بيروت/الأناضول شهد لبنان، الأربعاء، تطورات متسارعة وسط استمرار الحراك الجماهيري، ومطالبة المحتجين الذي أعلنوا الإضراب العام في البلاد، برحيل كل رموز النظام الحالي، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين. وأدلى رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، الأربعاء، بأول تعليق له على الاحتجاجات المستمرة منذ مساء الخميس الماضي، فيما أعلن الجيش اللبناني، إنه يقف بجانب المتظاهرين في مطالبهم "المحقة". كما أعلن مفتي لبنان تأييده لمطالب الاحتجاجات في البلاد، وهو ذات الموقف الذي أعلنته الرابطة المارونية. في سياق متصل، دعا رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الأربعاء، إلى ضرورة فتح الطرقات التي يغلقها المحتجون، منذ نحو أسبوع، بوقت أعلن فيه المكتب الإعلامي للرئيس ميشال عون أن الأخير سيوجه رسالة تلفزيونية للشعب اللبناني الخميس. وعلى الأرض، اشتبك عدد من المحتجين مع مؤيدين للتيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل في قضاء المتن بجبل لبنان، شرق العاصمة بيروت، دون أن تسفر المواجهات عن أية إصابات. فيما دعت قيادة القوة المشتركة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، بمدينة صيدا، الفلسطينيين إلى البقاء على الحياد التام من أحداث الشارع اللبناني. خطاب عون وقال مصدر بالمكتب الإعلامي للرئيس اللبنانيّ، عون، الأربعاء، إن الرئيس سيوجّه الخميس رسالة تلفزيونيّة للشعب حول الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد. وأضاف المصدر للأناضول أن الرسالة ستكون في الساعة الثانية عشر بتوقيت بيروت (9.00 تغ)، مشددًا على أنّ الرئيس عون "سيجيب على الأسئلة المطروحة كافّة ويتحدّث عن الأحداث الأخيرة التي يشهدها لبنان". دعوة الحريري بدوره، دعا رئيس الحكومة الحريري، الأربعاء، إلى ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار وفتح الطرقات التي يغلقها المحتجون، منذ نحو أسبوع. كما طالب في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي وصل الأناضول نسخة منه، بتأمين انتقال المواطنين بين كافة المناطق التي تشهد احتجاجات منذ الخميس. وقال رئيس الحكومة، إنه تابع التطورات الأمنية في البلاد، وأجرى سلسلة اتصالات مع القيادات الأمنية والعسكرية. واجتمع رئيس الوزراء، الأربعاء، في بيت الوسط (منزله) في بيروت، مع رئيس المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة، وبحث معه الأوضاع الاقتصادية والمالية العامة. استمرار إغلاق المصارف وأعلنت جمعية المصارف في لبنان في بيان مقتضب الاستمرار بإقفال أبواب البنوك، الخميس، في انتظار استتباب الأوضاع العامة بالبلاد. ومنذ صباح الجمعة الماضي، قرر مجلس الوزراء اللبناني إغلاق المصارف، وذلك بعد اندلاع احتجاجات في البلاد رفضا لضرائب فرضتها الحكومة في موازنة 2020، قبل أن ترتفع سقف مطالبها إلى إسقاط النظام الحاكم. أول تعليق لبري وفي أول تعليق له على الاحتجاجات قال رئيس البرلمان، نبيه بري، الأربعاء، إن "البلد لا يحتمل أن يبقى معلقًا"، معربًا عن خشيته من الفراغ. تصريحات بري جاءت على لسان النائب علي بزي، عضو كتلة حركة "أمل" النيابية التي يرأسها الأول، وذلك في حديثه للصحفيين عقب انتهاء لقاء الأربعاء النيابي. ولقاء الأربعاء، اجتماع أسبوعي يعقد في منزل بري في منطقة "عين التينة" بالعاصمة بيروت، حيث يلتقي فيه عددا من النواب، يتغيرون كل أسبوع. وأضاف النائب بزي، أن "بري وقع مشروع الموازنة (موازنة 2020) وحوّلها إلى لجنة المال والموازنة البرلمانية لمناقشتها، وأكد أن الظرف الراهن ملائم لقيام الدولة المدنية وإقرار قانون انتخابات نيابية يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية". الجيش للمحتجين: نقف بجواركم وفي تطور جديد، أعلن الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين في مطالبهم "المحقة"، مشددا على التزامه بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين. كما حذّر الجيش، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر" الأربعاء، من استغلال المتظاهرين "للقيام بأعمال شغب". وتوجه للمتظاهرين قائلاً: "الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق، والتضييق على المواطنين". وأضاف: "نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبيّة ومواد غذائيّة ومحروقات وغيرها"، محذرًا من استغلال المتظاهرين "للقيام بأعمال شغب". وتابع: "جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي، وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم". والأربعاء، شهدت ساحات الاحتجاجات في لبنان مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الجيش كانت تعمل على فتح الطرقات المغلقة. "الفتوى" تحتضن مطالب الاحتجاجات في سياق متصل، أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، الأربعاء، تأييد دار الفتوى واحتضانها لمطالب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسبوع. وفي أول تعليق له على الاحتجاجات، قال دريان، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، إن "دار الفتوى تؤيد وتحتضن المطالب الاجتماعية المحقة والشعارات الوطنية التي رفعها المواطنون في كل لبنان". وأضاف: "دار الفتوى تواكب الانتفاضة الشعبية منذ انطلاقتها بكثير من الاهتمام والتفهم والتعاطف". ودعا مفتي لبنان المسؤولين إلى النظر بإيجابية تجاه مطالب الشعب الذي يعاني من أعباء التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمالية بالبلاد. "الرابطة المارونية" تؤيد الاحتجاجات بدورها، أعلنت الرابطة المارونية في لبنان، الأربعاء، تأييدها للاحتجاجات الشعبية، وتعاطفها مع أهدافها. والرابطة المارونية هي الجناح السياسي للسلطة البطريركية المارونية، ورئيس الرابطة هو أعلى سلطة مارونية في لبنان، بعد رئيس الجمهورية (مسيحي ماروني). وقالت الرابطة، في بيان، إن "صوت الانتفاضة وصل إلى مسامع الجميع، ويجب أخذه بما يستحق من جدية، ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة يجب أن تكون في رأس أولويات الدولة". وأضافت الرابطة، أن "استمرار التظاهر في الساحات العامة حتى تحقيق المطالب، هو أمر مشروع ومحق إنسانيا ووطنيا ودستوريا، ويحظى بتأييدنا". ونبهت إلى أن "قطع الطرقات يؤدي إلى شلل الحركة الاقتصادية بالكامل، مما ينعكس سلبا على حياة المواطن، ويزيد المؤسسات العامة والخاصة شللا". اشتباكات وشهد الأربعاء، وقوع اشتباكات بين عدد من المحتجين اللبنانيين من جهة ومؤيدين للتيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل في قضاء المتن بجبل لبنان، شرق العاصمة بيروت، وفق إعلام محلي. وبحسب وسائل إعلام لبنانية، بدأ الإشكال بعدما قام عدد من مؤيدي التيار الوطني الحر بالاعتداء على خيم معتصمين بإحدى ساحات بلدة "مزرعة يشوع" في قضاء المتن، فاندلعت اشتباكات بالأيدي بين الطرفين. وأضافت أنه سرعان ما تدخل الجيش اللبناني وتمكن من إنهاء الإشكال وإعادة الأمور إلى طبيعتها، دون وقوع إصابات. والتيار الوطني الحر هو التيار السياسي للرئيس اللبناني ميشال عون الذي تخلى عن رئاسته لمصلحة باسيل بعد انتخابه رئيساً للبلاد. ويجمع المتظاهرون في لبنان على تحميل باسيل مسؤولية ما آلت اليه الأمور في البلاد إضافة إلى اتهامه بالفساد ومطالبات بمحاكمته. الفلسطينيون "على الحياد" من جهة أخرى، دعت قيادة القوة المشتركة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، بمدينة صيدا، جنوبي لبنان، الأربعاء، الفلسطينيين إلى البقاء على الحياد التام من أحداث الشارع اللبناني. وأُنشئت هذه القوة في مخيم عين الحلوة، لحفظ أمن واستقرار المخيم، الذي ينتشر الجيش اللبناني على أطرافه ومداخله. وأضافت القوة، في بيان، أن ضرورة التزام الفلسطينيين داخل المخيم وخارجه بالحياد تجاه أحداث لبنان "يأتي من موقع الحرص على أفضل العلاقات الأخوية مع مختلف مكونات الشعب اللبناني". وتمنت القوة الفلسطينية المشتركة أن "ينعم هذا البلد المضياف بالأمن والاستقرار شعبًا وحكومًة وجيشًا". ويستضيف لبنان قرابة 400 ألف لاجئ فلسطيني في 12 مخيمًا وتجمعات سكنية أخرى. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :