عطر الكلمات: الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو القدوة الحسنة

  • 10/26/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لنعلم جيدًا أن غياب القدوة يعدُّ معول هدم في جدران أي مجتمع، فتتقوض جدرانه، وتحلُّ به الفوضى التي لا تبقى ولا تذر. والقدوة الطيبة هي الدعامة القوية الطيبة التي يقوم عليها مجتمع الفضيلة، فترقى به وبأبنائه ليحتل مكانة مرموقة بين سائر الأمم والشعوب. لقد كان رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) نعم القدوة الحسنة، والأسوة الطيبة للمجتمع بكل أطيافه الذي أنشأ اجيالاً تعد في الواقع من خيرة الأجيال التي عرفتها البشرية قاطبةً، كانوا النواة الأولى لأعظم حضارة شرّفت بها الإنسانية. ومن المؤكد أنه لا يتحقق لأمتنا الإسلامية إلا بقوة الإرادة القائمة على النهج الإسلامي الخالد، حينذاك تصنع الأمة الإسلامية المعجزات التي تحقق الخير والسلام، والتقدم والرقي، التي ترفرف عليها أعلام الطمأنينة والتقدم والرخاء.. فنكون بذلك – حقًا -خير أمةٍ أُخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر.. وإزاء ما يثار من أحداث واضطرابات على الساحتين العربية والإسلامية نقول: إن الشباب بحاجة ماسة إلى الدعم والدفع المعنوي، وإلى تثبيتهم على المبادئ القوية وتحصينهم في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية.. ولن يتحقق ذلك إلا بالتمسك بالإيمان وقيم الدين من خلال القدوة الحسنة التي تمكن الشباب من استلهامها في كل مجالٍ من مجالات الحياة.. والقدوة تتمثل في الإنسان الذي يرى تحقيق النجاح في السير على نهجها.. فيسعى في أن يكسب خبراته وخصائصه.. ولا شك في أن القدوة هي النموذج الذي يتطلع إليه الإنسان ليكون مثله، والرسول (صلى الله عليه وسلم) خير قدوة وأسوة للناس أجمعين. يقول الله تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا» (سورة الأحزاب، الآية 21). والأسوة قد تكون حسنة، وقد تكون سيئة، وقد ضرب لنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) مثلاً لذلك بالجليس الصالح كحامل المسك والجليس السوء كنافخ الكير. ولنعلم جيدًا أن القدوة الأولى والمثلى هو الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).. ولو تأملنا جيدًا خصال هذه القدوة لرأيناها تتمثل في حسن الخلق، والآداب، والتواضع، والرحمة والكلمة الطيبة. قال تعالى: «ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك» (سورة آل عمران، الآية 159). لقد كان رسولنا الكريم ينصت لشكوى الناس في تواضعٍ جمٍ، وهو الرسول العظيم الذي كان يستطيع أن تكون له قصور وثروات لا تعدُّ ولا تحصى، لكنه اختار التواضع وعدم الغرور في الدنيا، ومن مميزات القدوة أن يكون متميزًا في مجالات الحياة كافة دونما تكلّف أو تصنّع. إننا بإيماننا وعزيمتنا، وبالقدوة الطيبة، وبإعمال العقل والسعي في سبيل العلم الذي خصَّ الإسلام عليه.. نكون على يقين بأن الله سيستجيب لنا، وينصرنا، ويحقق لنا ما نصبو إليه من رفعةٍ وتقدمٍ. محمود أحمد شقير

مشاركة :