موسكو - اشتد الصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا على مناطق شمال شرق سوريا بعد الإعلان عن اعتزام الولايات المتحدة إرسال قوات عسكرية إلى تلك المناطق لحماية آبار النفط من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. ووجهت روسيا، السبت، اتهامات للولايات المتحدة بـ"سرقة النفط السوري" من الحقول النفطية التي أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن بلاده ستعمل على حمايتها لمنع الاستيلاء عليها من مقاتلي الدولة الإسلامية والحصول على إيراداتها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن النفط السوري ينقل إلى خارج البلاد تحت حراسة العسكريين الأميركيين، وأوضح المتحدث باسم إيغور كوناشينكوف في تصريحات صحافية إن "ما تقوم به واشنطن في سوريا هو سطو على مستوى الدولة". ونشرت الوزارة صورا قالت إنها التقطت عبر الأقمار الصناعية في سبتمبر الماضي لقوافل النفط تتجه إلى خارج سوريا. وأوضح كوناشينكوف أن هذه الصور تدل على أن "النفط السوري كان يستخرج تحت حراسة قوية من العسكريين الأميركيين". وتابع "يجري نقله (النفط) بواسطة صهاريج إلى خارج سوريا لتكريره، وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي (داعش) شرقي الفرات". وقال كوناشينكوف إن "قيام واشنطن بحماية الثروة النفطية السورية من سوريا وشعبها" يتعارض على حد سواء مع أعراف القانون الدولي والتشريعات الأميركية. وأضاف أن كافة الثروات الباطنية الموجودة في الأراضي السورية تعتبر ملكا للجمهورية العربية السورية، وليس لإرهابيي "داعش" ولا لـ"الحماة الأميركيين". وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قد أكد أن بلاده ستعزز وجودها العسكري في سوريا لحماية الحقول النفطية، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة ستبقي على وجود مخفض في سوريا لمنع وصول الدولة الإسلامية إلى إيرادات النفط”. وكشف أن الخطوات ستشمل “بعض قوات المشاة المجهزة بمعدات ميكانيكية” في دير الزور، منطقة النفط في سوريا شرقي نهر الفرات. وكانت القوات الأميركية انسحبت من نقاط عسكرية عدة حدودية مع تركيا كانت تتواجد فيها في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، ما اعتبر ضوءا أخضر لأنقرة لتنفيذ هجوم على الأكراد في التاسع من أكتوبر. وتقع أبرز حقول النفط في شمال شرق وشرق سوريا (في محافظتي دير الزور والحسكة)، وبالتالي ليست موجودة في المناطق ذاتها التي انسحب منها الأميركيون أو التي شهدت معارك بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة وقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوناتها. وقالت واشنطن إنها "ملتزمة بتعزيز موقعها في شمال شرق سوريا بالتنسيق مع الشركاء في قوات سوريا الديمقراطيّة، عبر إرسال دعم عسكري إضافي لمنع حقول النفط هناك من أن تقع مجدّدًا بيَد تنظيم الدولة الإسلامية أو لاعبين آخرين مزعزعين للاستقرار”. كما أرسلت روسيا الجمعة تعزيزات عسكرية جديدة بنحو 300 عسكري إلى مناطق حدودية بين سوريا وتركيا في إطار اتفاقها مع تركيا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن نحو 300 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية “كانوا منتشرين سابقاً في جمهورية الشيشان وصلوا إلى سوريا للقيام بعمليات خاصة”. وستعمل هذه العناصر على ضمان سلامة المدنيين وتقديم المساعدة للقوات الكردية في عمليات الانسحاب مما تسميه أنقرة “المنطقة الآمنة” الممتدة بعمق 30 كيلومترا وطول 440 كيلومترا على الحدود التركية-السورية. وبموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو في منتجع سوتشي في روسيا، بدأت القوات الروسيّة منذ الأربعاء، تسيير دوريّاتها في المناطق الشماليّة قرب الحدود مع تركيا. وينص اتفاق سوتشي على أن تتراجع القوات الكردية بعمق ثلاثين كلم على طول الحدود البالغ 440 كلم. ويعني تنفيذ هذا البند أن على القوات الكردية، التي لا تملك أفضلية عسكرية وغير قادرة على المقاومة، التخلي عن السيطرة على بعض المدن الرئيسية.
مشاركة :