دائماً ما يقع طلاب المرحلة الثانوية في حيرة من أمرهم جراء اختيار التخصص الجامعي (الأكاديمي) فعملون على اختيار التخصصات دون النظر إلى أبعاد هذا الموضوع. إضافةً إلى ذلك، نظرة الوالدين المغايرة لنظرة أبناءهم اتجاه التخصصات التي يجب أن يلتحق بها أبناءهم، لذا يظل هذا الأمر مبهماً بالنسبة للأبناء بسبب اختلاف رغباتهم عن رغبات الوالدين. فقد أصبح اختيار التخصص الأكاديمي الذي يرغب فيه الطالب مشكلة، بعدما بات تدخل الأهل في اختيار ميول ابنهم الأكاديمي وتحديد تخصصه كل وفق طموحه وميوله، لا على أساس ميول ورغبة الطالب، وهنا يكون الطالب مخير بين ارضاء رغبة ذاته وميوله أو ارضاء الأهل. أغلب الطلبة يلتحقون في التخصص الأكاديمي وفقاً لرغبة الأهل أما خوفاً أو هرباً من الموضوع، ومن هنا تصبح مشكلة لا يمكن تخطي آثارها بعد فوات الآوان، وبعضاً من الطلبة يتأثرون باختيارات زملائهم والقريبون منهم، فيختارون تخصصاتهم بناءًا على رغبة غيرهم، فيتحول الأمر إلى مشكلة، أو أن الطالب يتأثر بتخصص لا مستقبل له في سوق العمل، وذلك يكون وفقاً لرأي تم تداوله عبر وسائل الإعلام وأواسط المجتمع. وهنا يأتي دور المدرسة، التي يجب عليها في آخر سنة دراسية من مرحلة التعليم العام، عمل زيارة تعريفية لإحدى المؤسسات الأكاديمية (كليات جامعات – معاهد)، للوقوف على ما تتضمنه من تخصصات والتعرف على طبيعتها وما توفره من مهن ووظائف مستقبلية موافقة لسوق العمل، وإتاحة الفرصة لهم للعمل على اكتشاف ذواتهم وما يمتلكون من مهارات تساعدهم في الاعتماد على النفس في اختيار تخصصهم الأكاديمي، والدخول إلى سوق العمل بكل قوة، كتدريبهم على كتابة السيرة الذاتية، التعرف على أكثر المهن المستقبلية التي توافق ما هو سائد في سوق العمل، والتدرب على فنون إدارة الوقت، وغيرها من المهارات. أخيراً… تظل الميول المهنية عاملاً مهماً في نجاح الفرد أو إخفاقه في المهنة التي سينتمي إليها مستقبلاً، لأنها بمثابة البوصلة التي توجه الفرد وتدفعه نحو بذل المزيد من الجهد في الدراسة أو في سوق العمل.
مشاركة :