«أمنا رويحة الجنة»... صراع القيم ضد المصالح | مشاهير

  • 5/10/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

«في ليلة باردة احتضنت فاطمة أبناءها السبعة، ونامت قربهم... لتصحو في غرفة ناعمة جديدة، داخل بيت فخم، يتحرك فيه حولها فريق من الخدم والحشم... تبحث عن أبنائها فلا تجدهم، وتصاب بالذعر حين ترى ملامح وجهها منعكسة على سطح المرآة، ليخبرها الطبيب في ما بعد بأنها...»! فجأةً توقفت الكاتبة هبة مشاري حمادة، مؤلفة مسلسل «أمنا رويحة الجنة» - الذي سيُعرَض على «الراي» الفضائية رمضان المقبل - عن كشف المزيد من حكاية المسلسل، مفضلةً «السكوت عن الكلام المباح»، كأنها تذكِّرنا بشهرزاد بطلة «ألف ليلة وليلة»! «الراي» التقت جمعاً من نجوم المسلسل، أثناء زيارة خاطفة لهم في موقع التصوير، واستفسرت منهم عن سياق العمل والرسالة التي يرمي إلى توجيهها. البداية كانت مع الكاتبة هبة مشاري حمادة، التي قالت إنها تبحث دائماً عن الجديد، نافيةً لجوءها إلى التقليد، أو تقديم شيء سبق تقديمه من قبل، أو يمتُّ إليه بأي شبه. حمادة أردفت: «إن لم يكن العمل مغايراً بنسبة 100 في المئة، لا تستهويني كتابته فضلاً عن تقديمه للجمهور»، مكملةً: «إن (رويحة الجنّة) تعبير يُطلق على الأم بصورة خاصة، وهو مقتبس من الموروث الشعبي». وفي حين لفتت إلى أنها لن تتطرق في المسلسل إلى قضية «الأم المثالية»، أو أبناء مثاليين، بشرت في الوقت نفسه بأن هناك مفاجأة سيشهدها الجمهور في الحلقة الأولى! وتابعت حمادة: «لو لم أجد مساحة كتابة جديدة تتباين عن كل ما كتبته سابقاً، لَما رجعت إلى الخليج بهذه السهولة»، موضحةً: «في اللحظة الأخيرة حضرني موضوع المسلسل الذي يجسد الأم بوصفها الفعل والفاعل والمفعول في الحياة، وهذا ما يعمل الجميع على تقديمه في العمل». وأكدت حمادة أن «العمل بعيد جداً عن (زوارة خميس)، حيث كان استخدام الأطفال في الأخير وسيلةً تَنْقل الأحداث وتُعَلّق عليها، أما الأطفال في (رويحة الجنة) فلهم دور مهم وبطولة بارزة في سياق الأحداث، من خلال قضاياهم التي يتعايشون معها في صغرهم». وانتقلت «الراي» بالحديث إلى بطلة المسلسل الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله، فألقت الضوء على شخصية الأم «فاطمة» التي تجسّدها فقالت: «ربّما تصب أدوار الأم في اتجاه العاطفة والحنان، ولكن المختلف في هذا (رويحة الجنة) أن الأُم غابت عن أبنائها السبعة فترةً طويلة ناهزت ثلاثين عاماً، ورجعت إليهم بعد ذلك، وهي لم تشهد الغزو الغاشم، ولم تكن موجودة لدى وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد الصباح، حيث يصبح مَن كان في العاشرة كهلاً في الأربعين، ومن في الخامسة صار في الخامسة والثلاثين». وزادت عبدالله: «سواء غابت فاطمة بإرادتها أو لم يكن ذلك بإرادتها ليست تلك هي المشكلة، بل المشكلة تتولد عند عودتها، لتجد أن الدنيا هي التي قامت على تربيتهم بكل ما يحمله هذا التعبير من إيجابيات وسلبيات، فماذا ستفعل الأم، خصوصاً أنها وَجدَت فجوة بعيدة تفصل بينها وبينهم؟ لم يكن أمامها سوى أن تُقرّب وتُقوّم، ولكن في النهاية السؤال المطروح من الذي سينتصر على الآخر في الصراع الدائم... المصالح أم المبادئ؟». عبدالله واصلت تساؤلها: «هل الأبناء سيجذبون الأم إلى عالمهم الجديد أَم هي ستعيدهم بحكم الأمومة إلى عالم القيم والمبادئ الذي تريد منهم أن يمضوا فيه؟ وهل ستستطيع أن تحول بينهم وبين السقوط في أتون الصراع المادي الذي نعيشه الآن؟ هذا هو السؤال الذي أفضل أن أترك إجابته للجمهور في رمضان الكريم، حتى لا أُفسد عليه متعة المشاهدة». وأعربت سعاد عبدالله عن رفضها تعبير «نقلة جديدة» وصفاً للعمل، متمسكةً بأن «كل عمل له خصوصياته وطابعه المعيّن، ولونه ونكهته وذائقته المختلفة عن الأعمال الأخرى»، ولافتةً إلى «أن التعامل مع الأطفال أمر ليس بسهل»، ومتمنيةً: «أن توفق مساعينا - نحن فريق العمل - كي نتمكن من تحقيق الرؤية والرسالة اللتين يهدف إلى طرحهما، وإبراز القيمة والثقل اللذين يحملهما النص». ومن «فاطمة» توجهت «الراي» إلى «فايزة»، وتجسد شخصيتها الفنانة هبة الدري التي قالت: «فايزة هي الشخصية الرومانسية والهادئة جداً، ولكنها تابعة لغيرها في الوقت نفسه (مع الخيل يا شقرة)، بمعنى أنها في حال وجدت شيئاً جيداً تمضي معه، وإن سيطر عليها إخْوتها كي تتخلى عن الصواب تمضي معهم كذلك»، موضحة «أن الشخصية تحمل تقلبات عدةً، وتعيش قصة حُب تمر في عقبات». وفضلت الدري عدم الكشف عن بقية التفاصيل، ريثما يشاهدها المتلقي لدى عرض الحلقات. وصرّحت الدري بأن «العمل ثقيل الوزن والقيمة، بما يحمله من أسماء فنانين وطاقم فني وشخصيات درامية، وقضايا اجتماعية مهمة سيتضمنها سياق الأحداث»، مضيفةً أنها لا ترغب في تصوير عمل آخر، مكتفيةً بالدور الذي تؤديه في هذا المسلسل. من جانبه التقط، الفنان حمد أشكناني طرف الحديث، كي يتكلم عن شخصيته في العمل، موضحاً أنه يجسد دور لاعب مشهور في نادي القادسية الرياضي، ولديه معجبوه ومتابعوه، لكنه يمر في حادثة تقلب حياته رأساً على عقب، فيتحول مِن شخص اجتماعي إلى انطوائي، وسياق الشخصية يطرح سؤالاً: هل المادة تجعله يتخلى عن مبادئه وأهله، أَم لا؟ أشكناني طرح السؤال وترك الإجابة عنه معلقةً، ريثما يجيب عنه المشاهدون لدى تفاعلهم مع حلقات المسلسل في رمضان الكريم. في السياق ذاته ذكر الفنان يعقوب عبدالله أنه يجسد في العمل شخصية طبيب عيون يدخل في قصة حب، وتتطور الأحداث ليلتقي أمه «فاطمة»، بعد غيابها الطويل، ويكون متعاطفاً معها، ويتمكن من إصلاح العديد من الأمور السلبية التي تقع في سياق الأحداث، وهو الأمر الذي يؤثر في حياته. وأكد عبدالله أن الدور جديد تماماً بالنسبة إليه، ومختلف عن الشخصيات التي سبق أن قدمها في أعمال سابقة. أما الفنانة فاطمة الصفي فقالت لـ «الراي»: «أنا الابنة الكبرى لـ (ماما فاطمة)، وأنا متزوجة ولديّ ابنة، وأنا أواجه الكثير من العقبات وأخوض كثيراً من الصراعات على مدى الأحداث، مع أقارب أمي»، مبيّنةً أن الشخصية جديدة ومختلفة بالنسبة إليها، ومتمنيةً «أن تحظى بإعجاب الجمهور». الطفلان شاهين وفهد الطفل شاهين يجسّد شخصية ناصر، وهو يتعرض من خلال الشخصية للضرب الدائم من أمه، التي تجسد دورها هند البلوشي، وكذلك فهد ابن الفنانة هيا الشعيبي، الذي يقف للمرّة الأولى أمام الكاميرا، في مواجهة الفنانة القديرة سعاد عبدالله في العمل، وقد أعرب الطفلان كلاهما عن سعادتهما بفرصة الظهور في هذا العمل، وعبّرا عن أنهما محظوظان بالوقوف أمام «ماما سعاد». وعن المجهود الكبير الذي يبذله طاقم العمل،والعبء الإضافي الذي يبذله الفنانون والفنيون للتحكم في الممثلين الأطفال، قال مدير إنتاج المسلسل عبدالله النوري: «إننا موقنون منذ البداية أن هذا العمل ليس سهلاً، وأنه يحتاج إلى جهد وصبر»، مردفاً «أن هذه الحقيقة دفعتنا إلى التمسك ببذل أقصى الجهود، لإظهار العمل بالشكل المطلوب والمميز أما المشاهد». ولفت إلى «أن الشركة المنتجة للعمل (صبّاح بيكتشرز) قدّمت لطاقم العمل كل الوسائل الكفيلة بإتقان العمل وإخراجه بالصورة التي تُرضي الجمهور، كما عودتنا دائما، بدءاً من اختيار النص الذي يحمل القيمة والرسالة والهدف، وهو ما نسعى إلى تحقيقه دوماً، ونتمنى أن تظهر ثمرة كل هذه الجهود على الشاشة، وأن يحوز العمل إعجاب المشاهد». يُذكر أن المسلسل من تأليف الكاتبة هبة مشاري حمادة، وإخراج:محمد القفاص، فيما يتقاسم بطولته كل من الفنانين سعاد عبدالله، لمياء طارق، يعقوب عبدالله، فاطمة الصفي، هبة الدري، هند البلوشي، منى شداد، بشار الشطي، حسين المهدي، نور الغندور، حمد أشكناني، ومجموعة من الأطفال.

مشاركة :