتفاضة الشعبية والصمود في الشارع". استمرار إغلاق البنوك وأعلنت "جمعّية مصارف لبنان"، في بيان، الخميس، أن البنوك ستظل مغلقة يوم الجمعة، نظرًا للاحتجاجات التي تشهدها البلاد، منذ أسبوع. ومنذ صباح الجمعة الماضي، قرر مجلس الوزراء اللبناني إغلاق المصارف، وذلك بعد اندلاع احتجاجات في البلاد رفضا لضرائب فرضتها الحكومة في موازنة 2020، قبل أن ترتفع سقف مطالبها إلى إسقاط النظام الحاكم. السفارة البريطانية تعلق من جانبها، قالت السفارة البريطانيّة في العاصمة بيروت، الخميس، تعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، إنه "يجب تنفيذ الإصلاحات بشكل عاجل". وأكدت في تغريدة على تويترأن "المملكة المتحدة ستواصل دعم الدعائم الأساسية للبنان من أمن واستقرار وسيادة وازدهار، بما في ذلك اقتصاد أقوى وأكثر إنصافًا، وفرص تعليم نوعية للجميع، وتحسين الخدمات وتعزيز الأمن". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :