** في أحد برامج إذاعة الرياض المتألقة دائما والتي أستمتع بها واستفيد وأتعلم منها كلما أدرت مؤشر الراديو إليها .. استمعت إلى حوار إذاعي مستوف لكل عناصر الحوار سواء من الضيف أو المذيع وقد كان حول التعليم الجامعي حيث تحدث الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز البعيز بأسلوب علمي ومنطقي عن كل قضايا التعليم العالي وما يثار حوله من استفسارات منطلقا من استيعابه للعملية التعليمية الجامعية في بلادنا وخبرته سواء في مجال العمل الأكاديمي عندما كان عضو هيئة تدريس ثم رئيسا لقسم الإعلام بجامعة الملك سعود وعندما شارك لفترة استشارية بوزارة التعليم العالي ، ومنطلقا أيضا من موقعه الحالي كمشرف على الإدارة العامة للعلاقات الجامعية والإعلام في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية. الحوار كان غنيا بالرؤى الواقعية البعيدة عن التهويل والتقريع وهو ما يميز الحديث العلمي الذي لا تزيد فيه جملة أو كلمة عن سياق الموضوع وطرحه .. ومما استفدت منه شخصيا هو التحليل النقدي الذي أورده الدكتور البعيز عن تعثر بعض أبنائنا في الجامعات وتنقلهم بين الكليات والأقسام الجامعية حتى يستقر بهم المكان في تخصص يجدون فيه قدراتهم .. ويعود هذا «التوهان» إلى عدم التفريق بين «الرغبة» و «القدرة» أو «الإمكانية». وحقيقة فقد سلط الدكتور إبراهيم الضوء على ظاهرة يتعرض لها أبناؤنا نتيجة عدم اتخاذهم للقرار الصائب باختيار التخصص الذي يناسب قدراتهم فقد يكون الطالب متميزا في دراسته الثانوية لكنه يتعثر في دراسة تخصص جامعي اختاره ربما بضغط من أسرته أو من أقاربه أو نتيجة لوجود عدد من أصدقائه في ذلك التخصص فالطالب الذي حصل على أعلى نسبة في الثانوية العامة لا يعني أنه مؤهل لتخصص الطب أو الصيدلة ، فهناك عامل مهم لابد أن يؤخذ في الاعتبار وهو «القدرة» على المضي قدما في التخصص الذي يتناسب وإمكانياته العقلية والإدراكية وتلك فروق فردية خلق الله سبحانه وتعالى في عباده. ولذلك فإننا كآباء وأسر علينا أن نساعد ولانفرض على أبنائنا وبناتنا تخصصا معينا يتعثرون فيه ويفشلون في التأقلم معه لأنه لا يتناسب وقدراتهم حتى وإن كانوا متميزين في دراستهم الثانوية .. أما كيف يكون ذلك فأعتقد أن ترك الاختيار للطالب أمر مهم يضاف إليه تمكين الجامعات من توجيه الطلاب إلى التخصص المناسب دون تدخل خارجي سواء كان «واسطة» أو «الحاح» من أي جهة أخرى غير الطالب. أخـيرا، أتمنى أن تتولى جهة إعلامية تجارية تسجيل البرامج الجيدة في الإذاعة أو التلفزيون كنصوص أو اسطوانات وتوزيعها على المهتمين بموضوعاتها برسوم معينة، وهناك العديد من الباحثين والدارسين أو حتى الصحفيين يهمهم أن يحصلوا على مادة دسمة بثتها الإذاعة أو التلفزيون.
مشاركة :