محلل سياسي ليورونيوز: استقالة الحريري تفتح الساحة اللبنانية أمام احتمالات عدة

  • 10/30/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 13 يوماً من احتجاجات شعبية غير مسبوقة عمّت كافة المناطق اللبنانية للمطالبة برحيل الطبقة السياسية بأكملها، أعلن رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول استقالة حكومته "تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات". وتعليقا على هذا القرار، قال الصحافي والمحلل السياسي اللبناني موسى عاصي في مداخلة لـ"يورونيوز"، إن "استقالة الحريري وضعت لبنان أمام مفترق طريق وهناك انقلاب واضح للمشهد في ظل إصرار الحراك على الاستمرار في الشوارع والاحتجاجات في كافة المناطق"، مشيرا إلى أن "الشارع اللبناني رحب بقرار الاستقالة واعتبرها إنجاز كبير، إلا أن اليوم المسألة مفتوحة على احتمالات عديدة". حكومة تكنوقراط ... برئاسة الحريري ولفت عاصي إلى أن أول الاحتمالات الواردة في هذه الأثناء هي أن "يعود الحريري ليترأس حكومة جديدة مطعمة بوزراء جدد غير معروفين وغير استفزازيين، من انتماءات خارج السلطة السياسية الموجودة في الحكم منذ سنوات طويلة". وشدد عاصي على أن اليوم هناك خلاف كبير حول مسألة وزير الخارجية جبران باسيل. وقال إن "هذا الخلاف لم يحل بعد، باسيل كان الشرط الأساسي لحزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون للبقاء في أي حكومة يشكلها سعد الحريري في ما بعد، إلا أن إعلان الحريري استقالته من بيت الوسط وليس من قصر بعبدا، هذا يعني أنه لا يوجد أي اتفاق بين الحريري وبعبدا (أي رئاسة الجمهورية) على الحكومة المقبلة، وعلى إمكانية أن يكون جبران باسيل أحد أعضاء هذه الحكومة" أم لا. وأكد أنه من الحلول الواردة "تشكيل حكومة جديدة، بغض النظر عن عدد الوزراء المشاركين فيها، تكنوقراط أو لا"، وقال "لا يوجد حكومة تكنوقراط 100 بالمئة، إذ أنه بمجرد مشاركة سعد الحريري بهذه الحكومة، نظرا لأن سعد ينتمي لأحد الأحزاب السياسية اللبنانية وهو مدعوم من الأطراف السياسية الأخرى كحزب الله والتيار الوطني والرئاسة، بغض النظر عن الخلافات التي تتمحور حول باسيل وإمكانية توزيره من عدمه". فراغ السياسي؟ وهناك احتمال آخر أن يكون سعد الحريري فعليا وصل إلى حائط مسدود وبالتالي لم يعد قادرا على الاستمرار في رئاسة هذه الحكومة ومع عدم توافقه مع الأطراف السياسية الأخرى من أجل تشكيل حكومة جديدة برئاسته، ويقول عاصي إن هذا يعني أن البلد مفتوح على فراغ، حتى وان كانت السلطة أو الحكومة الحالية مخولة للقيام بتصريف الأعمال في المرحلة المقبلة. وطبقاً لعاصي، "هذه الحكومة (تصريف الأعمال) لن يكون بمقدورها أن تتخذ أي قرار، أو تحقيق أي من مطالب المحتجين في الشارع". ضغط على حزب الله وحلفائه ويرى عاصي أن الحريري اليوم أراد الضغط على حزب الله من جهة وعلى التيار الوطني الحر من جهة أخرى، بمعنى أنه بإصرار الفريق الآخر توزير باسيل في أي حكومة سيظهروا كمن أفشل هذه المساعي، و بالتالي عليهم تحمل مسؤولية الشارع. ويضيف: "وهناك أيضا ضغط من الطرف الآخر لأنه وباعتبارهم أن الحريري يحتاج أن يكون رئيس حكومة لذلك يظنون أنه سيعود إليهم من أجل تشكيل أي حكومة". وأكد عاصي أن لبنان "يعيش لحظات عسيرة جدا وهناك ضغوط هائلة من كافة الأطراف، وبات اليوم مفتوحا على احتمالات كثيرة، وأن الأزمة الاقتصادية قد تكون الأسوأ التي تمر بها البلاد حاليا".للمزيد على يورونيوز: محافظ مصرف لبنان: نحتاج الوصول لحل فوري ولم أقل إن الاقتصاد سينهار خلال أيام لبنانيون يشاركون في سلسلة بشرية من شمال البلاد إلى جنوبها في إطار الحراك الشعبي الشارع يواصل التظاهر في لبنان مطالبا برحيل الطبقة السياسية

مشاركة :