بالأمس أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبوبكر البغدادي، ليطوي بذلك صفحة مهمة في جهود مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية، ولتبرز للجميع العديد من التساؤلات حول القضاء التام على الإرهاب والإرهابيين، وعن انتهاء صلة بعض الأنظمة الداعمة لها، وعن الدواعش الباقية، النشطة والنائمة، في عدد من الدول، وإن لم تحمل اسم «داعش»، ولكنها من ذات النهج والمنهج والممارسات الإجرامية الإرهابية..؟ وفقا للمعلومات التي كشفها الرئيس الأمريكي في المؤتمر الصحفي وتناقلتها الوسائل الإعلامية، فإنه تم معرفة مخبأ البغدادي قبل أسبوعين، وقد قام بتغيير مكانه عدة مرات، وقد شاركت ثماني مروحيات في العملية العسكرية، وأن الإرهابي البغدادي حاول الفرار وهو يصرخ، وتمت محاصرته في نفق مسدود مع ثلاثة من أطفاله ثم قُتل معهم، كما قتل معه عدد كبير من الإرهابيين الدواعش، وأن النفق الذي هرب إليه قد انهار بفعل المتفجرات، واستطاعت القوات الأمريكية التعرف على هوية البغدادي من خلال الحمض النووي بعد مقتله بربع ساعة، وقد طلبت واشنطن حماية 11 طفلا وجدوا في مخبئه، وغيرها من المعلومات المنشورة والمتداولة. وبالأمس خرج العديد من المفكرين والباحثين والمتابعين والدارسين للجماعات الإرهابية، وتحدثوا كثيرا وأدلوا بدلوهم حول مستقبل الجماعات الإرهابية، الداعشية وغيرها، وردة الفعل المتوقع حدوثها منهم. الباحث في شؤون الإسلام السياسي الأستاذ عمرو فاروق صرح لجريدة (المصري اليوم) بحديث جامع شامل، ومختصر مفيد وواضح حول هذا الشأن، فماذا قال تحديدا..؟؟ يقول عمرو فاروق (نقلا عن جريدة المصري اليوم): إنه بعد أنباء مقتل أبوبكر البغدادي هناك عدة سيناريوهات محتملة يمكن حدوثها بشأن بقاء تنظيم داعش، أولها: وجود نائبه (أبوعمر قرداش) الذي كان يعمل ضابطا بالجيش العراقي، الأمر الذي ربما يدفع التنظيم إلى مزيد من القوة، وإعادة ترتيب الصفوف مرة أخرى، وخاصة أن التنظيم بعد خسارته في سوريا والعراق لديه عدة ولايات بالمنطقة العربية وآسيا وإفريقيا. السيناريو الثاني: هو أن يتحول التنظيم إلى مجموعة من الخلايا العنقودية، أو ما أطلق عليها «الذئاب المنفردة»، والتي يتم توظيفها في عملية استهداف بعض المؤسسات الغربية، وخاصة أن هناك عدة دول مازالت راعية للإرهاب، وتوظف داعش لتحقيق مصالحها في المنطقة العربية والشرق الأوسط مثل إيران وتركيا وقطر. السيناريو الثالث: يتمثل في تفكيك التنظيم نهائيًا، ويتم قيام العناصر القيادية بالسيطرة على بعض الفروع المتبقية من التنظيم، وتحويلها إلى مجرد كيانات خاصة بذاتها، بحيث يتحول كل فرع من الفروع المتفككة من التنظيم إلى نموذج منفرد بذاته، في شكل نسخة جديدة من تنظيم داعش ولكن بآليات مختلفة، ولكن من دون وجود قيادة مركزية للتنظيم، والتي ستنهار تمامًا في حالة حدوث هذا السيناريو. تلك هي مجموعة السيناريوهات التي كشفها الباحث عمرو فاروق.. وتلك هي التساؤلات المطروحة لدى الرأي العام، وخاصة العربي، فمن يضمن عدم خروج زعيم داعشي آخر، لتستمر حكاية ومسلسل مكافحة الإرهاب، وفقا لمصالح ولعبة سياسية من أنظمة معروفة داعمة للإرهاب وراعية له..؟؟
مشاركة :