تحدث الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني لمنتخب السعودية عن تجربته الجديدة في في القارة الآسيوية وطموحاته مع المنتخب العربي. رينار انفصل عن المنتخب المغربي هذا الصيف وتولى تدريب منتخب السعودية على أمل التأهل لمونديال 2022. جاء حوار رينار مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم على النحو التالي:- بعد مشوار طويل في القارة الأفريقية، ما الذي دفعك للإنتقال الى قارة آسيا وتدريب السعودية؟ هيرفي رينار: إنها سُنة الحياة، وأنا لديّ إيمان بضرورة خوض تجارب جديدة والبحث عن النجاح. نعم، لقد عملت لأكثر من عقد في إفريقيا، وأعتقد أنني حققت النجاح المأمول ولذلك من المهم بالنسبة لي أن أقوم بالتغيير. لكن رغبتي كانت بالبقاء في ذات الإطار وهو العمل مع المنتخبات الوطنية. وقد وصلني عرض الاتحاد السعودي وقدموا لي فرصة قيادة المنتخب الوطني، أنا أعرف من هو المنتخب السعودي، لقد خاضوا آخر نسخة من كأس العالم في روسيا 2018، وأعلم أنهم من عمالقة القارة الآسيوية ولا يمكن أن ترفض هذا العرض المناسب، فهي دولة كبيرة في عالم كرة القدم. أعتقد أننا إذا عملنا بجهد كبير سوف نصل للنجاحات التي نريدها. مر أقل من 3 أشهر لك في السعودية، ما هي الأمور التي بدأت التخطيط لها من حيث تكوين الأفكار والتعرّف على اللاعبين؟ كانت الخطة أن نراقب جميع اللاعبين وساعدنا إنطلاق منافسات الدوري ومشاركة أربعة أندية في دوري أبطال آسيا، وفي التجمع الأول للفريق والأيام العشرة الأولى كنا نتعرف على بعضنا البعض وبدأنا بوضع الأساسات لمرحلة العمل المقبلة. ومع مرور الأيام وخلال التجمع الثاني أصبحت الأمور أفضل بالطبع، حيث يتطلع الجميع في الفريق لتطوير العمل داخل الملعب. كما أننا نتحسن خارجه، حيث ترى اللاعبين منسجمين ولديهم علاقات قوية، لقد قلت لهم يجب أن تكونوا سعداء بما تقومون به، فارتداء قميص المنتخب الوطني هو شرف لأي لاعب ويجب بذل الجهد المطلوب من أجله. وما هي الأهداف التي تريد تحقيقها رفقة المنتخب السعودي؟ بدأنا التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وهدفنا الأول أن ننهي المجموعة الرابعة ونحن في المركز الأول، لضمان التأهل للدور النهائي من التصفيات العام المقبل. كما لدينا هدف آخر وهو تجديد دماء الفريق ولكن نقوم بهذا الأمر خطوة بخطوة. في السعودية هناك مواهب فذة وصاعدة يجب أن تحصل على الفرصة وقد توّج منتخب الشباب بلقب كأس آسيا 2018 وخاضوا كأس العالم تحت 20 سنة في بولندا هذا العام، لذلك نحرص على ضم اللاعبين الشباب للفريق ونأمل أن نمنحهم الخبرة ونجعل فريقنا يمتلك العديد من اللاعبين الشباب لتأمين مستقبل المنتخب على مدى السنوات المقبلة. حدّثنا عن أبرز ميّزات اللاعب السعودي؟ وكيف ترى المباريات الثلاث الأولى من التصفيات؟ اللاعب السعودي يملك مهارات كبيرة، ما يؤهله للعب والمنافسة في أعلى مستوى قاري، خاضت أربعة أندية منافسات دوري أبطال آسيا، ولدينا سبعة لاعبين من فريق الهلال الذي تأهل للدور النهائي ونأمل لهم التوفيق بنيل اللقب. أما من حيث الأفكار الفنية فالفترة القصيرة الماضية لم تشمل إلا على خوض مباراة ودية واحدة أمام مالي وكانت مواجهة قوية بدنيا، ومن ثم باشرنا خوض مباريات التصفيات. لعبنا ثلاث مباريات فزنا على سنغافورة في السعودية وتعادلنا مرتين خارجها أمام اليمن وفلسطين، وهذا يؤشر على أن المجموعة التي نلعب بها ليست سهلة وكل المنتخبات ترغب بالفوز وحصد النقاط. نأمل أن نطور من أنفسنا في الفترة المقبلة لكي نعود بحال أفضل ونبدأ بإظهار إمكانياتنا ونرضي الجمهور السعودي. هل لديك فلسفة تعوّل عليها في تدريبك للفريق وأسلوب خاص لخوض المباريات؟ بالنسبة لي الفلسفة الأهم هي أن نلعب كفريق واحد، نقوم بتمرير الكرات بين الخطوط والتحرك في الملعب بشكل مدروس. وطالما أننا نقوم بهذا الأمر يمكننا أن نتطور فنياً ونؤدي المباريات بعدة أساليب. دعني أشرح كيف واجهنا سنغافورة مثلاً: اعتمدنا في أسلوبنا على 4-2-3-1 وكان تنظيم اللاعبين جيداً فوق أرضية الملعب، قدمنا مباراة جيدة وحققنا الفوز بثلاثية نظيفة. وكما قلت طالما أننا نملك المهارة والنضج التكتيكي ونعمل معا كفريق واحد يمكن دوما تحسين الأداء للأفضل مع مرور الوقت. ما هو الوعد الذي تقدّمه للجماهير السعودية؟ لا أحب أن أطلق الوعود الرنانة، لكن أتيت إلى السعودية بهدف كبير وهو التأهل لكأس العالم 2022، وما أقوله للجمهور أننا نريد أن نحقق هذا الهدف ومن أجل ذلك سنبذل الغالي والنفيس، سنقوم بتطوير أنفسنا ونقوم بمباريات قوية، ونأمل أن نكون معا عندما نحقق هذا الهدف. دوماً عندما أبدأ عملي مع أي منتخب اقول للاعبين "بأنكم هنا ليس للحصول على نفس الإمتيازات التي تحصلون عليها مع النادي، بل أنت هنا لتحصل على شرف اللعب بقميص المنتخب الوطني وتمثيل البلاد افضل ما يكون." أدعو الجميع لنكون متحدين خلف هدفنا المنشود. هل يُمكن أن نعود لحقبتك التاريخية في أفريقيا حيث حققت نجاحاّ لافتاّ مع زامبيا، كيف تصف تلك التجربة؟ نعم، عندما عملت مع منتخب زامبيا كان الفريق يتصف بكونه يجمع لاعبين شباب لديهم الرغبة في العمل، يمكنني القول أنهم كانوا مثقفين كروياً والشعور بيننا كان ممتازاً. عندما كنت أقول شيئاً كانوا يريدون تنفيذه بحذافيره، كنا نريد أن نذهب للمنافسة وليس لإثبات أنفسنا فقط. في بطولة أفريقيا 2010 بلغنا ربع النهائي للمرة الأولى بعد غياب 14 عاما عن هذا الدور، كان العمل مهماً لنبني عليه في النسخة التالية في 2012، أعتقد أنها كانت بطولة مذهلة. قدّمنا مباريات قوية وفي كل مباراة كانت تسنح لنا فرصة الفوز ونقوم باستغلالها وهكذا حتى بلغنا النهائي، وهناك كانوا اللاعبين على قدر المسؤولية واستغلوا الفرصة التاريخية وحققوا اللقب أمام كوت ديفوار. كانت بطولة ممتازة، رغم أن الكثيرين قالوا بأنها ضربة حظ ليس إلا. البقاء على القمة أصعب من الوصول لها، فكيف نجحت بتكرار إنجاز الفوز باللقب مع كوت ديفوار في 2015؟ كان أمراً فريداً لم يسبق أن حقق أي مدرب لقبين مع منتخبين مختلفين؟ صحيح، عندما تحقّق اللقب مرة تريد أن تتذوق حلاوته من جديد، بعد ثلاثة أعوام عدت لبطولة أفريقيا لكن رفقة كوت ديفوار، ذهبنا لنسخة 2015 من أجل اللقب فقد كان الفريق يزخر باللاعبين المميزين، كانت علاقتنا قوية وكنت أثق بهم لأقصى درجة، عندها يُمكن أن تحصل على النجاحات مهما بدت صعبة. وصلنا النهائي واستمر التعادل أمام غانا وحانت لحظات ركلات الترجيح، ضاعت أول ركلتين ولكني كنت أعرف أن الأمر لم ينتهي بعد، كان اللاعبون راغبين بفعل المستحيل وانتزاع اللقب بعد أن ضاع منهم في مرتين سابقتين، أتذكر يحيى وكولو توريه عندما قالوا أن هذه اللحظة هي الأفضل طوال مسيرتنا. كانوا يعلمون أهمية التتويج بالقميص الوطني رغم أنهم توجوا بالعديد من البطولات رفقة أنديتهم في أوروبا. مع منتخب المغرب نجحت في تحقيق التأهل لكأس العالم بعد غياب دام 20 عاماً، كيف كانت التجربة المغربية؟ أعتقد أنها مميزة، كان أمامنا بعض الاهداف، وحقّقنا أهمها بالتأهل لكأس العالم في روسيا 2018. قدّمنا مباريات رائعة ولم تنصفنا كرة القدم بالحصول على النتائج رغم اننا لعبنا أفضل من منافسينا. على الصعيد الشخصي كانت علاقتي باللاعبين ممتازة، كانت روح الفريق متوفرة بين الجميع، في فترة التجمعات الدولية كان اللاعبون المصابين يريدون القدوم والبقاء مع الفريق في المعسكر، كنت سعيداً جداً بتلك الروح والأجواء. إذاً تريد أن تحقق التأهل الثاني لكأس العالم وهذه المرة رفقة السعودية؟ نعم، بالتأكيد فعندما تتذوق حلاوة التأهل لكأس العالم يجعلك تريد أن تحققه من جديد، لا يوجد أفضل من التنافس والمشاركة في أكبر بطولة لكرة القدم، سأعمل على ذلك مع السعودية من أجل التواجد في نهائيات 2022. اقرأ أيضا: البدري يجيب عن "هل يعود عمرو وردة للمنتخب؟" البدري يحسم شارة قيادة منتخب مصر أهداف الأحد الكروي - صلاح يسجل في توتنام ويخرج مصابا.. ويونايتد يعود للانتصارات حصاد ذهاب الكونفدرالية - مفاجأة ملغاشية متعب: رفعت الحرج عن البدري
مشاركة :