"العصر الذهبي" لوانغ شياوبو للمرة الأولى بالعربية

  • 10/29/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت حديثا عن منشورات المتوسط – إيطاليا، بالتعاون مع مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام – القاهرة، رواية “العصر الذهبي”، للكاتب الصيني وانغ شياوبو، ترجمها عن الصينية علي ثابت، وراجعها وقدم لها أحمد السعيد. وكتاب “العصر الذهبي” هو أول أعمال الكاتب التي تنقل إلى العربية. ويضم مجموعة من الروايات القصيرة لكاتب يبتكر موضوعات للقص، تقارب الحياة المعاصرة، وعبرها يمكن اكتشاف لذة القص والقنص في آن. ويقدم الكتاب ثلاث روايات قصيرة. يصاحبنا خلالها البطل نفسه وانغ أر (بطل العصر الذهبي) خلال أحداثها، فتارة في “ما بعد الثلاثين” يتقدم الزمان عشرين عاما، ونجده هو الأستاذ الجامعي المتمرد الواقع حتى أذنيه في آثار تاريخه الثوري المعترض على راديكالية كل شيء في الصين، والداعي إلى الليبرالية، والمطحون تحت قبضة زوجته المتسلطة، والغارق في مشاكل صديقه الأبله، والحالم بالجنس الجنوني مع صديقته القديمة. نجد وانغ أر في “الحب في زمن الثورة” التي يقول داخل النص إنه استعار اسمها على غرار رائعة ماركيز “الحب في زمن الكوليرا”، وكأنه يقصد أن أميركا اللاتينية تمرض بالكوليرا، أما الصين، فقد مرضت بالثورة، نجد وانغ أر يعمل في مصنع صغير كمنبوذ من المؤسسة والمجتمع، ويشترك في المواجهات الثورية كلها مع الحرس الأحمر، ويحمي مدينته، وتمر بحياته ثلاث نساء، تتباين كل منهن في دلالتها عن جانب من الثورة ودور “المؤسسة” -أي مؤسسة- في تقويض العقول. ونتابع التنقل مع وانغ أر في الرواية الأخيرة “عالمي المنير، عالمي المظلم”، وهو هنا مصاب بعجز جنسي نتيجة صدماته النفسية السابقة، فتظهر له من تساعده في التغلب على عجزه، ولكنها تتحول، في النهاية، إلى كابوس لا يقل بشاعة عن سابقيها، ولكن، تبقى فكرة الثورة والجنس والإنسان هي المسيطرة على المشهد الإبداعي، والتي تستشعر، في النهاية، أن وانغ شياوبو محرك عرائس باهر، لكنك لا تعي جيدا هل شخوصه هي العرائس أم نحن.

مشاركة :