يا لروعة الموشحات الأندلسية

  • 10/29/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الموشحات ضرب من الشعر العربي الذي يستهويني. ففيه ديناميكية دايلكتيكية تعطيه حيوية خاصة تعكس نكهته الإيقاعية الراقصة. ولا عجب فهو قد ولد في بلد الرقص «الفلامنكو»، الأندلس، في القرن الثالث الهجري، في عهد الأمير عبد الله بن محمد. وكان ذلك بعد أن تشرب العرب في الأندلس بالنكهة الراقصة للشعب الإسباني. اختلف المؤرخون والنقاد، فكان منهم من اعتقد أنه كان امتداداً طبيعياً لتطور الشعر العربي وقوافيه من أيام الجاهلية. رأى آخرون أنه جاء من مؤثرات الشعر الإسباني الشعبي وأغانيه كـ«الكونتو خوندو». أما الكلمة نفسها فهي مشتقة من الوشاح ـ وهو القماش المزخرف والمجوهر الذي تشده الراقصة والمغنية حول بدنها، مما يدل على العلاقة القوية بين الموشحات والرقص. ومما يذكر أن الغربيين تأثروا بدورهم بالموشحات فولدت منها تقاليد «التروبادور». ورأى البعض أن شكسبير أيضاً تأثر في نظمه بشعر الموشحات وقوافيها. نجد أمثلة من ذلك فيما يسمونه بـ«السونيت».وكما قلت، إنني شخصياً وقعت بسحر هذا اللون من الشعر. فترونني كثيراً ما أردد هذه المقاطع من الموشح الشهير لابن زهير الأندلسي. وكثيراً ما نسمعه مغنى في الملاهي والإذاعات والمقاهي:أيها الساقي إليك المشتكىقد دعوناك وإن لم تسمعونديم همت في غرته وبشرب الراح من راحتهكلما استيقظ من نشوته جذب الزق إليه واتكاوسقاني أربعًا في أربعما لعيني عشيت بالنظر أنكرت بعدك ضوء القمرفإذا ما شئت فاسمع خبريغشيت عيناي من طول البكاوبكى بعضي على بعضي معيغصن بان مال من حيث التوى مات من يهواه من فرط الجوىخافق الأحشاء موهون القوى كلما فكر بالبين بكىويحه يبكي لما لم يقع

مشاركة :