خلال الساعات الـ24 الماضية، تردد اسم "كايلا مولر" كثيرًا في المواقع الإخبارية وعبر مواقع التواصل؛ وذلك بعد أن أطلق الجيش الأمريكي على عملية قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي اسم "كايلا مولر"، بحسب مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، فما سر هذه التسمية؟ تعود تسمية عملية مقتل أبو بكر البغدادي بهذا الاسم، إلى رهينة أمريكية تدعى كايلا مولر، خطفها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي في مدينة حلب شمالي سوريا عام 2013. من هي؟ وكانت "مولر" تعمل في مجال إغاثة المتضررين من الحرب في شمالي سوريا، وبقيت محتجزة لدى التنظيم، إلى حين تم الإعلان عن مقتلها في فبراير 2015. وُلدت الناشطة الحقوقية الأمريكية والعاملة في المساعدات الإنسانية، كايلا مولر، يوم 14 أغسطس 1988 في بلدة بريسكوت (أريزونا) في الولايات المتحدة، وقُتلت في فبراير 2015 على أيدي عناصر داعش، بعد أن سافرت إلى سوريا، في رحلة انتهت بين أيدي "البغدادي"؛ حيث ذاقت أشد أنواع العذاب. سافرت إلى سوريا عبر الحدود التركية في العام 2012، للعمل مع منظمة دانماركية تُعنى باللاجئين. وفي الثالث من أغسطس 2013، وصلت إلى حلب المدمرة؛ حيث تعرضت لاعتداءات بالضرب مع صديقها، وهو مُصوّر سوري التقت به قبل ثلاث سنوات. اغتصبها "البغدادي" لكن الألم لم يتوقف عند حدود الضرب، إذ اختطفها إرهابيو "داعش" خارج مستشفى حلب في اليوم التالي، واحتجزوها رهينة لمدة 18 شهرًا؛ حيث تعرضت للاغتصاب من قِبَل زعيم داعش أبو بكر البغدادي مرارًا. وأوائل عام 2015، زعم البغدادي أن "مولر" قُتلت خلال الغارات الجوية للتحالف الدولي. الغارة الأردنية وادّعى داعش أنها قُتلت بقذيفة صاروخية بعد غارة نفّذتها الطائرات الأردنية على معقله في الرقة، وهو هجوم انتقامي بعد إحراق التنظيم للطيار الأردني "معاذ الكساسبة" بشكل وحشي؛ غير أن المسؤولين الأمريكيين كذّبوا تلك الرواية، ونفوا ما يشير إلى كيفية وفاة "مولر". وأكدت عائلة "مولر"، حينها، أن الاستخبارات الأمريكية أبلغتها أن ابنتهم كانت ملكًا لـ"البغدادي". والدها يتحدث وفور علمهم بخبر مقتل زعيم تنظيم داعش، قال كارل مولر، والد كايلا، لشبكة "سي إن إن" في مقابلة عبر الهاتف: "حسنًا، لطالما انتابتني مشاعر مخيفة كلما حاولت أن أفكر بمصير ابنتي البشع؛ لكنه أصبح جزءًا من حياتنا على مدار السنوات الخمس والنصف الماضية". القلب الرقيق في حين قالت مارشا والدة مولر: إن الوقت قد حان لمعرفة تفاصيل عما عانته ابنتها، وأضافت أن "كايلا" كانت تحب مساعدة الناس؛ وبالتالي "أتمنى أن يذكروها دائمًا بهذا القلب الرقيق". زوجة "أبو سياف" وكانت الاستخبارات الأمريكية قد أكدت في وقت سابق، أنها حصلت على معلومات حول "كايلا" من فتاتين أيزيديتيْن كانتا محتجزتيْن مع "مولر" لدى التنظيم لاستغلالهما جنسيًّا. وتم العثور عليهما عقب عملية أمريكية ضد أبو سياف، وزير النفط لدى "داعش" وأحد مساعدي البغدادي. وقد مكثت "مولر" معه بعض الوقت ومع زوجته التي اعتقلتها القوات الأمريكية خلال عملية قتل أبو سياف، ووجهت لها اتهامات بالتعاون مع التنظيم ومشاركته استغلال النساء جنسيًّا. هل تزوجها؟ إلا أن صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أكدت زواج البغدادي من "مولر"، وأنها كانت تتواجد في أحد مواقع التنظيم المهمة وقُتلت بالخطأ خلال قصف أردني. وأجرت صحيفة "الجارديان" مقابلة مع أم "سياف"؛ حيث تقبع في سجن بالعراق، والتي قالت إنها رأت "مولر" للمرة الأخيرة في نهاية عام 2014 عندما جاء البغدادي إلى العراق، وبعد 3 أشهر شاهدت تقريرًا إخباريًّا عن وفاتها. في المقابل، قال مدير السياسات في قوة الطوارئ السورية المتمركزة في واشنطن، إيفان باريت: "إن الاحتمال يبقى أنهم قتلوها بالفعل ونشروا القصة ردًّا على الهجمات الأردنية". ووفقًا لـ"سكاي نيوز عربية"، قال أوبراين لمحطة "إن بي سي" الأمريكية، الأحد: إن إطلاق اسم "مولر" على عملية قتل زعيم تنظيم "داعش"، يأتي من أجل تحقيق العدالة لها وللأمريكيين الذين قُتلوا بوحشية على أيدي البغدادي وأتباعه. "جيمس فولي" ومن بين الأمريكيين الذي قتلهم تنظيم داعش، الصحفي جيمس فولي الذي خطفه مسلحو تنظيم داعش في نوفمبر 2012 في سوريا، إلى أن ذبحه مسلحو التنظيم في أغسطس 2014، في تسجيل مصور أثار ضجة واسعة. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عن مقتل أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية نفّذتها قوات خاصة أمريكية، ليلة السبت، على مجمع كان يختبئ فيه في منطقة بريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.