اختتم سمو الشيخ ناصر صباح الأحمد، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي، اليوم الجمعة، زيارته لمحافظة الأقصر، والتي زار خلالها المعالم الفرعونية بالمدينة، كما قام بزيارة خاصة للقرية التي شيدها صديقه المهندس المعماري المصري الراحل حسن فتحي غرب مدينة الأقصر.وتأتى زيارة النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي، لمدينة الأقصر ومعالمها التاريخية، في إطار الزيارة الخاصة التي يقوم بها لمصر حاليا برفقة رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر الصباح، الذي ترأس زيارة رسمية لمصر على رأس وفد رسمي واقتصادي رفيع المستوى تضمنت لقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومباحثات مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، فضلًا عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية.وقال أحمد عبدالراضي أحد الناشطين في مجال إحياء عمارة حسن فتحي بمصر، إن سمو الشيخ ناصر صباح الأحمد، زار معالم القرية ومسجد حسن فتحي، وألقى نظرة على مسرح حسن فتحي، والمناظر المعمارية التي شيدها صديقه الراحل في خمسينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن نائب رئيس الوزراء الكويتي هو أحد المهتمين بهذا النمط من العمارة العربية وقام بتمويل مشروع سابق استهدف ترميم المسرح الذي أقامه حسن فتحي بالقرية، وأنه كان ينوى القيام بمشروع لحماية وترميم مدرسة القرية قبل انهيارها، وأنه سبق له زيارة القرية قبيل عقود مضت، كما أنه يعد أحد أبرز الشخصيات العربية المهتمة بإحياء عمارة حسن فتحي التي انتقلت من مصر لعدة بلدان حول العالم.يذكر أن تاريخ إقامة قرية حسن فتحي، يعود لعدة عقود مضت حين كان يوجد ما يزيد على السبعة آلاف مواطن يعيشون في منطقة القرنة الأثرية، وتقرر تنفيذ مشروع لنقلهم بعيدا عن المقابر الفرعونية التي كانوا يقيمون فوقها وفى محيطها، وجرى تكليف المهندس حسن فتحي ببناء قرية جديدة لهم أطلق عليها قرية القرنة الجديدة، ثم صار اسمها قرية حسن فتحي، والذي حرص على مراعاة التراث المعماري الخاص بالمنطقة، في بناء تلك القرية، وعمل على وجود أبراج الحمام، و"المزيرة " والأقبية ومشربيات من الطوب اللبن لتعمل كمرشح طبيعي للهواء.ويعد المعماري المصري الراحل الدكتور حسن فتحي هو أحد أبرز وجوه الهندسة المعمارية العالمية الحديثة وصاحب رؤية خاصة اقتربت من النظرية المتكاملة في التفاعل مع البيئة المحيطة وجمعت تصميماته بين الجمال الفني واقتصاد التكاليف وكان اعتماده على الخامات المحلية في البناء فكان الطمي – الطين – هو المادة الخام الأساسية لقدرته على احتواء قسوة التغيرات المناخية صيفا وشتاء، كما حرص على إضافة القباب والأقبية ذات التهوية الجيدة في مبانيه ورغم نشأة حسن فتحي في أسرة ثرية فقد كرس كل عبقريته وفنه وحياته في العمل على أن يتمكن أفقر الفقراء في الريف من الحصول على مسكن صحي رخيص مع الحرص على أن يكون هذا المسكن متينا وواسعا وفوق ذلك جميلا.
مشاركة :