لا يخفى على أحد حقيقة غياب المشهد الثقافي في قطاع غزة، وما يعانيه من تفكك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام القائم، كون المشهد الثقافي في قطاع غزة لا يزال ضحية الفعل والحدث السياسي الذى يحكم الواقع و يعمل على تهميش الثقافة وجعلها شيء ثانوي. هذه الأزمة دفعت العديد من المثقفين و المهتمين، لتوجيه نداءات خلال أحاديثهم لقناة ” الغد”، لكل الجهات المعنية بأن تهتم بالمشهد الثقافي و تعمل على إيجاد التمويل اللازم لكي ينهض من جديد، ليقدر على العطاء في خدمة القضية الفلسطينية. المكتبة العامة وحول أهمية المراكز الثقافية في خدمة الجمهور، قال عماد صيام مدير مركز رشاد الشوا الثقافي:” بلدية غزة من خلال المراكز الثقافية التابعة لها و في مقدمتها مركز رشاد الشوا الثقافي تقوم بجهد كبير لخدمة المشهد الثقافي في قطاع غزة و المشاركة المجتمعية في مختلف المجالات، ومركز رشاد الشوا يحتضن العديد من الفعاليات و المعارض الثقافية، بالإضافة لفعاليات السينما شبه الأسبوعية، و كذلك العديد من معارض الكتب”. وعن أثر المكتبات الثقافية العامة وأهميتها في تنمية الوعي الفلسطيني يقول صيام:” مركز رشاد الشوا يحتضن مكتبة كبرى وهي مكتبة ” ديانا تماري صباغ”، و يتم عمل العديد من الفعاليات الثقافية بها مثل توقيع إصدار الكتب و الندوات الشعرية و الثقافية ودورات في مجالات أخرى من أجل استقطاب الجمهور وتعريفه بالمكتبة العامة، كذلك هناك مكتبة أخرى لبلدية غزة في شارع الوحدة وسط مدينة غزة، من أجل إعادة القارئ إلى الكتاب، الذى بات يبتعد عنه لصالح وسائل التكنولوجيا “. توعية الجمهور من جهتها، شددت مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر في غزة، على أهمية إيجاد مراكز ثقافية تعمل على خدمة و توعية الجمهور الفلسطيني بما يحيط به، وكذلك مطلوب وضع الخطط اللازمة لذلك ، ولكن في ظل الحصار و الإنقسام منذ 13 عاما، أصبح هناك تراجع كبير للمشهد الثقافي بشكل عام. وأوضحت زقوت، أن سبب تراجع المشهد الثقافي لكثرة القوانين و القرارات التي تصدر في غزة و الضفة، وهذا يؤثر بشكل كبير على المشهد الثقافي ، كذلك عدم قدرة المراكز الثقافة علي أن تتقدم خطوة للأمام بسبب عدم وجود تراخيص لها أو إيجاد تمويل لازم لكى تنفذ برامجها الثقافية. من جهته، شدد وكيل وزارة الثقافة أنور البرعاوي في غزة، على ضرورة الاهتمام بالمشهد الثقافي، و أن يتم العمل على دعم وزارة الثقافة لوجستيا و بشريا و امدادها بالطاقات الوطنية الفلسطينية حتى نعبر عن هويتنا وثقافتنا و شخصيتنا . دعم المثقف وعبر البرعاوي عن أسفه لغياب المشهد الثقافي قائلا:” الثقافة تعبر عن شخصيتنا وهويتنا الفلسطينية، وبما أن الوزارة في حالة ضبابية، و لم تلمس المركز الثقافية أيضا وجودها في الواقع بالفعل، لذا بالتأكيد سيبهت دور هذه المراكز ، وكذلك المؤسسات الثقافية باهت دورها كونها لا تتلقى الدعم لا من الممولين الخارجيين أو من وزارة الثقافة في الواقع المحلى أو في السلطة الفلسطينية ، كما أن المثقفين يحفرون بالصخر من أجل الحفاظ على الواقع الثقافي الحالي وليبقى حيويا مثل حيوية القضية الفلسطينية. وتابع:” لم تقدم الحكومة أي دعم حقيقي للعمل الثقافي وهذا ينطبق على غزة و الضفة و الوطن العربي ككل، لأن المشهد الثقافي يعتبرونه مشهد تكميلي للمسرح العربي بشكل عام، لذلك أوجه رسالة لكل المعنيين بأن يعطوا للعمل الثقافي دوره في المقاومة، و دعم كل المثقفين لكى يناصروا القضية الفلسطينية عربيا و عالميا”.
مشاركة :