بغداد - الوكالات: اتسعت دائرة الاحتجاجات امس في العراق بتظاهرات طلابية واعتصامات في جنوب البلاد، بعدما كسرت بغداد ليل الاثنين بالسيارات والأبواق والأناشيد حظر التجول الذي فرضه الجيش. وشهدت مدينة كربلاء ليلة احتجاجات عنيفة، فيما أعلنت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان عن مقتل متظاهر. وأكدت دائرة الطب العدلي في كربلاء مقتل شخص برصاصة في الرأس وأخرى في الصدر، فيما نفى المسؤولون الرسميون في المحافظة سقوط أي قتيل. وفي أنحاء أخرى من البلاد، طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين لليوم السادس على التوالي بـ«إسقاط النظام» ووضع دستور جديد، وإنهاء نظام تأسس قبل 16 عامًا إثر سقوط صدام حسين، ويقول العراقيون إنه يلفظ أنفاسه الأخيرة. ومنذ بداية الحراك الشعبي في 1 أكتوبر في العراق احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية وتفشي البطالة وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية، قتل 240 شخصا وأصيب أكثر من ثمانية آلاف بجروح، عدد كبير منهم بالرصاص الحي. وتعتبر هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في التاريخ العراقي الحديث. بدأت عفوية بسبب الاستياء من الطبقة السياسية برمتها، وصولاً حتى إلى رجال الدين. وشهدت التظاهرات المطلبية أيضا سابقة في العنف بالتعاطي معها، إذ سقط 157 قتيلاً في الموجة الأولى منها بين الأول والسادس من أكتوبر، و83 قتيلاً حتى الآن في الجولة الثانية التي بدأت مساء الخميس. وبدت الموجة الثانية أكثر كسرًا للحواجز. ففي المحافظات الجنوبية الشيعية العشائرية المحافظة، شارك عدد كبير من النساء بالاحتجاجات. كما امتنع آلاف الطلاب والطالبات عن الذهاب إلى المدارس، فيما أقفلت جميع الدوائر في الحلة والديوانية والكوت والناصرية، بحسب مراسلين من وكالة فرانس برس. والتحقت نقابات مهن مختلفة بينها نقابة المعلمين ونقابة المحامين، التي أعلنت إضرابا لمدة أسبوع، ونقابة المهندسين ونقابة أطباء الأسنان بالاحتجاجات، رغم الإجراءات الأمنية التي تعرقل الوصول إلى أماكن الاعتصامات والتظاهرات. وتوافدت حشود المتظاهرين صباح امس إلى ساحة التحرير في وسط بغداد، والتي يحتلها المحتجون منذ مساء الخميس، وعلت الهتافات ضد حكومة عادل عبدالمهدي. ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، المستقل غير المدعوم حزبيًا أو شعبيًا، لا يزال رهينة زعماء الأحزاب التي أتت به إلى السلطة ويتهمها المحتجون بالتقصير في توفير الوظائف والخدمات، وبملء جيوب المسؤولين بأموال الفساد الذي كان سبب تبخّر أكثر من 450 مليار دولار في 16 عامًا، بحسب أرقام رسمية. وصوت مجلس النواب خلال جلسة عقدت الاثنين بالاجماع لتشكيل لجنة تعديل الدستور وإلغاء جميع امتيازات المسؤولين الكبار في محاولة لتهدئة الاحتجاجات الغاضبة ضد الطبقة الحاكمة في البلاد. لكن ذلك لم يقنع المتظاهرين في الديوانية مثلاً، بل زادهم غضبًا بحسب ما قال أحدهم لفرانس برس. وشهدت مدن مختلفة تظاهرات طلابية حاشدة، بينها الكوت والديوانية والناصرية والحلة والعمارة وميسان والبصرة في وسط وجنوب البلاد. وتمثل فئة الشباب 60 في المائة من سكان العراق، وتعاني من البطالة.
مشاركة :