بعد الجفاف.. فيضانات الصومال تشرد مئات الآلاف

  • 5/19/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشير أحدث التقديرات الأولية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن فيضانات الأمطار والأنهار في الصومال قد أثرت على ما لا يقل على 460 ألف شخص منهم ما يقرب من 219 ألف شخص شردوا من منازلهم، بجانب مقتل 22 شخصا حتى اليوم الجمعة. نزوح مفاجئ غمرت فيضانات نهر شبيلي الأحياء الأربعة التي تتكون منها مدينة بلدوين إلى جانب 25 قرية وبلدة في محيط النهر، مما اجبر السكان في تلك المناطق على النزوح من منازلهم بحسب وزارة ادارة الكوارث والشؤون الإنسانية في ولاية هيرشبيلى المحلية. مريمة نور، أم لثلاثة أطفال وواحدة من للواتي نزحن من منازلهم، تقول للأناضول، إن مياه الفيضانات تسللت إلى اجزاء من منزلها وسط الليل، فهربت مع أطفالها إلى المناطق المرتفعة خوفا على حياتنا. وأضافت مريمة: "أتينا إلى هذه المنطقة و ليس لدينا ما نأكل ونلبس ونطالب الجهات العمية بتقديم المساعدات العاجلة". ومن جهته، قال وهل حس ميو للأناضول، إن مياه الفيضانات اجبرتهم على النزوح من منازلهم ودمرت الفيضانات جميع ممتلكاتهم مشيرا إلى أن المنطقة التي لجأوا إليها تفتقر لأدنى مقومات الحياة ما يؤثر سلبا على حياة اسرته. وقال مدير العام لوزارة ادارة الكوارث والشؤون الإنسانية في ولاية هيرشبيلى المحلية عبدالفتاح محمد للأناضول، إن ارتفاع منسوب مياه نهر شبيلى نتيجة الأمطار الموسمية أدى إلى فيضان النهر حيث غمرت المياه نحو 70 بالمئة تقريبا من مساحة المدينة. واستخدمت إدارة المدينة قوارب مطاطية وجرافات للتنقل في المدينة وانقاذ العالقين في المناطق التي حاصرتها مياه الفيضانات حيث سجلت الوزارة مقتل 3 أشخاص على الأقل جراء الفيضانات في المدينة. وحسب تقديرات الوزارة فإن الفيضانات تسبب حتى الآن في نزوح 50 بالمئة من سكان المدينة، أي نحو 200 ألف شخص فيما تضررت آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية. قلة المساعدات الإنسانية مضت 5 ايام منذ بدء موجة الفيضانات في أحياء مدينة البلدوين التي تقدر تعداد سكانها نحو 5 مئة ألف نسمة ولم تصل المساعدات الإنسانية للمتضررين بمياه الفيضانات والذين يفترشون في العراء. ولتخفيف معاناة هؤلاء المتضررين الذين لجأوا إلى المناطق المرتفعة هربا من مياه الفيضانات، أطلقت ولاية هيرشبيلى المحلية نداء عاجلا للهيئات الإنسانية المحلية والدولية من أجل تقديم معونات عاجلة للمواطنين. ولبت هيئة إدارة الكوارث والشؤون الإنسانية الوطنية النداء الذي اطلقه رئيس ولاية هيرشبيلى على حسين جودلاوي حيث زار رئيسها محمود معلم المدينة لمعاينة آثار ازمة الفيضانات التي ضربت المدينة. وقال محمود معلم رئيس هيئة إدارة الكوارث والشؤون الإنسانية في تصريح للإعلام، إن مياه الفيضانات حولت المدينة إلى ما يشبه بالبحر حيث تقابلك المياه من كل الجهات، مشيرا إلى أن الوضع ليس بالأمر السهل ويتطلب تدخلا سريعا لإنقاذ النازحين جراء الفيضانات. واشار رئيس هيئة إدارة الكوارث والشؤون الإنسانية الوطنية، إلى أن هناك "حملة من المساعدات في طريقها للمدينة عن طريق البر، وسنعمل على توجيه مساعدات أخرى لتخفيف وطأة معاناة المتضررين". من جهته، قال مدير العام لوزارة التخطيط والاستثمار لولاية هيرشبيلى المحليى، حسن عبدي سومني للأناضول، أن احتياجات النازحين تفوق امكانات الإدارة المحلية، وهو ما يعقد الوضع الانساني في المدينة، حيث لا توجد بعد أي مساعدات انسانية خارجية حتى الآن لتخفيف معاناة المتضررين. وأضاف، سومني، أن آلاف النازحين هم بحاجة ماسة إلى المأوى والمياه النظيفة والخدمات الصحية. مخاوف من الأمراض وعبرت الإدارة المحلية في هيرشبيلى عن مخاوفها من انتشار الأمراض التي تنقل بواسطة المياه إثر انتشار الفيضانات في أجزاء كبيرة من المدينة ما أجبر آلاف من سكانها على النزوح من منازلهم خوفا على حياتهم ولجوئهم للعيش في المناطق المرتفعة. وقال المدير العام في وزارة الصحة في ولاية هيرشبيلى عبدالرشيد محمد للأناضول، إن الوزارة بالتعاون مع الهيئات الإنسانية تعمل على إنشاء مراكز صحية في مناطق المشردين جراء الفيضانات وتوفير مياه نظيفة لمنع انتشار الامراض المعدية. وأضاف المدير العام، أن "الحالة الصحية في المدينة شبه متدهورة بسبب سعة المناطق التي اغرقتها مياه الفيضانات". وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان من تأثير استمرار هطول الأمطار الغزيرة في الصومال وفي المرتفعات الإثيوبية سلبا على حياة ما يصل إلى 1.6 مليون شخص ومن إمكانية تشريد 600 ألف شخص إجمالا في المناطق المعرضة للفيضانات على طول نهري جوبا وشبيلى. وتأتي هذه الأمطار في وقت يشهد الصومال كغيره من دول المنطقة أقل مواسم الامطار منذ 70 عاما، نتيجة ظاهرة التغير المناخي ما تسبب في حاجة 7 ملايين صومالي إلى مساعدات إنسانية عاجلة بينهم مليوني من أطفال وحوامل يعانون من سوء التغذية، بحسب المصدر نفسه. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :