رحب جوزيه جرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" أمس بالالتزام الذي قطعه وزراء زراعة مجموعة الدول العشرين الكبرى لتلبية الاحتياجات العالمية للأمن الغذائي والتغذية من خلال بناء نظم غذائية تستخدم الموارد الطبيعية بكفاءة أعلى، وعلى أن تكون متوازنة اقتصادياً وأكثر شمولاً بالمقياس الاجتماعي وتساعد في التصدي لتغير المناخ. وبحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة، فقد خاطب جرازيانو دا سيلفا الوزراء في الاجتماع الذي عقد بمدينة اسطنبول التركية، مشيداً بالمبادرات المحددة التي أعلنتها المجموعة للحد من خسائر الغذاء والهدر الغذائي، بما في ذلك إنشاء منصة عالمية جديدة تهدف إلى تعزيز التشارك في المعلومات بهدف تقليص فاقد الغذاء لدى كلا من دول مجموعة العشرين، وبلدان الدخل المنخفض على حد سواء. وأكد المدير العام للمنظمة، أن الفاو على أهبة الاستعداد للعمل مع الشركاء لإنشاء هذه المنصة، معبراً عن ثقته في أنها ستقدم مساهمة ملموسة في التعزيز المستدام للأمن الغذائي والتغذية. وأشار وزراء زراعة مجموعة العشرين بقلق بالغ إلى المدى الخطير للخسائر الغذائية وإهدار الغذاء في جميع مراحل سلاسل القيمة الغذائية، ووصفوا ذلك بأنه مشكلة عالمية ذات دلالات اقتصادية وبيئية واجتماعية هائلة. ويقدر المختصون أن الغذاء المنتج للاستهلاك البشري يؤول إلى الخسارة والهدر على المستوى العالمي، بما تصل كمياته إلى نحو 1.3 مليار طن سنوياً، وتؤول المواد الغذائية إلى الخسارة بسبب التلف أو السكب قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية أو أن تبلغ مرحلة التجزئة، ويُهدر الغذاء ما لم يستهلك إذ يفسد أو يلقى به كنفاية من قبل تجار التجزئة أو المستهلكين. وبحث وزراء زراعة مجموعة العشرين تلبية احتياجات الأمن الغذائي والتغذية لسكان العالم، الذين يتوقع أن يبلغوا رقم التسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050، وتشير تقديرات "فاو" إلى أن تلبية الاحتياجات الكمية المتعاظمة لتلك الأعداد إنما يتطلب زيادات في إمدادات الغذاء العالمية بنسبة 60 في المائة. واتفق وزراء الزراعة من مجموعة العشرين على أن الحاجة تمس إلى نظم إنتاج غذائية مستدامة ومتجاوبة عبر مراحل الإنتاج والتجهيز والتوزيع وتجارة التجزئة والاستهلاك، مؤكدين أن هذه النظم من شأنها أن توسّع نطاق الإمدادات الغذائية وتوفر فرص لائقة للعمالة في المناطق الريفية، خاصة في صفوف صغار المزارعين الأسريين، والنساء والشباب. ولاحظوا أيضاً بين جملة أمور أخرى، أن النظم الغذائية المستدامة ستساعد في معالجة تغير المناخ، على اعتبار أن تحسين خصوبة التربة، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء واستعادة الأراضي المتدهورة هي عناصر أساسية لتحسين الإنتاجية الزراعية بغية تحقيق الأمن الغذائي في ظل المناخ المتغير. ووافق الوزراء أيضاً على تعزيز عمل نظام معلومات السوق الزراعية المشترك بين الوكالات باعتباره منصة مشتركة ذات مقر لدى منظمة "فاو" بهدف تحسين شفافية أسواق المواد الغذائية وتشجيع تنسيق تدابير السياسات كاستجابة لعدم اليقين في الأسواق. وأكد وزراء زراعة "العشرين" أن نظام معلومات السوق الزراعية إذ تتضح بوصفها مبادرة بالغة النجاح، وسنكرس أنفسنا لتعميق التعاون وتوثيقه من أجل تحسين البيانات العالمية وشفافية السوق مادياً عبر توفير بيانات منتظمة وحينية وموثوقة ودقيقة وقابلة للمقارنة.
مشاركة :