الشارقة: «الخليج» أكد علي بن حاتم رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين أن ملتقى النشر التعليمي الذي انطلقت أعماله في الشارقة، أمس الأول، بتنظيم الجمعية وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والاتحاد الدولي للناشرين، يؤسس لمسيرة جادة نحو تطوير مناهج تعليمية إماراتية تستند إلى خصوصية التجربة والثقافة ومنفتحة على تجارب العالم. وأشار ابن حاتم إلى أن الناشر الإماراتي الذي قدم الثقافة والإنتاج الفكري الوطني للعالم، قادر على الإبداع في صياغة وتطوير مناهج تعليمية تنافسية تلبي متطلبات التنمية والبناء والاستقرار في حال توافرت له الفرصة والدعم، وأوضح أن تعاون الجمعية مع وزارة التربية والتعليم يجسد حالة الإجماع والتوافق على منهج مستمر لدعم الناشرين الإماراتيين وتمكينهم من أداء دورهم في تعزيز وتطوير منظومة التعليم في الدولة. وأضاف ابن حاتم: إن التعليم مسألة خاصة جداً، والتجارب العالمية الناجحة في مجال العلم أثبتت أن التخطيط للتنمية يجب أن يبدأ بالمنهاج الوطني ومعايير جودته وآليات إصداره وتحديد الأولويات في المواضيع والعلوم التي عليه أن يقدمها للطلبة، وهذا يتطلب حواراً مفتوحاً بين الناشر المحلي ووزارة التربية والتعليم وممثلين عن الهيئات التدريسية. وحول الاعتماد على الناشرين من خارج الإمارات، أوضح ابن حاتم أن الدعوة إلى دور أكبر للناشرين الإماراتيين لا تعني الانغلاق على تجربة النشر التعليمي العالمية، بل هي دعوة إلى التأسيس لتجربة وطنية مميزة في إعداد المناهج وتطويرها، ودعوة إلى بدء مسيرة النشر التعليمي التي طال انتظارها. وقال: «إن الإمارات، قامت على ما راكمته من إرث ثقافي ثري، وتميزت بتمسكها برؤية وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والنشر التعليمي الوطني كفيل بصون هذا الإرث والبناء على فكر (زايد) وتجسيده علوماً ومعارف ينهل منها أبناؤنا، ويستلهمون منها دورهم في الحياة». وتابع: «إن الاعتقاد بأفضلية المناهج الأجنبية على المحلية هو اعتقاد سائد بالمطلق، والدول المتقدمة التي أبدعت في علومها، تنشغل اليوم في استحداث مناهج وطنية بإنتاج محلي حول الأخلاق والعادات والممارسات الاجتماعية، وهذا دليل على أن حماية التقدم العلمي لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة مؤسسات الدولة في إنتاج مناهج تسهم في تعزيز قيم الانتماء والفخر بالهوية والتاريخ». وأضاف ابن حاتم: «لقد حان الوقت للبدء بتجربة النشر التعليمي الوطنية، ومن خلال هذه التجربة التي ترعاها وتوجهها كافة الجهات المعنية بالعلوم والتعليم، سيطور الناشر التعليمي أدواته وقدراته، وسيكون قادراً على تخطي التحديات وسد الثغرات واكتساب المهارات اللازمة لهذه الصناعة». ونوه ابن حاتم بأن رعاية الناشر التعليمي لا تعود بالنفع على الناشرين وقطاع التعليم فحسب، بل تسهم أيضاً في تنشيط حركة البحث العلمي في المجالات كافة، وتعزيز تنافسية سوق الإنتاج الفكري والمعرفي في الدولة الذي يعد اليوم من أهم الأسواق التي تقود مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف بلدان العالم.
مشاركة :