دافيد إيسنو * تسعى دولة ساحل العاج التي توفر 40% من الكاكاو العالمي إلى تحسين ظروف مزارعي هذه الحبوب الذين يعيش أكثر من نصفهم تحت خطّ الفقر، لكن وعود المسؤولين تبقى في أغلبية الأحيان حبراً على ورق.تشكّل بلدة بوتي ياوكرو (الوسط) نموذجاً للحياة الريفية في ساحل العاج، وهي تتألف من بضعة منازل مصنوعة من الطوب، وأخرى من حجر الرباط تحيط بها مزارع. ويؤدي مسلك تغمره مياه الأمطار الغزيرة إلى مدينة سينفرا على مسافة نحو 15 كيلومتراً. ولا مياه جارية أو كهرباء في البلدة.والمزارعون هنا بعيدون كل البعد عن المفاوضات الدولية التي جرت بين الدول المنتجة والمستهلكين والشركات المتعددة الجنسيات والتي أفضت في أيلول / سبتمبر خلال الدورة المئة للمجلس الدولي للكاكاو في أبيدجان إلى «استراتيجية خماسية.. لتعزيز عائدات المزارعين.. وتحسين الاستدامة البيئية» لزراعة الكاكاو.فهذا «الذهب البنّي» يعود بالنفع خصوصاً على الصناعيين في البلدان الغربية الذين يحوّلونه إلى ألواح شوكولاته وبسكويت وقوالب حلوى، وهو لا يدرّ سوى القليل على من يزرعونه. فمن أصل 100 مليار دولار يحصدها قطاع الكاكاو-الشوكولاته كل سنة كرقم أعمال، لا تعود سوى 6 مليارات على المزارعين، بحسب البنك الدولي.في مطلع أكتوبر / تشرين الأول حدّدت سلطات ساحل العاج سعر بيع الكيلوغرام الواحد من حبوب الكاكاو بـ 825 فرنكاً إفريقياً (1.5 دولار تقريباً)، رافعة إياه 10% مقارنة بالموسم الماضي، لكنه لا يزال دون السعر السائد قبل ثلاث سنوات بمقدار 1100 فرنك.ولا تزال هذه التسعيرة غير كافية بالنسبة إلى مزارعي بوتي ياوكرو، حيث تعيش تسع أسر، أي نحو 100 شخص. ويقول ميكالو بيجولي وهو عائد من حقله «تسعيرة 825 فرنكاً فاجأتنا، كنا نتوقع 1000 فرنك».ويحاول المزارعون تنويع إنتاجهم قدر المستطاع مع محاصيل غذائية مثل الذرة واليام والكاسافا والفول السوداني.ويستبعد ميشال أريون المدير التنفيذي للمنظمة الدولية للكاكاو، أن يتزعزع إنتاج الكاكاو في ساحل العاج. لكن الوضع قد يتفاقم في ظلّ إحباط المزارعين وانتشار فيروس «سوولن شوت». * فرانس برس
مشاركة :