يواجه تجار الأغذية كغيرهم من التجار الذين يعتمدون على استيراد وتصدير بضائعهم عبر جسر الملك فهد مشكلة تكدس الشاحنات التي تقل بضائعهم وتوقفها لعدة أيام على الجسر، حيث يترتب على ذلك التأخير العديد من الأثار السلبية إما في تلف البضاعة ذات مدة الصلاحية القصيرة واضطرار التجار لدفع مصاريف إضافية بسبب توقف شاحناتهم على الجسر، وهذه الأمور تنعكس أثارها أيضا على المستهلك الذي سيتحمل هذه التكاليف من خلال ارتفاع سعر البضاعة في الأسواق. وصف تاجر الأغذية إبراهيم الدعيسي مشكلة تكدس الشاحنات بأنها أصبحت مشكلة اجتماعية واقتصادية نظرا لتأثيراتها السلبية على السوق المحلية وعلى المواطن نفسه. وقال الدعيسي بأن مشكلة تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد هي جزء من مشكلة الاستيراد والتصدير التي نعاني منها في البحرين، إذ أن مطار البحرين لا توجد به إمكانيات كبيرة للشحن، والأمر ذاته ينطبق على ميناء خليفة الذي لا يستوعب كميات إنتاج كبيرة للتصدير وحتى للاستيراد بسبب محدودية إمكانياته الاستيعابية. من جانب آخر، قال تاجر الفواكه والخضراوات إبراهيم الأمير أن مشكلة تكدس الشاحنات والتأخير في إجراءات حركة الشاحنات التجارية على جسر الملك فهد من أكبر المشاكل التي يعاني منها التجار المتعاملين في الاستيراد والتصدير عبر الجسر. وقال الأمير أن وقوف الشاحنات لفترات طويلة على الجسر يتسبب في الكثير من الخسائر، خصوصا وأن الفواكه والخضراوات تعد من السلع سريعة التلف، مضيفا بأن هذه المشكلة تساهم بشكل أو بآخر في عدم استقرار أسعار الفواكه والخضراوات في البحرين. وأضاف الأمير: خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية كانت البحرين محطة لإعادة تصدير المحصولات الزراعية القادمة من الخارج، حيث أن سوق البحرين صغير ونعتمد على إعادة التصدير، وتصلنا شحنات من الفواكه والخضراوات ويتم تخزينها في البحرين وبعد ذلك يتم إعادة توزيعها إلى دول الخليج، وبسبب بطء الإجراءات على الجسر نواجه مشكلة تلف السلع ونتكبد الخسائر جراء ذلك، ونحن نطمح إلى توفير تسهيلات أكبر للحركة التجارية ليتفادى التجار الخسائر التي يتعرضون لها. فيما ذهب تاجر الأغذية شاكر الحلي إلى أهمية إيجاد حلول بديلة سريعة من شأنها تخفيف العبء على الجسر وذلك من خلال فتح قنوات جديدة للتصدير عبر الموانئ أو انشاء سكك الحديد أو من خلال تطوير الجسر وزيادة المسارات الخاصة بالنقل التجاري، مضيفا أن تكدس الشاحنات على الجسر يتسبب في تلف البضائع ويشكل أعباء مالية إضافية على التجار. وتابع الحلي أن البحرين كبلد يعتمد على الاستيراد يجب أن تقوم بوضع استراتيجيات تتناسب مع حجم الاستيراد الخارجي والتصدير لكي يكون التجار والمستهلكون في مأمن من تغيرات الأسعار بسبب مشاكل الشحن.