طلال الرميضي: «الأرشيف العثماني» يحتوي 800 وثيقة نادرة عن الكويت | ثقافة

  • 5/10/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب- ضمن أنشطته الثقافية- محاضرة (الكويت في الأرشيف العثماني) حاضر فيها أمين عام رابطة الادباء الباحث طلال الرميضي وأدارها الباحث الدكتور سلطان الدويش، في متحف الكويت الوطني. وتحدث الرميضي في ورقته البحثية عن «تعدد المصادر الوثائقية التي يستعين بها الباحث أثناء اشتغاله بالبحث في جوانب تاريخ الكويت، فقد يستفيد من المصادر المطبوعة والروايات الشفهية والقصائد الشعرية والصحافة القديمة وغيرها عند دراسته لحادثة تاريخية، وتظل المخطوطات القديمة هي المصادر الأكثر أهمية وفائدة في ذلك». مشيرا إلى نهج مركز البحوث والدراسات الكويتية في جمع مواده البحثية من الأسر والاستفادة منها في دراساته، التي تعتبر إضافة مهمة في التاريخ الكويتي، وأيضا الوثائق الخليجية والعربية التي تتعلق بالكويت وبها فوائد تاريخية كبيرة لتاريخنا ومنها ما هو محفوظ في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض ودار الوثائق القومية بالقاهرة وغيرها. أضافة إلى وجود وثائق مهمة عن ماضي الكويت متناثرة في أرشيفات عالمية عدة تابعة لدول كبرى لها طموحات واسعة بمنطقة الخليج العربي في الزمن الماضي، ومنها ما هو وجود في خزائن الأرشيف البريطاني وقد نهل منه الكثير أبرزهم الدكتور أحمد أبو حاكمة الذي كلف في مطلع الستينات بكتابة تاريخ الكويت من قبل لجنة رفيعة المستوى وهي لجنة تأريخ الكويت التي تأسس عام 1959م و ترأسها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح آنذاك. وأضاف: «هناك محاولات جادة للاستفادة من الأرشيف الروسي من قبل مركز البحوث والدراسات الكويتية ومن قبل مركز الوثائق التاريخية بالديوان الأميري، وصدرت مؤلفات عدة منها كتاب (الكويت وعلاقاتها الدولية خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين) للبرفسور الروسي غيورغي بونداريفسكي... والأرشيف الفرنسي تم النهل من كنوزه القديمة أيضا وصدرت منه مؤلفات عدة أبرزها كتاب (الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح مختارات من الأرشيف الفرنسي) للدكتور أيمن فؤاد سيد والصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، وكتاب ( العلاقات الكويتية- الفرنسية منذ عام 1778) للمؤرخ الكويتي يعقوب الإبراهيم والصادر عن دار القبس للصحافة... بالإضافة إلى مراكز الأرشيفية الهولندية والألمانية وغيرها التي بها بعض الوثائق القديمة عن تاريخ الكويت». وقال الرميضي: «تأسس الأرشيف العثماني في عام 1930م بعد سقوط الدولة العثمانية، وهو معني بوثائق الدولة العثمانية القديمة التي استمرت ما يقارب ستمائة سنة أي ما بين 1299م- 1923م وسمت بالعثمانية نسبة إلى عثمان الأول بن أرطغرل». وأضاف: «تم تشييد مبنى الأرشيف على الطراز الحديث في عهد السلطان عبد الحميد (1839-1861م) وأطلق عليه اسم خزينة أوراق وعلى أمينها خزينة أوراق ناظري أي ناظر خزانة الأوراق. وكان حرص الدولة العثمانية في الحفاظ على الوثائق والسجلات المختلفة عن أجهزتها في الويلات والأقاليم وصدرت الفرمانات، التي تلزم على ذلك، وقد صدر أول أمر حول إقامة بناء الأرشيف في الباب العالي كان صادرا في عهد السلطان عبد الحميد الأول ( المتوفى 1789م ) وهو أمر يكون البناء الحجري القائم في حديقة سراي الصدر الأعظم مخزنا للأوراق، حظي موضوع الحفظ والتوثيق بالعناية الكبرى من الخلفاء والعاملين بالدولة العثمانية ووضعت اللوائح التنظيمية له». وفي ما يتعلق بتاريخ الكويت في هذا الأرشيف أوضح المحاضر أن الكثير من الوثائق تم تصنيفها بنظام الحاسب الآلي والانتهاء من فهرستها بحوالي 800 وثيقة نادرة، كما تتنوع أهمية هذه الوثائق ما بين معلومات عابرة عن الكويت أو عن شيوخ الكويت أو تكون متعلقة بحادثة تاريخية معينة وخلاف ذلك. وقال: «الأرشيف العثماني يعتبر من أكبر مراكز الأرشيف على مستوى العالم، وله إدارة مميزة في التنظيم والاستقبال وتقديم خدمات للباحثين إلا أن الكويت لم تهتم بهذا المركز الأرشيفي الهام بذات الأهمية على غرار مراكز الأرشيف الأخرى. وأرجع الرميضي سبب عدم اهتمام الدولة والباحثين بالأرشيف العثماني بالدرجة المطلوبة رغم أهميته إلى أسباب عدة منها، قلة الاهتمام الإعلامي بما يحتويه مركز الأرشيف العثماني من وثائق تاريخية نادرة حول تاريخ الكويت، وصعوبة اللغة العثمانية القديمة التي كانت تكتب بها الوثائق حيث كانت تكتب بأحرف عربية وبطريقة سريعة يصعب على القارئ التركي التعرف على مضمونها، وغيرها. واشار الباحث إلى كاتبه»السالنامات العثمانية»- أو ما يعرف التقاويم السنوية- وما تضمنه من معلومات نادرة وقيمة عن جوانب متنوعة من تاريخ الكويت، وقد سجل ذلك في صفحات كتابه (الكويت والخليج العربي في السالنامة العثمانية).وتطرق لمواضيع تأريخية متنوعة من ماضي الكويت، ومنها موضوع علاقة إمارة الكويت بالدولة العثمانية والعراق العثماني، وقد حاز هذا الكتاب على جائزة الدولة التشجيعية لأفضل كتاب تأريخي لعام 2010م، كما حصد الجائزة العربية للإبداع الثقافي بفئة التراث التابعة لمنظمة أليسكو عام 2013م والملفت للنظر أن التكريم كان في العراق بمناسبة اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية. وأشار الرميضي إلى محاولات جادة من أساتذة أجلاء في هذا المجال ومنهم أستاذ التاريخ في جامعة الكويت العميد المساعد في كلية الآداب الأستاذ الدكتور فيصل الكندري، ومدير مركز المخطوطات والتراث والوثائق الشيخ محمد إبراهيم الشيباني، وأستاذ التاريخ بجامعة الكويت الدكتور سعود محمد العصفور، وجهود بعض الباحثين المتعلقة بتواريخ أسرهم وقبائلهم سواء في الكويت أو في المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي. وأشار الرميضي إلى ترجمة اتحاد مراكز الوثائق في الخليج العربي، وانتخاب أول أمين عام لها هو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة من البحرين، والاتفاق على تكليف شخص تركي يجيد اللغتين التركية العثمانية، بالإضافة إلى اللغة العربية اسمه عثمان سويغت، لكي يبحث بالملفات ذات العلاقة بمنطقة الخليج، وقد استطاع تجميع حوالي 9 ملفات في مدة زمنية قاربت الثماني سنوات، ثم جرى توزيع الملخصات للدول المشتركة بالاتحاد.

مشاركة :