المنظمة الخليجية تقود البلاد نحو مستقبل مستدام

  • 10/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - أحمد سيد: شهدت الجلسة الافتتاحية في اليوم الأول لقمة قطر للاستدامة توقيع عدد من مذكرات التفاهم الموقعة بين المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، وبعض المؤسسات والجهات الرائدة، مثل اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومنظمة اليونسكو، وبنك الدوحة. وقام الدكتور يوسف بن محمد الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية، بتوقيع اتفاقية مع المهندس هلال جهام الكواري، في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وتهدف إلى العمل المشترك للحد من الانبعاثات الكربونية في كل منشآت وملاعب مونديال كأس العالم 2022، حيث ستتعاون المنظمة الخليجية، من خلال توفير الخدمات في ثلاثة مجالات رئيسية، هي تطوير معايير ومتطلبات مشاريع تخفيف الانبعاثات السلبية وتيسير حساب أرصدة الكربون الصادرة عن المجلس العالمي للبصمة الكربونية (GCT)، وهو أول منصة طوعية لتعويض الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما وقعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» مع المنظمة الخليجية، على خطاب نوايا للعمل على أهداف محددة ضمن أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وتحقيقًا لهذه الغاية، سيقدم الجانبان مبادرات مشتركة لتعزيز المعرفة بشأن تغير المناخ وتأثير التلوث وممارسات الاستهلاك غير المستدامة، والعمل على رفع الوعي وتعزيز دور المؤسسات التعليمية في الاستجابة لتحديات تغير المناخ. وقد أبرم بنك الدوحة اتفاقية شراكة مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، لاستكشاف مجالات التعاون المشترك في مجال الاستدامة وحياد الكربون. وتعليقاً على هذه الاتفاقية، قالت السيدة أنا باوليني، مديرة مكتب اليونسكو في الدوحة، وممثلة دول الخليج واليمن: «نحن سعداء بتوقيع هذا الاتفاق مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير في هذه الفعالية المهمة، فالهدف من شراكتنا هو زيادة تعزيز دور المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني في المساهمة لتنفيذ خطة عام 2030 وتحديداً الهدف 13 للتنمية المستدامة للعمل المناخي، مشيرة إلى أنها تتطلع حقًا إلى آفاق شراكة طويلة الأمد ومبادرات مشتركة ناجحة مع المنظمة الخليجية». تغير المناخ وتعليقاً على افتتاح القمة، قال الدكتور يوسف الحر، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير: إن مكافحة تغير المناخ يعتبر مصدر قلق عالميا، وفي قطر نهتم بهذا الأمر أكثر من أي مكان آخر، حيث تشكل الهيدروكربونات العمود الفقري للتنمية الاقتصادية، وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، تقود المنظمة الخليجية توجيه البلاد نحو مستقبل مستدام، من خلال إطلاق برامج ومبادرات رائدة مثل قمة قطر للاستدامة. وأضاف الدكتور يوسف الحر: «إن شراكاتنا مع المؤسسات الرائدة تأتي في مقدمة اهتمامنا لنقدم مزيجا غنيا من الفكر الإبداعي والابتكار التكنولوجي والخبرة التقنية في مختلف القطاعات، من أجل متابعة سعينا المشترك لتحقيق نمو اقتصادي منخفض الكربون، لذلك فإن توقيع مذكرات التفاهم الاستراتيجية مع هذه المؤسسات ذات المكانة المرموقة لتحفيز ودفع أنشطة الحياد الكربوني والتمويل الأخضر وبناء القدرات في مختلف القطاعات، لا سيما تلك التي لها تأثير كبير على جيل المستقبل في البلاد، أي المؤسسات الرياضية والتعليمية». وتقديراً للإنجازات البارزة في مجال الاستدامة وتغير المناخ، منحت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير عدداً من المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «جائزة التميز في العمل المناخي»، حيث نالت شركة تنمية نفط عُمان (PDO) وشركة «باور نمر» جائزة تخفيض غازات الدفيئة (GHG) وذلك لنجاحها في معالجة المياه الناتجة من منشأة معالجة النفط الخام باستخدام محلول يعالج الأراضي الرطبة في سلطنة عمان، إذ يساهم المشروع في زراعة الصحراء، وتوفير حلول لإنتاج المياه، بالإضافة إلى الحد من الانبعاثات الكبيرة لغازات الدفيئة. وفي دولة قطر، حصلت هيئة الأشغال العامة (أشغال) على جائزة التميز وذلك عن مشروع معالجة مياه الصرف الصحي، الذي يحد من انبعاثات غاز الميثان من المكب، وهي غازات الدفيئة القوية، وذلك عن طريق تحويل مياه الصرف الصحي إلى محطة في شمال الدوحة، وتحويل المواد الصلبة في المياه إلى سماد جاف تماماً يتم تصنيعه في مصنع متطور للغاية لهذا الغرض، حيث يتم استخدام هذه الأسمدة لزراعة الأشجار والمساحات الخضراء في الدوحة، لتحل محل أسمدة اليوريا كثيفة الانبعاثات، وينتج هذا المشروع مياها معالجة تساهم في تخضير المنطقة عن طريق زراعة 90 ألف شجرة وتطوير محمية للطيور. جائزة لكهرماء ومٌنحت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» جائزة التميز أيضًا لتسليمها أول محطة شحن بالطاقة الشمسية للسيارات الكهربائية في قطر، وهذا المشروع لديه إمكانات واعدة لتنمية قطاع النقل باستخدام وسائل منخفضة الكربون، كما حصلت مجموعة التعاضد للتجارة والمقاولات على جائزة التميز تقديراً لمبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات الصديقة للبيئة. وتم تقديم عدد من «جوائز الاستدامة» لمختلف المشاريع الخضراء الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث حصل مشروع ميناء حمد على التنفيذ الاستثنائي للمنظومة العالمية لتقييم الاستدامة «جي ساس» من بين مبادرات الاستدامة الأخرى، في حين تم الاعتراف بوزارة الداخلية لاعتمادها الاستدامة كأحد الجوانب الرئيسية في تنفيذ العديد من مشاريعها، بما في ذلك المركز الوطني للأمن السيبراني، والدفاع المدني، والمباني الوقائية في الوكرة. وقد حازت شركة سكك الحديد القطرية «الريل» على جائزة استدامة أخرى عن محطة مترو مشيرب التي حصلت على تصنيف متميز من فئة 5 نجوم، وتمكنت من تجاوز معايير سكك الحديد القطرية من فئة 4 نجوم، كما تم منح جائزة للجنة العليا للمشاريع والإرث عن تسليمها الاستثنائي لأربعة ملاعب مع شهادات مؤقتة من فئة 5 نجوم، متجاوزة متطلبات «الفيفا» التي تتطلب تقييماً من فئة أربعة نجوم. أيضاً، تم تكريم العديد من شركات القطاع الخاص، حيث تسلم مشروع المقر الرئيسي لمدينة الطاقة قطر، شهادة «جي ساس في التصميم والإنشاء» لمشروع تجاري من فئة 4 نجوم، والذي يوفر الألواح الكهروضوئية الشمسية التي تلبي حوالي 3.2 ٪ من إجمالي الأحمال الكهربائية للمبنى، فيما تسلمت مجموعة «الساير» الكويتية شهادة «جي ساس البلاتينية في التشغيل» عن صالة عرض تويوتا في منطقة «أبو فطيرة»، والتي تم الاعتراف بها كأول متجر تجزئة في الكويت يحصل على هذه الشهادة، وضمن قطاع البيع بالتجزئة، حصلت «اللولو هايبر ماركت الدولية» على جائزة الاستدامة لصدارتها في مجال الاستدامة البيئية في قطاع التجزئة، بالإضافة إلى المبادرات المخطط لها والتي تتواكب مع مجالات «جي ساس للتشغيل»، بالإضافة إلى تميزها في إعادة التدوير وإدارة النفايات. أكد أهمية البحث العلمي في مجال المباني الخضراء.. سيف الكواري: قطر أول مدينة ذكية في الشرق الأوسط في 2030 قال الدكتور محمد بن سيف الكواري وكيل الوزارة المساعد، مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة: «الكثير من الخبراء والاستشاريين الذين التقينا بهم أكدوا أن دولة قطر مرشحة لتكون المدينة الذكية الأقرب للعام 2030 على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». وأضاف الكواري، في تصريحات خاصة على هامش قمة قطر للاستدامة، أن ما ساعد قطر لتتبوأ هذه المكانة، هو وجود الملاعب الخضراء والتقنيات التي نفذتها بسرعة فائقة تختلف عن جميع الدول على مستوى الشرق الأوسط، لذلك يجب أن نستفيد من هذه التقنية والتكنولوجيا المتقدمة بأن نبني مدنا خضراء وبشكل سريع قبيل 2030. وتوقع الكواري أن تكون قطر الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي سوف تصل إلى العام 2030 وقد طبقت معايير المباني الخضراء. والكل يعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أن جميع الملاعب لدينا خضراء وتحتل مساحة كبيرة بعد أن استخدمت المعايير الخضراء وأنها وصلت إلى نسبة صفر بالمائة للمخلفات والانبعاثات الكربونية، وهذا ما أدهش الجميع، وعلينا أن نؤسس عليها، ونهتم بصورة أكبر بالبحث العلمي للوصول بسرعة إلى الابتكار والإبداع في مجال المباني الخضراء.بالشراكة مع منظمة كيرز البريطانية.. مشعل الشمري: إطلاق النظام القطري لاعتماد المواد المستدامة أعلن السيد مشعل الشمري مدير مجلس قطر للأبنية الخضراء، عن إطلاق النظام القطري لاعتماد المواد المستدامة الذي أعلن عنه المجلس العام الماضي بالشراكة مع منظمة كيرز البريطانية. وأضاف أن النظام الذي بات جاهزا للعمل، يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم في تقييم المواد المصنعة والمتبادلة تجاريا، حيث يعمل على تقييم المواد من الجوانب الفنية وإدارة الاستدامة والبيئة، بالإضافة إلى الجوانب التشغيلية والاقتصادية، من دون إغفال الجوانب الاجتماعية مثل حقوق العمال وتشغيل الأطفال. واستعرض الشمري أهمية تنظيم أسبوع قطر للاستدامة في رفع الوعي بقضية الاستدامة الشاملة في المباني العامة والخاصة، حيث يشارك في نسخة هذا العام 150 جهة حكومية وخاصة وشمل نحو 250 فعالية.. متوقعا مشاركة أكثر من 40 ألف مشارك في الأنشطة التوعوية والمعارض والبرامج الرياضية والتغذية الصحية وغيرها من المبادرات وأنشطة المدارس التي ستتم أثناء الأسبوع.

مشاركة :