شيرزاد نايف يكتب : ماراثون السلام رسالة السلام

  • 10/26/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرياضة عبارة عن قوة و رشاقة و وسامة و نزاهة و ثقة بالنفس و شموخ، كانت مفاهيم الرياضة في السياسة منذ مئات السنين وسيلة موفقة لكسر العوائق الاجتماعية والثقافية و السياسة ..الخ في المجتمعات. اليوم و في خضم الاحداث الشائكة في هذه القطعة الساخنة من الارض في تجاذباتها السياسة و العسكرية المتسارعة في العراق و سوريا و المنطقة كلها بل العالم، خاصة بعد قرار انسحاب القوات الاميريكة من سوريا المنطقة الكوردية، و مظاهرات العراق و لوبنان، لم تنعم تلك المنطقة بالهدوء و لا الاستقرار، فبينما اقليم كوردستان المعروف بتجربته الديمقراطية الناجحة منذ بداية استقلاله من حكم النظام العراقي البعثي ينعم بالامن و الامان و الاعمار، يحضى بعلاقات جيدة مع دول العالم على عكس العراق و المنطقة من نواحي عديدة و تجربة حكم موزونة و تأييد شعبي و خاصة بعد انتصاره على منظمة ما تسمى بدولة الخلافة الاسلامية (داعش) و الاستفتاء الذي اجري بعده لحق تقرير مصيره المستقل، وتداعياته المتعددة، سعت دول الجوار الى زعزعة استقراره و امنه بكل الاساليب، بائت بالفشل في اكثر من مرة امام قوة لاتستهان بها، مصدرها كما اشاد بها رئيسها الاسبق و مرجعيتها القومية مسعود البارزاني في احدى لقاءاته، انه يستمد قوة ارادةته من عدالة قضيته! هذا يعود الى سياسة سلطاته المخضرمة في حقب زمينة متتالية، اكتسب بها خبرة لاتحسد عليه.ففي اليوم الذي رأينا فيه بغداد العاصمة و عدد من محافظات العراق تزج بالمظاهرات الصاخبة و الوضع المتشابك تهدد حكومة و برلمان العراق، فاجئنا بالوضع في اقليم كوردستان العراق و عاصمتها اربيل تتوج مهرجانًا واسعًا في مسابقة الماراثوان اربيل الدولي للحفاظ على البيئة و حمايتها و دعم قطاع الرياضة و الرياضيين، فعندما رئيس الاقليم السيد نيجيرفان البارزاني مرتديا الثوب الابيض الرياضي، يرسم لنا لوحة قوية كرسالة قوية الى العالم، مفادها ان الاقليم هي بذة الامل الوحيدة للسلام في هذه المنطقة الساخنة، كان تصريحه للاعلام بانه يتأمل في ان يكون يومه بداية جديدة لتعامل اكثر جدية من قبل مواطني كوردستان مع البيئة، وحمايتها والحفاظ عليها.المسابقة شارك نحو خمسة الاف متسابق في الماراثون بينهم 350 متسابقا من دول مختلفة في النشاط الرياضي الذي يجري في متنزه سامي عبد الرحمن وسط العاصمة اربيل.معروف ان السياسة الهادئة لشخص هذا الرئيس رسائل قوية بصور غير مباشرة ينقل للعالم الصورة الحقيقة للاقليم الراقي و حياة الفرد فيه، خير من اشهار الاسلحة و الوسائل البالية، أي الرؤساء في المنطقة يتجرأ في الظهور من بين حشود الناس و في الاماكن العامة؟! لتظهر للمراقبين صورتين مختلفتين بعد الارض عن السماء، فساسة بغداد في ذلك اليوم تبخروا، درءًا من الثوار الغاضبين. هذه الرسالة القوية للسلام لم تنقل فقط من خلال وسائل الاعلام، بل يشارك السباق 350 متسابق من دول، بالصورة الحقيقة للوضع الآمن للاقليم، و ايوائه لعشرات الممثليات الدولية و الجاليات الاجنبية و ممارسة نشاطاتهم و واجباتهم في المنطقة، كي تكون دليلًا على رقي و تعزيز السلام في كوردستان.. و اهلها الساعين للحياة السلمية و تعويض ما فاتها بسبب الظلم الذي وقع عليه من لدن انظمة متعاقبة، ها هو الرئيس نيجيرفان البارزاني ما بين 5000 رياضي يري العالم و الساسة المتربصين بالاقليم سوءًا، الصورة الحقيقة للسلام و السلم الذي يستمد منه قوة تجربته و شعبه المحب للحياة و السلام الرغيدين.

مشاركة :