لم يدرك اليتيم الصغير ذو السبعة عشر ربيعا عبدالرحمن خالد أن فرحته بزفاف صديق عمره في جدة ستنقلب فجأة الى مأتم، وتتحول الضحكات البريئة بين الاصدقاء الى بكاء وعويل، انها حوادث السيارات القاتلة فبعد انتهاء مراسم الفرح غادر عبدالرحمن جدة متوجها الى المدينة المنورة، وفي رحلة العودة تعرض لحادث سير نتج عنه وفاته واصابة أربعة من زملائه «المدينة» قامت بزيارة لمبنى دار الايتام بالمدينة الذي كان يعيش فيه عبدالرحمن والتقت زملاءه الذين كانوا برفقته أثناء الحادث للحديث عن لحظات ما بين الفرح والرحيل. فى البداية قال أنس عبداللطيف أحد الذين رافقوا عبدالرحمن ونجا من الحادث يقول إنه بعد عودته من مراسم الزواج بصحبة عبدالرحمن وثلاثة من زملاء الدار توقفوا أمام أحد المحطات وأدوا صلاة الفجر وبعد الصلاة وأثناء العودة غلب عليهم النوم ولم يفق من نومه إلا وهو فى المستشفى، ويضيف: عبدالرحمن كان لآخر لحظاته يتواصل مع الجميع بالضحكة والنكتة وكان ايضا ملتزما ويحافظ على صلاته. ويلتقط طرف الحديث عمر محمد زيد أحد الاشخاص المرافقين للراحل عبدالرحمن والذي نجا من الحادث: لم نتوقع أننا سنفقد أخا لنا فلقد تأثرنا بفقدانه ولم نجد منه الإ كل خير وعن رحلتهم، قال عمر كنا فى رحلة لحضور مناسبة وبعد أن أتممنا الواجب بحضور مناسبة أحد زملائنا من الدار بجدة وعند عودتنا كان عبدالرحمن منشغلا بالحديث في الجوال وبعد أن توقفنا لصلاة الفجر أكملنا طريقنا وفي نصف الطريق غلبنا النوم ولم نجد أنفسنا الا في المستشفى وبعد تلقينا العلاج أنا وزملائي وفوجئنا بأن عبدالرحمن لا يزال منوما داخل العناية المركزة ثم توفي -رحمه الله « وكان محبا لعمل الخير وطيب القلب لا يتحامل على أحد». وبلغة راضية بقضاء الله وقدره يقول عبدالجليل جاسر أنا وعبدالرحمن ومنذ أن كان عمرنا 4 سنوات لم نفترق نشارك بالزيارات الخارجية ومشاركتنا لنشاطات الرياضية أو الثقافية وقال هذا أول حادث يقع له في حياتنا وأنه أول شخص أفارقه من إخواني وعبدالرحمن دائما مبتسم وقليل الخروج وهو من الطلاب الذين تم اختيارهم لبرنامج فريق «فينا خير» وهو البرنامج الذي يقدم المساعدة للحجاج والمعتمرين والزوار وكان مجدا في تقديم الخير لضيوف الرحمن ونفذ البرنامج في منتصف العام في إجازة الربيع. وقال سعيد أحد زملاء الفقيد: حزنا لفقده وكانت ابتسامته لا تفارقه وكان محبا للخير وقبل أسبوع قمنا بزيارة للمسجد النبوي الشريف وهو محب للخير ويقوم بواجباته ويلبي الدعوات وأكبر دليل على ذلك تلبيته لحضور الزواج لأحد زملائه بجدة ولكن القدر سبقه قبل عودته للمدينة. والى ذلك قال مدير دار التربية الاجتماعية طارق بن سعد المغامسي أن الشاب عبدالرحمن خالد -يرحمه الله- كان من خيرة الابناء وله ما شاء الله قبول ومحبة من جميع الابناء وتعامله وخلقه وابتسامته لا تفارقه-، وعندما تعرض للحادث أدخل على إثره المستشفى قسم العناية المركزة لنصدم بوفاته. وبين أن عدد الابناء بالدار 71 ابنا جميعهم تأثروا برحيله. وأضاف أن الشاب يرحمه الله كان مميزا في دراسته ويشارك فى جميع البرامج وأشار إلى أن الوزارة وجهت بإقامة مراسم العزاء في الدار لمدة ثلاثة ايام وسط إخوانه والمعزين وشهد اليوم الأول حضورا كثيفا من المعزين. المزيد من الصور :
مشاركة :