صنع الله إبراهيم: أكتب الرواية.. أي الكذبة

  • 5/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رضاب نهار (أبوظبي) استضاف مجلس الحوار ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب يوم أمس الأول، الروائي والأديب المصري صنع الله ابراهيم ليقابل جمهور أبوظبي للمرة الأولى. وقدمه الكاتب يوسف رخا قائلاً: «إن صنع الله كاتب معني بالشأن العام، وقد حقق توازناً في أدبه بين القضايا السياسية والاجتماعية والتاريخية وبين الجزء الروائي الذي لم يفقد لديه الصنعة الفنية والجمالية». بدأ الحوار من رواية «برلين 69» متسائلين عن علاقتها بالأحداث الحاصلة مؤخراً في العالم العربي، وإذا ما كان صنع الله ابراهيم قد كتبها من هذا المنطلق، لكنه أوضح قائلاً: «السؤال الذي يتبادر إلى الذهن كثيراً حول النقطة ذاتها، هو لماذا لم تكتب أو هل كتبت أو ستكتب عن الأحداث الأخيرة؟ وهنا تأتي الإجابة لتؤكد أن الكاتب ليس آلة ينتظر أي حدث ليكتبه مباشرةً، فضلاً عن أن ما حصل لم يكتمل بعد، فأية ثورة هي عملية مستمرة. ولا توجد حقيقية تقول إن ثورة ما قد حققت أهدافها وعاش الشعب بعدها في (تبات ونبات)». ورأى أن الانتفاضة أو المطالب الشعبية التي حصلت في مصر، أفرزت أنواعاً جديدة من التعبير الفني لم نكن نعرفها، مثل الجرافيتي، حيث واجهنا تمرداً حقيقياً على كل الصعد، وكانت الظاهرة الأكثر إلفاتاً للنظر تتمثل في كم الفتيات اللواتي بدأن يكتبن الروايات بطريقة رائعة ليفضحن ويعرين المجتمع ويكسرن التابوهات والقوالب المحرمة مثل الجنس. في ذات الخصوص، أشار إلى فترة الـ 18 يوماً (التي سبقت استقالة الرئيس السابق حسني مبارك)، وما حملته للمصريين من قيم إنسانية نبيلة ورائعة كما الخرافة، مبيناً أنه كل تلك الفترة كان يوجد شيء خرافي، فملايين الشباب والبنات موجودون مع بعضهم بعضاً في حالة من الانسجام التام وبكل المواقف، ولم يحدث حالة تحرش واحدة. ثمة إيجابيات أخرى، برأي صنع الله، تتجسد أنه وفي حين لم تعد الشعوب العربية تتقبل فكرة الزعيم الأوحد الذي لا يخطئ كدرجة بعد الله، انعكس الأمر على الفن والأدب فتخلصنا من فكرة الموسيقار الأوحد، المغني الأوحد، الممثل الأوحد والكاتب الأوحد، وهذا مكسب رائع للحياة الخرافية. كذلك بيّن أنه كروائي وكاتب لا يستطيع أن يفصل نفسه عن أرض الواقع وما يجري عليها من تفاصيل وسلوكيات في النظام الحالي بمصر لا يرضى عنها ولا يرضى عنها أحد، لكن في الوقت نفسه يوجد أشياء إيجابية، مثل التصدي للقوى التي تواجه المصريين متسلحة باسم الدين، والدفاع عن حدود الدولة المصرية. لكن المشكلة أن ما يسمى بالقوى الثورية هي غير منظمة على الإطلاق. والاختلاف بينها على الأشخاص، حيث كل واحد منهم يريد أن يكون زعيماً. وأثناء الجلسة قدم الروائي المغربي أحمد المديني مداخلته، موجهاً سؤالاً لصنع الله ابراهيم من وحي أعماله، فقال: «هل تكتب التاريخ بذريعة الرواية أم أنك فقدت ثقتك بالرواية كوسيلة للتعبير عن الواقع؟». وأجاب صنع الله: «هي أولاً رواية. يعني كذبة. أنا أحكي حكاية متخيلة ومن حقي أن أستخدم كجزء من هذا البناء تفاصيل حقيقية ـ على الرغم من أننا قد نختلف على صدقية المعلومات التاريخية التي تصلنا ـ وهو ما يغني عملية التخيل. أو عملية الكذب. وندخل بالتالي ضمن عملية الإمتاع. وبالنهاية يجب ألا يؤخذ على الرواية أنها تاريخ أو علم».

مشاركة :