باكو - قنا: أكّدت دولة الكويت أن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية بات يهدّد السلم والأمن في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، وأن السياسات والتدابير والإجراءات الأحادية التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي - القوة القائمة بالاحتلال والتي تهدف إلى تغيير الحقائق على الأراضي المحتلة تمثل انتهاكًا صارخًا للقرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة، مشدّدة على أن أي حلّ لا يلبّي تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني لن يكتب له النجاح. جاء ذلك في كلمة دولة الكويت في أعمال القمة الـ 18 لحركة عدم الانحياز المنعقدة في باكو بجمهورية أذربيجان تحت عنوان «التمسك بمبادئ مؤتمر باندونج»، وألقاها الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ممثل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحًا لانخراط الحركة بشكل أعمق في الإسهام والتعاون نحو خلق نظام عالمي أكثر توازنًا وأقدر تفاعلًا مع المتغيرات الدولية، وهو ما سعت إليه دول مجموعة عدم الانحياز من أجل إيجاد منظومة تستند على أسس راسخة من التنسيق المشترك، تمكنها من تجاوز المعضلات استنادًا إلى مبادئ وأهداف «باندونغ». وأبرز أن دولة الكويت تجدّد تأييدها والتزامها بمبادئ وأهداف الحركة وتنسيق العمل الجماعي المُشترك تلبية لآمال وتطلعات شعوبها في تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء الدولي المنشود. وبخصوص الملف السوري، قال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إنّ بلاده تؤكّد دومًا أن لا حل عسكريًا للأزمة السورية المتفاقمة، وأن الحل السلمي هو الخيار الوحيد لحلها، ودون ذلك استمرار للمُعاناة والاقتتال، مجددة في هذا السياق كامل الدعم لجهود الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى حل سياسي وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254. وأضاف إنّ الكويت ترحّب بالاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية، آملةً في أن تتمكّن من عقد لقائها الأول في جنيف في الثلاثين من شهر أكتوبر الجاري، ومشددةً على وحدة الأراضي السورية ورفض أي اعتداءات عليها والحفاظ على سلامتها وسيادتها. وفي الشأن الليبي، أعرب ممثل سمو أمير دولة الكويت في قمة باكو عن تجديد بلاده التعبير عن مساندتها للمبعوث الأممي ودعمها الكامل للخطوات الثلاث التي أعلن عنها، وأهمّهما الاستحقاقان القادمان والمُتمثلان في جمع الفاعلين الدوليين في مؤتمر يُعقد في برلين نهاية الشهر الجاري، وجمع الأطراف الليبية المُتنازعة على طاولة الحوار سعيًا لتحقيق التسوية السلمية المنشودة. وعن الملف اليمني، لفت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أنّه في إطار مساهمتها في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والمشاركة بكل جهد يُسهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين، قامت بلاده باستضافة مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة لأكثر من مئة يوم، مشيرًا إلى أن بلاده تتمنّى التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم، وتتطلّع في هذا الصدد لاستضافة جولة أخرى من المُفاوضات تفضي إلى حلّ نهائي للأزمة اليمنية وَفق المرجعيات الثلاث المُتفق عليها.
مشاركة :