وغمرت الفيضانات قرى وبلدات كاملة؛ ما أدى إلى نزوح آلاف الأسر من منازلهم إلى المناطق المرتفعة نسبيا التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة. وقال عبد الفتاح يوسف، المدير العام لوزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث لإدارة ولاية هيرشبيلى المحلية للأناضول، إن "مياه الفيضانات غمرت نحو 10 قرى إضافة لعدة مدن داخل إقليمي هيران (جنوب وسط) وشبيلى الوسطى (جنوب شرق)". وأشار يوسف إلى أن مدينة بلدوين في إقليم هيران هي الأكثر تضررا؛ حيث تغمر مياه الفيضانات نحو 70 بالمائة من أحيائها. وأضاف أن "الإدارة المحلية تبذل قصارى جهدها لإجلاء المتضررين من الفيضانات، حيث أنشأت مناطق مرتفعة تبعد عن مدينة بلدوين نحو 10 كيلومتر للحيلولة دون حدوث فيضانات جديدة". ** الفيضانات تغمر المنازل وغمرت مياه الفيضانات عددا من منازل وجسور مدينة بلدين، وتحولت القوارب إلى وسيلة وحيدة لإجلاء النازحين. عبد النور أحمد، هرب مع أسرته إلى منطقة مرتفعة خشية من الفيضانات قبل أن يقرر العودة إليه ليكتشف أن مياه الفيضانات غمرته. وقال أحمد للأناضول، إنه عاد إلى المنزل ليأخذ بعض قطع الأثاث لكنه لم يعد يعرف موقع المنزل بعد أن غمرته مياه الفيضانات وجرفت أجزاء منه. وأضاف أن أسرته باتت تفترش العراء وتعيش في ظروف قاسية بعد أن جرفت الفيضانات معظم أثاث المنزل. ولم يقتصر توغل مياه الفيضانات على المناطق القريبة من ضفاف نهر شبيلى، بل وصلت لمناطق تبعد عدة كيلومترات عن النهر، حيث أغرقت المياه مساحة شاسعة من مدينة بلدوين التي يبلغ تعدادها نحو 500 ألف نسمة. المرأة الصومالية مريمة شيخ عثمان هي أم لأربعة أطفال كانت تبحث عن مكان تستقر فيه بعد أن هربت من الفيضانات في وقت مبكر من صباح اليوم. وتقول "شيخ عثمان"، للأناضول، إنها تفاجئت بمياه الفيضانات تغرق منزلها قبل أن تهرب مسرعة مع أطفالها إلى منطقة مرتفعة. ومضت تقول: "نحن لا نمتلك ما نسد به رمق أطفالنا وفي ظل الفيضانات لا نستطيع أن نعمل ولا يوجد من يمد يد العون لنا". وتختلف الظروف المعيشية لهؤلاء المتضررين بالفيضانات لكن القاسم المشترك بينهم هو انعدام المأوى. ** مساعدات جوية حكومية ومع بدء موجة الفيضانات منتصف الشهر الجاري، أطلقت وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث نداء عاجلا للهيئات الإنسانية الدولية والمحلية لمتابعة موجة الفيضانات وتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين. وجراء انقطاع الطرق بسبب الفيضانات، أرسلت وزارة الشؤون الإنسانية مروحيتين تحملان مساعدات إنسانية مكونة من الخيام والأغطية البلاستيكية إلى النازحين في مدينة بلدوين، التي تعد أكثر المناطق تضررا. وقال أحمد ولي، مسؤول قسم المساعدات الإنسانية في الوزارة للأناضول، إن احتياجات المتضررين جراء الفيضانات أكثر بكثير مما حملته إليهم المروحيات لكن نسعى إلى تخفيف معاناتهم. وأضاف أن وزارته تعمل بكل طاقاتها للحد من تداعيات الفيضانات بالتعاون مع الهيئات الإنسانية المحلية والدولية. وأشار إلى أن بعض المناطق المتضررة بدأت تستلم المساعدات الإنسانية بينما ستصل المساعدات لمناطق أخرى في الأيام المقبلة. وشكلت الحكومة الصومالية مؤخرا، لجنة إغاثة حكومية لتنسيق الجهود الإنسانية وتقييم المناطق التي تشهدها الفيضانات من أجل تقديم المعونات للمتضررين. ** مخاوف من أزمة إنسانية في السياق، أبدت وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث مخاوفها من تدهور الحالة الإنسانية في ظل قلة استجابة الهيئات الإنسانية لتعامل مع ملف الفيضانات. وبحسب بيان لها، قالت الوزارة، إن "رقعة الفيضانات قد تشمل على مناطق جديدة خاصة بالأقاليم الذي يمر فيه نهري شبيلى وجوبا مع تواصل هطول الأمطار بغزارة". ويزيد انقطاع الطرق البرية بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات من تأزم الأوضاع الإنسانية بالمناطق المتضررة. وبحسب بيانات إدارة ولاية هيرشبيلى المحلية، فإن الفيضانات تسببت في جرف آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية معظمها مزروعة بالخضروات والفواكهة. ومع بدء موسم الأمطار في البلاد تشهد بعض الأقاليم الصومالية هطول أمطار رعدية غزيرة ما يتسبب بحدوث فيضانات المدن والقرى القريبة من نهري شبيلى وجوبا الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :