مشردون بلا مسكن أو مأوي يمكثون فيه، فقط أقمشة بالية يستظلون بها من حر الشمس، ولكن لا يعرفون ماذا يكون مصيرهم في الشتاء، يمكثون أسفل مدرج النادي البحري على شاطئ مدينة غزة، والسبب الحصار الإسرائيلي. عشرات من الأسر في قطاع غزة مشردة بلا مأوى، وكل أسرة لديها قصتها وظروفها التي تختلف عن الأخرى، كحال الشقيقين عبودي عبد القادر كراجة و أخيه يحيى، فهما يتيمان بلا مأوى ولا يمتلكان من حطام هذه الدنيا إلا جوازي سفر مصفرين لا أهمية لهما، ولا يمكن تلقي أي خدمات عليهما أو السفر للخارج، ما زاد من معاناة هذين الشقيقين. ويقول عبودي 28 عاما: “أسرتي كلها في الأردن، أتينا مع أبي ونحن صغار إلى غزة، ومنذ أن توفي أصبحنا في الشارع، لا مسكن لنا، نعيش مشردين من منطقة لأخرى منذ 4 سنوات تقريبا، لا نستطيع دفع ثمن منزل، فقدنا الرغبة في الحياة، الموت أرحم لنا من هذا الوضع”. مواصلا حديثه بكل ألم: “هذه الحياة أصبحت صعبة علينا، لا نستطيع التأقلم معها، أصبحنا نعيش في اضطرابات نفسية من شدة الخوف والمجهول، لا نعرف ماذا ينتظرنا، نحن نريد من يساعدنا ويقف بجانبنا والخروج من قطاع غزة”. إلا أن ظروف الفلسطيني محمد زقوت 60 عامًا والذي تتكون أسرته من 9 أفراد، ليس أفضل حالاً من الشقيقين كراجة، فهذه الأسرة التي بلا مأوى تتعرض للطرد من أي منزل تسكنه، لأنها لا تمتلك المال لدفع ثمن أجرة السكن. ويقول الأب زقوت في حديث لموقع قناة الغد: “أنا كنت عاملا وبسبب الظروف التي يمر بها قطاع غزة أصبحت أوضاعنا صعبة جدًا جدًا، فقط نعتاش على ما يصرف لنا من وزارة الشؤون الاجتماعية كل 3 أشهر أو أكثر، نتعرض للطرد في كل مرة لا ندفع بها أجرة البيت”. وحول مصير أولاده والظروف التي يعتاشها قال: “لا يوجد حياة، أولادي لا يذهبون للمدرسة لأنني لا أقدر أن أوفر لهم أي شيء أو حتى شيكل واحد، طرقنا كل الأبواب نجد من يساعدنا لفترة محدودة، لكن أنا أريد حلا لمشكلتي”. وتابع، فأنا لي شقة من وزارة الإسكان للحالات التي لا مأوى لها، إلا أنني لا أقدر على دفع 6 آلاف دولار مقدم الشقة، والنتيجة مشرد بلا أي مسكن من شارع لآخر، أو مدينة لأخرى فماذا أفعل، حتى لو فكرت بأن أهاجر لا أستطيع لأنني لا أمتلك المال لذلك”. وهنا تكمل الزوجة غادة زقوت 50 عاما الحديث بألم قائلة: “أولادي أصبحت نفوسهم كسيرة مضغوطين طوال الوقت، يبكون لأنهم في كثير من الأوقات لا يجدون الطعام، نعيش على مساعدات من أهل الخير، في كثير من الأيام لا نجد إلا “خبز ودقة”، نحن لسنا متسولين، نحن بحاجة لمن ينظر إلينا بعين الرحمة والمساهمة في مساعدتنا”. عجز في الوحدات السكنية وحول ظروف هذه الأسر التي بلا مأوي قال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة ناجي سرحان: “هناك آلاف الأسر الفقيرة ومحدودو الدخل الذين يعانون عدم القدرة على توفير مأوى ملائم نتيجة عدم القدرة الاقتصادية على تحسين وتأهيل مساكنهم نظرا للظروف الصعبة التي يتعرض لها قطاع غزة، خاصة أن 70% من السكان لاجئون. وأكد سرحان في حديث لموقع قناة الغد أن قرابة 25 ألف وحدة سكنية مأهولة تحتاج الى إعادة بناء وحوالي 60 ألف وحدة سكنية تحتاج إلى ترميم وإعادة تأهيل كي تلبي معايير الحد الأدنى الملائم للسكن. وأوضح العجز في الوحدات السكنية يقدر بما يقارب 120 ألف وحدة سكنية، كما يحتاج قطاع غزة إلى قرابة 14 ألف وحدة سكنية سنويا لتلبية الزيادة السكنية الطبيعية، ونحن بحاجة إلى 175 مليون دولار للإعمار .
مشاركة :