الشارقة: فدوى إبراهيم نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بمقره في الشارقة مساء أمس الأول، أمسية وفاء للشاعر الإماراتي الراحل حبيب الصايغ (1955م-2019م)، شارك فيها عدد من الشعراء بحضور الشاعرة الهنوف محمد رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالإنابة، والدكتور محمد بن جرش الأمين العام لاتحاد الكتّاب.قدمت الأمسية الشاعرة ساجدة الموسوي التي استهلت الجلسة بكلمات الوفاء والافتخار بالتجربة الاستثنائية الأدبية للصايغ، مؤكدة أنه ترك فراغاً في الساحة الثقافية التي زخرت بأعماله ولا تزال تحيا به. واستعرضت الموسوي فيديو يسرد تجربة الراحل منذ بدء نشاطه الثقافي موثقاً عدداً من تجاربه الشعرية التي أثرت الساحة.وألقى الشعراء المشاركون قصائد حب ووفاء وافتخار بالتجربة الشعرية والمكانة الإنسانية للراحل حبيب الصايغ، افتتحها الشاعر يونس ناصر عبود بقصيدة «صائغ الكلمات» التي نسج الشاعر أبياتها حزناً على الحاضر الغائب، الذي ترك جرحاً في النفس لا يداويه طبيب، شاعر حي بشعره المشرق وحروفه وفكره الباذخ، ويقول في مطلعها: عذرَ القوافي يا حبيبُإن المقامَ له وجوبما جئت أنعى إنّماحزنُ الفؤاد به لهيبوفي أبيات أخرى يقول:يا حاضراً إذا يغيبيا غائباً وهنا قريبُها أنتذا ما بينناوصدى خُطاك له دبيبلك في القلوب منازلٌومنازل بك تستطيبُ وأطلّت بهيجة إدلبي بقصيدة بعنوان «وللشعراء لو غابوا حضور»، وصفت في أبياتها مكانة الشعر والشاعر الذي تفصل بيننا وبينه المسافات وتظل أسرار كلماته تفيض في الوجود معنى، ومن بين أبياتها تقول: أتيت وما حملت سوى حروفيعسى عن رمل عرفاني تنوبوتفصح في مقام الحزن شعراًمن الحزن الرؤى فيه تذوب وألقى الشاعر نصر بدوان كلمات تعبّر عن وفاء وعرفان للراحل حبيب الصايغ في قصيدة «دمعة الموال الأخير» إلا أنه استهلها بأبيات من قصيدة حبيب الصايغ «نقوش إضافية على قبر حرب»، التي تقول في مطلعها: كونتني النواياأتعبتني كثيراًفيا ليتني لم أمت فجأةهكذاكيف أسقط من بؤرة الضوءوالوهم وحدي؟ بينما ألقى نصر بدوان أبياتاً كتبها رداً على قصيدة الصايغ، قال فيها: دمعة الموال الأخيروما أبعده الموال الأخيرفهل سوف يعزفني أو أعزفهقبل الرحيل وعبّر وائل جشي بكلمات وفاء وحب وشعر عما اختلج صدره، عائداً إلى الوراء مستذكراً العلاقة مع الصايغ الذي جمعه به العمل الصحفي في صحيفة الاتحاد أولاً ثم في صحيفة الخليج.واستذكر الشاعر محمد نجيب قدورة جانباً من حوار دار بينه وبين الصايغ بعد أمسية شدا فيها الصايغ قصائد من ديوانه «أسمي الردى ولدي»، وحينها قال قدورة للصايغ: كنت أظن أن انتقالك من القصيدة العمودية إلى شعر التفعيلة، أنك قد أنقصت من وزنك الأدبي إلا أنك أثبت قدرتك على سكب روحك الإبداعية في أي قالب تريد. وألقى قدورة قصيدة تقول بعض أبياتها: وأدركت في خبرتي من حبيبكإدراك أمي لسر الهديلوقولك يا عبقري المزايالحسن المزايا وكنه السليلوظل خيالك في وجد ريحوشكواك شكوى المحب النبيل واختتمت الشاعرة ساجدة الموسوي الأمسية بأبيات مهداة لحبيب الصايغ الشاعر والإنسان بعنوان هناك بكل أمان، تقول في مطلعها: قالوا: انطفأ القنديل.. توارىكانت أخبار الصدمة تترىوعيون محبيه ذهولودموع حرّىوبكيت كما تبكي الأخت أخاهاثم استدركت...ما غاب القنديل ولكنعشرون ملاكاً مرواأخذوه برفق لمكان آخر وفي ختام الأمسية فاجأ الشاب المصري كريم رمضان البنّا الحضور، مشيراً إلى مجيئه من مصر خصيصاً لحضور الأمسية وقول كلمة وفاء هي وصية من والده المتوفى لروح الراحل، وقال: مر والدي بظرف عصيب خلال عمله في دولة الإمارات، وحينها لجأ إلى حبيب الصايغ الذي وقف معه وقفة إنسانية لا مثيل لها.
مشاركة :